الورقة الكردية باتت على خط الصراع السوري المتشابك والمُعقد، حيث تمكن الأكراد في شمال سوريا من إقامة منطقة إدارة ذاتية بعد طرد مسلحي تنظيم داعش "الإرهابي" منها في 17 مارس الماضي.
وفي إطار احتدام الصراع بين القوى المختلفة بسوريا، أقام المركز المصري للدراسات الكردية بمدينة نصر (شمال القاهرة)، أمس الاثنين، صالونًا ثقافيًا لبحث تداعيات إعلان أكراد سوريا دولتهم الفدرالية، وما إذا كان الإعلان قد يُعجل بتقسيم سوريا حيال سقوط نظام بشار الأسد.
الدكتور رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، قال إنَّ أول تجربة فيدرالية في المنطقة العربية كانت بالإمارات العربية المتحدة، ومن ثم العراق، حيث نص الدستور العراقي على إقامة دولة متكاملة الأطراف من بينها إقليم كردستان.
وأضاف "فايد" على هامش ندوة المركز المصري للدراسات الكردية، تحت عنوان: "إعلان الفدرالية حول مستقبل سوريا والمنطقة العربية"، أنَّ مفهوم الانفصال لا يوجد سوى بدول الشرق الأوسط فقط، مؤكدًا أنَّ قيم العدل المفتقدة بالدول العربية هي ما تعجل بالتقسيم.
وتابع: "بعض الفصائل الكردية ومن بينها كردستان العراق التي لا تريد الانفصال عن العراق".
من ناحيته، أكَّد الدكتور اللواء مجاهد الزيات، مستشار المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أنَّ تركيا تمارس أقصى درجات العنف تجاه أكراد سوريا، نظرًا لما تمثله تلك الجماعات من أوراق ضغط محتمله على النظام التركي عقب إعلانهم الفيدرالية بشمال سوريا.
ونوَّه "الزيات" على أنَّ تركيا ستبذل قصارى جهدها من عتاد وأسلحة وأموال لمنع تكرار المسلسل الكردي بالعراق، مشيرًا إلى أنَّ أكراد سوريا ليس لهم وزن لدى النظام التركي.
وتابع: "أكراد العراق نجحوا بشكل كبير، في وضع دستورهم الخاص بهم، مما جعلهم قوة لا يستهان بها في المحافل الدولية".
الملا ياسين، المنسق العام للاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة، قال إن بلاده تأييد إعلان أكراد شمال سوريا الفيدرالية، طالما لا تزال تطالب بوحدة الأراضي السورية وعدم التقسيم.
وأضاف: "منهج الحزب الكردي العراقي حاليًا يأتي في توطيد العلاقات مع الدول الأوروبية لأخذ مناحي أوسع في العلاقات مع الدول المختلفة".
وأردف قائلاً: "بعض الدول مثل تركيا تريد سلب حقوقنا التاريخية لكننا سنحارب من أجل ذلك".
سعيد عكاشة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، قال إن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يصنعان الإرهاب بالشرق الأوسط لإسقاط الأنظمة العربية.
وأضاف "عكاشة"، أن أبرز علماء المستقبليات لا يقدرون على توقع ما سيحدث للعالم العربي خلال الـ 10 سنوات المقبلة، رغم تقدم هذا العلم بشكل ملحوظ.
وأكَّد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أنَّ نظرية المؤامرة على العالم العربي متواجدة، إلا أنَّه من الواجب معرفة العوامل المساعدة التي أدت إلى نجاحها.
وتابع: "الدول الغربية تحاول قدر الإمكان السيطرة على منطقة الشرق بشتى الطرق، واستخدام الدين كوسيلة للوصول إلى الشعوب العربية التي يسيطر عليها الوازع الديني، لتحقيق مصالحها الاستعمارية والرأسمالية في آن واحد.
من جانبها، قالت دعاء عصفور، إحدى المشاركات في الصالون الثقافي، إنَّ الشباب العربي يرى أنَّ تقسيم سوريا سيؤثر على باق الدول العربية بما فيها مصر، مؤكدة أنَّ وحدة الشعب السوري تتمثل في التخلص من نظام بشار الأسد والإرهاب المتمثل في تنظيم داعش.
وأضافت أنَّ الدول الأوروبية لا تهتم بشأن السوريين أو الوطن العربي بشكل كامل، مشيرة إلى أنَّ الأنظمة الاستبدادية بالوطن العربي هي من تسهل عمليات التقسيم، نظرًا لغياب العدل بتلك الأوطان.
ويوم 17 مارس الماضي، اجتمع عدد من الأحزاب الكردية ضم كافة مكونات الشمال السوري من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن، حيث تم الإعلان عن إنشاء الدولة الفدرالية.
اقرأ أيضًا:
مسؤول كردي: سوريا لن تعود لما قبل 2011
مقاتلات تركية تشن غارات على إقليم كردستان العراق
موسكو: تركيا تقمع الأكراد بذريعة "الإرهاب"
مقاتلات تركية تقصف أهادفًا لـ "بي كا كا " جنوبي البلاد
فيديو..الشرطة التركية تفض مظاهرات كردية بمناسبة يوم النيروز
بالتفاصيل.. تعرف على منفذ هجوم إسطنبول