رئيس التحرير: عادل صبري 01:42 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأنبا بولا .. رجل "المواءمات" الكنسية

الأنبا بولا .. رجل المواءمات الكنسية

تقارير

الأنبا بولا

الأنبا بولا .. رجل "المواءمات" الكنسية

معتصم الشاعر 09 سبتمبر 2013 18:25

وجه غامض، وعينان لامعتان تختبئان خلف نظارة طبية، ولحية بيضاء تتخللها شعيرات سوداء تزيح علامات الشيب، وملامح حازمة، وقدرة على التنظيم ظهرت بوضوح إبان بدء مرحلة الانتخابات البابوية لاختيار خليفة البابا شنودة الثالث.

 

تلك الصفات تتجسد في شخص أسقف طنطا، رئيس المجلس الإكليركي الأنبا بولا المعروف في مرحلة الانتقال الكنسي والمصري بأنه "مايسترو الكنيسة".


مع بدء عمل لجنة الترشيحات البابوية  تصدر الأنبا بولا المشهد تدريجيا بعد عدة اجتماعات للمجمع المقدس كان الرجل فيها متحدثا رسميا باسم لجنة الترشيحات، حتى إذا أنهت أعمالها أصبح الأنبا بولا عضوا باللجنة المشرفة على الانتخابات، ثم محاورا لـ "المرشحين" الخمسة.


توجه الأنبا بولا بدعوة رسمية للرئيس السابق محمد مرسي لحضور قداس تجليس البابا تواضروس الثاني، وكان الأسقف حاضرا في أغلب اللقاءات "الكنسية – الرئاسية"، توقع البعض أن يحصل الأنبا بولا على منصب سكرتير المجمع المقدس، وهو القيادة الكنسية الأبرز بعد "البطريرك"، لكن اختيار الأنبا رافائيل غير مجرى قراءة المشهد، وتوقع البعض أن يتضاءل موقع الأنبا بولا لكن ذلك لم يحدث.


بعدها تم اختيار الأنبا بولا ممثلا للكنيسة بالجمعية التأسيسية، وظل متواجداً حتى أبدى اعتراضا شديداً على مناقشة المادة 219 الخاصة بتفسير الشريعة الإسلامية، ورغم وجود ممثلين آخرين للكنيسة من الشخصيات القانونية "منصف سليمان – إدوارد غالب" إلا أن الأسقف البارز كانت له السيطرة الكاملة، ظهر ذلك بوضوح إبان مشادته الشهيرة مع المستشار إدوارد غالب.


بالحسابات أصبح المتحدث الرسمي للكنيسة وممثلها بتأسيسية الدستور، والمشرف الإعلامي على تحركات المرشحين للبابوية، الرجل الأكثر شهرة في الشارع المصري والكنسي على وجه الخصوص.


في إحدى النقاشات سألت أحد المعنيين بالشأن القبطي لماذا وقع الاختيار على الأنبا بولا لـيصبح ممثلا للكنيسة بالجمعية التأسيسية، رغم أن كل الطرق كانت تؤدي إلى الأنبا موسى حينئذ، وكانت الإجابة أنه لا أحد يستطيع القيام بدور الأنبا بولا ذي الثقافة القانونية الواسعة، والقدرة على إحداث المواءمة والملاءمة إبان مناقشات القوى السياسية حول مواد الدستور المعروف بـ "دستور الثورة".


 بعد سقوط نظام الرئيس السابق محمد مرسي، وبدء الحديث عن تشكيل لجنة الخمسين وضرورة إرسال الكنائس لمرشحيها لعضوية اللجنة، ذهبت الحركات القبطية وبعض المثقفين الأقباط إلى ضرورة تسمية أعضاء باللجنة من خارج القيادات الكنسية، وتفعيل مشاركة القانونيين الأقباط في تلك اللجنة، لكن قرار البابا تواضروس جاء باختيار الأنبا بولا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان