لم تتخيل أسرة الشاب آدم حاتم، التي استعدت لمراسم زفافه في سبتمبر الحالي، أنها سوف تستخرج شهادة وفاته قبل أسبوعين فقط من زواجه.
فآدم الطبيب الذي تسلم تكليفه في مستشفى الحسين الجامعي في شهر يوليو الماضي لكونه أحد المتفوقين بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، قتل أثناء محاولة إنقاذ حياة أحد المصابين في فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس الماضي.
مريم سليم خطيبة آدم التي التقتها "مصر العربية" رافعة صورة خطيبها في مسيرة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في مدينة نصر، تروي قصة وفاته بقولها: "آدام شاب حافظ للقرآن، ومعه إجازة فيه.. لك أن تتخيل حالة أسرة استعدت لمراسم زواج نجلها الأكبر، واستعجلت الوقت حتى يتم زفافه قبل دخوله الجيش في شهر أكتوبر المقبل".
وتضيف: "آدم كان من المعتصمين الدائمين في رابعة رغم قرب منزله من الميدان إلا أنه كان مصرًّا على المبيت هناك، وكان من أفراد التأمين، وفي تمام الساعة الثانية عشرة في يوم فض الاعتصام، أصيب بطلق ناري في الرأس أودى بحياته، وكان شقيقه المهندس خالد مكلف بتصوير الشهداء بالمستشفى الميداني، فاستدعوه لتصوير الشهيد الذي حضر فاكتشف أنه شقيقه".
وتستطرد: "لما علمنا الخبر حاولنا دخول الميدان في مغرب يوم فض الاعتصام للحصول على الجثمان لكن حالت رصاصات الأمن دوننا، وعلمنا أن القوات المكلفة بفض الميدان حرقت الجثث الموجودة بالمستشفى الميداني فتأكدنا أننا لن نتمكن من الوصول لجثته، ولكن جاءنا اتصال تليفوني من أصدقائه بأنهم استطاعوا أن يخرجوا بالجثة قبل دخول القوات للميدان، وحصلنا عليها تقريبًا في حدود الثانية عشرة ليلاً من ليلة الفض الدامية".
وعن تفاصيل استخراج تصريح الدفن تقول: "لا أحد يستطيع وصف حالة الشماتة، التي واجهتنا من الموظفين لكوننا أهالي شهيد في مجزرة رابعة، وكنا حددنا موعد الدفن في الثانية عشرة ظهر من ثاني أيام الفض، لكن حال دوننا روتين الدولة المعقد، مع العلم بأن والد آدم طبيب وأنا طبيبة، ولنا علاقة بأحد أساتذة الجراحة بعين شمس، فحاولنا التواصل معه حتى يتدخل، لتخليص إجراءات الدفن خارج مشرحة زينهم لأن المشرحة كانت ممتلئة، وكنا نرغب في إنجاز الإجراءات".
وتصف مريم حالة والدى آدم بقولها: "تخيل أبوين لابن بار، كانا يجهزان لزفاف ابنهم الأكبر، وفوجئوا باستشهاده".
وتنتقل مريم لوصية خطيبها قائلة: "آدام كان يمتلك مصحفًا للمسجد الأقصى هي تركته فأوصى بإرساله للمسجد الأقصى لتكون وقفًا، بجانب مصحفين آخرين مقسمين لعدة أجزاء أوصى بأن يُعطى أحدهما لأخيه الأصغر والمصحف الآخر لي، كما أراد من أهله أن يتصلوا بأصدقائه حال موته لكي يستطيعوا توديعه قبل الدفن".