رئيس التحرير: عادل صبري 08:44 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

"ساقية أبو شعرة".. أشهر قرى صناعة السجاد فى غرفة الإنعاش

بسبب غلاء المواد الخام وتسويق المنتجات

"ساقية أبو شعرة".. أشهر قرى صناعة السجاد فى غرفة الإنعاش

أحمد عجور 10 سبتمبر 2013 19:40

"قرية ساقية أبو شعرة" التى وصلت شهرتها لأكبر المعارض الدولية بأوروبا فى صناعة السجاد، لتنافس السجاد الإيرانى فى المحافل الدولية، تحولت من قرية عالمية مصدرة للسجاد إلى قرية مهمشة وتركها المسئولون للإهمال، حتى أوشكت صناعة السجاد بها على الانهيار، واتجاه غالبية سكانها لمهن أخرى وترك مهنة آبائهم وأجدادهم.

 

القرية التى يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة وتتبع مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ظلت لسنوات طويلة تقوم على صناعة السجاد ويكاد لا يخلو منزل داخل القرية من "نول نسيج سجاد" حتى أصبح من المكون الرئيسى لمنازل القرية يعمل عليه جميع أفراد الأسرة.

 

وبجولة لـ "مصر العربية" داخل القرية، أكد عادل شعبان أن مهنة صناعة السجاد متوارثة من الأجداد وداخل كل منزل يوجد نول يختلف حجمه من منزل لآخر، يعمل بالمهنة جميع أفراد الأسرة ويتعلمها الأطفال من 4 سنوات ليقضوا أمام نول النسيج من 5 إلى 8 ساعات يوميا.

 

وأشار إلى أن المهنة بدأت فى الانهيار ليصل نسبة المشتغلين بها من أهالى القرية من 80 % إلى 30 %، بسبب إهمال المسئولين لنا من الشئون الاجتماعية غلاء المواد الخام، مشيرا إلى أن سعر الحرير الخام وصل لـ 400 جنيه، بدلا  من 200  جنيه ومتر السجادة الواحد تحتاج إلى 4 كيلو حرير، كما أننا نقوم بشرائه خام ونقوم بصبغه فى المنازل حسب الألوان التى تحتاجها السجادة وتستلزم صنع متر واحد من السجادة نحو شهرين، والسجادة الكاملة تستغرق نحو 4 أشهر، وبعد ذلك تبدأ معاناة التسويق.

 

وداخل منزل "عادل شعبان" التقينا بالطفلة حبيبة أصغر صانعة سجاد بالقرية تبلغ من العمر 9 سنوات تعلمت المهنة منذ 5 سنوات فى الصف الثالث الابتدائى، تقوم بالعمل ساعة يوميا بدلا من والدها ووالدتها، مشيرة إلى أنها تعملت صناعة السجاد خلال 6 أشهر هى وشقيقتها فاطمة التى تبلغ من العمر 12 سنة.

 

وأضاف محمد صابر – أحد أهالى القرية – أنهم يواجهون مشاكل فى الحصول على الخامات وحتى تسويق المنتج فهم يقومون بتسويق المنتج بأنفسهم فى المناطق السياحية فى الهرم والحسين ويجدون صعوبة كبيرة بيعه للتجار لقلة أعداد السياح، خاصة بعد ثورة يناير وما واكبها من أحداث حتى 30 يونيه هذا العام.

 

وأوضح أنه يتم تصنيع السجادة على أربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التى يتم نسج السجادة عليها ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة، وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع هناك أيضاً مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها.

 

وأضاف إبراهيم محمد أنه يعمل بالمهنة منذ 28 عاما، وكان عمره 6 سنوات لأنه لا يوجد وظائف والمهنة تحتاج إلى تركيز كبير وعلى مدار السنوات تضعف البصر، مشيرا إلى تخلى الشئون الاجتماعية عن دعمهم منذ سنوات طويلة، وكانت مهمتها الأساسية هى جلب المواد الخام وتسويق المنتجات.

 

وأضاف حمادة خالد أن صناعة السجاد تأثرت بعد ثورة 25 يناير، لارتباطها بالسياحة، وانصرف الكثير من السياح عن زيارة القرية، مما أدى إلى انهيار الصناعة، مؤكدا أنه تم إنشاء جمعية تعاونية للعاملين بالسجاد، وتم إشهارها فى عام 1991، وكان مهتمها التعامل مع الشئون الاجتماعية، ولكن اختفى نشاطها منذ عام 1995 ولا نعلم عنها شيء.

 

وأشار إلى أن أكثر من‏ 50 % من أمهر للصناع الذين عملوا في هذه المهنة، والتي كانت في وقت من الأوقات ضمن برامج السياحة لشركات السياحة العالمية، قد هجروها بحثا عن عمل يعينهم على ظروف المعيشة الصعبة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان