"لا نعيش في المدينة الفاضلة .. والدراما لا تسيء للمرأة المصرية".. جاءت هذه الكلمات ردًا على ما رصده المجلس القومي للمرأة في دراما رمضان 2017، من مشاهد فاضحة تجاوزت 1115 مشهدًا، واتهام الدراما بأنها تشوه صورة المرأة المصرية من خلال الأعمال التي تقدمها طوال العام بصفة عامة، وفي رمضان بصفة خاصة.
وترصد "مصر العربية" في هذا التقرير عرض وجهات النظر لبعض الخبراء والمتخصصين تجاه ما رصده المجلس القومي للمرأة، بشأن الأعمال الفنية في الدراما الرمضانية.
قالت سوزان قلينى، عضو المجلس القومى للمرأة، إن المجلس أعدّ رصدًا لكل أعمال شهر رمضان من دراما وإعلانات وبرامج، وتم رصد 30 مسلسلًا وكان الاهتمام بمتابعة الصورة التى قدمت عليها المرأة، ولم تكن الصورة سلبية عن المرأة.
وأضافت "قلينى" خلال حديثها مع فضائية "المحور" أنه من المهم إبراز الدور الفعلي للسيدات في المجتمع ودورهن فى النهوض بالمجتمع وهو ما غاب تمامًا فى دراما شهر رمضان وتم التركيز على بعض الصور السلبية والإيحاءات الجنسية وهذا الأمر لم يكن مطلوبًا.
ونوهت عضو المجلس القومى للمرأة، إلى أنه تم رصد 1115 مشهدًا بملابس فاضحة للمرأة بدراما رمضان، مضيفة: "هذا يعطى صورة سلبية عن المرأة المصرية".
من جانبها أبدت الفنانة هالة صدقى اندهاشها من رصد المجلس القومى للمرأة ملابس الفنانات خلال دراما شهر رمضان وتركه العديد من الأمور.
وطالبت "صدقى" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" المجلس القومي للمرأة بعودة الزى الوطني للمرأة فى مصر فى كل محافظة بدلًا من التفرغ لأمور أخرى غير مهمة.
وتابعت: "لا نعيش فى المدينة الفاضلة، وهناك نماذج سلبية للمرأة، كما أن كل الموضوعات التي قدمت فى الدراما ليست سلبية، والمرأة المصرية أهم بكثير من التحدث عن أزمة الملابس كما رصد المجلس القومى للمرأة".
وأعربت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، عن رأيها تجاه قرار المجلس القومي للمرأة، قائلة: "أهيب بالمجلس القومى للمرأة أن يكون تركيزه على القضايا الجوهرية التى تهم المرأة المصرية وتؤثر فى جوهرها وليس بملابسها".
وأضافت "نصير" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" أن المجلس القومي للمرأة عليه التركيز بما يهم المرأة ومكانتها ويؤثر فى مناخ استرداد المرأة وضعها المادي والأدبي.
ونوهت عضو مجلس النواب، إلى أن هناك قضايا كبرى تستدعي اهتمام المجلس القومى للمرأة أكثر من الملابس وأن كانت له ملاحظات جوهرية عليه توضيحها .
أكّد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الدراما لا تسيء للدولة أو للمرأة المصرية، مشيرًا إلى أن المشاهد تجاوز هذه الفكرة وأصبح أكثر وعيًا، وأصبح يعلم أن الدراما عمل فني بحت.
وأشار "الشناوي" إلى أن الدراما لا تريد الإساءة للمرأة المصرية وإنما هي تقدم عملًا تجاريًا يستمتع به المشاهد، متسائلًا: "هل لو عملنا عملا فنيا وطلعنا في قاضي مرتشي يبقى القضاة كلهم فاسدين؟".
ونوه الناقد الفني، إلى أن الدراما والأفلام في الدول تجاوزت كل الحدود، وأصبح يتم تمثيل شخصية الرؤساء، والمناصب الحساسة في الدول بكل جرأة.
وكانت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، أكدت علي ضرورة وجود مسئولية اجتماعية علي إظهار تلك النماذج السلبية في الأعمال الدرامية، والتي تؤدي إلى تدمير أو إنماء أخلاقيات المجتمع كله، مستنكرة إصرار أعمال الدراما المصرية علي تقديم النماذج السلبية للمرأة، على الرغم من وجود العديد من النماذج الإيجابية في المجتمع المصري.
ووجهت "مرسي" رسالة لصناع الدراما في مصر، في كلمتها خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن التقرير النهائي الخاص لرصد صورة المرأة في دراما رمضان، أمس الأربعاء، بأنّ المال ليس كل شيء، مناشدة بمراعاة المسئولية الاجتماعية في التناول الإعلامي للمرأة.
وأوضحت أن الأعمال الدرامية في مصر كانت السوق الذي يتعلم منه كل دول العالم، موجهة الشكر لجهاز حماية المستهلك علي وقف العديد من الإعلانات الرمضانية المسيئة للمرأة.
وتمنت رئيس المجلس القومي للمرأة أن تنخفض نسبة الصورة المسيئة للمرأة في الأعمال الرمضانية للعام القادم، مؤكدة على اهتمام المجلس بتشجيع حرية الإبداع والفن، ولكن في نطاق أخلاقي.