يفترش المئات من مواطني بني سويف الشوارع المحيطة بمواقف سيارات الأجرة يوميا.. وبمجرد أن يروا سيارة قادمة من بعيد يتأهب الجميع ويستعد للركض إليها أملا في أن يجد مكانا له حتى يتمكن من السفر إلى القاهرة أو إلى الوجه القبلي.
ووسط هذا الماراثون يقف كبار السن وكثير من النساء عاجزين عن العثور على مكان.
تلك المشاهد باتت بمثابة رحلة عذاب يومية بعدما توقفت حركة القطارات تماما بعد انقلاب الثالث من يوليو، حيث توقف نحو 90 قطارا يوميا كان ينطلق من أو إلى الصعيد ويمر بالطبع على محافظة بني سويف، ليقع الركاب فريسة في براثن سائقي الميكروباص الذين يستغلون هذه الظروف ويضاعفون الأجرة ويسيئون التعامل مع الركاب.
كانت أرصفة القطار تمتلئ بالأطفال والشيوخ والرجال والنساء الذين يفضلون القطارات كوسيلة للنقل رغم تكدسها وسوء أوضاعها.. لكنهم أدركوا في توقفها أنها كانت الوسيلة الأفضل لما يرونه في مواقف السيارات من مشاجرات ومناوشات وفوضي والارتباك، في ظل عدم وجود بدائل ممكنة.
يقول إبراهيم محمد – مندوب مبيعات - "طريق القاهرة أسيوط الزراعي يعاني زحاما شديدا وارتفاعا للأجرة وفشل الآلاف من أبناء الوجه القبلي في السفر وصعوبة شديدة في الوصول إلي قراهم تتمثل في الزحام والتكدس واستغلال السائقين برفع الأجرة وزيادة عدد الركاب داخل الميكروباصات، حيث وصلت الأجرة من القاهرة إلي بني سويف إلي 20 جنيها وتزداد في أيام الخميس والجمعة رغم أن قيمة الأجرة الفعلية لا تتجاوز 8 جنيهات.
ويضيف محمد: "القطارات هي الوسيلة الممكنة لي في ظل استغلال سائقي سيارات الأجرة، الذي يضيف عليّ كثيرا من الأعباء، بعدما أصبحت مضطرا لاقتطاع جز كبير من راتبي حتى أتمكن من الذهاب إلى عملي ".
أما خالد سيد، وهو موظف في إحدى الشركات الخاصة، فيقول "حماتي بالإسكندرية منذ بداية الصيف وترفض العودة قبل استئناف حركة القطارات، في ظل التصرفات غير المسئولة من جانب بعض السائقين مثل رفع الأجرة".
وأردف قائلا: "يضطر المواطنون في النهاية إلى الاستسلام لاستغلالهم، لاسيما مع ندرة أتوبيسات هيئة النقل العام التي يتعين إعادة النظر فيها للقضاء علي هذه الأزمة.
ويطالب سيد: "وزارة الداخلية بتشديد الرقابة على المرور ونقل الركاب، احتراما لمشاعر وحقوق الركاب الذين تمتهن كرامتهم يوميا في ظل التسيب الذي تشهده البلاد".
وتعاني مدينة بني سويف ليلا ونهارا حالة من الشلل التام بسبب الاختناق المرورى مع قلة عدد الكبارى بالمدينة خاصة في ظل المطالب بإنشاء كوبرى بميدان المديرية وسط البلد يمر فوق المزلقان الرئيسى بالمدينة ويربط شمال المحافظة بجنوبها مع كوبرى آخر يربط شرق النيل بغربه على مسافة تزيد على الـ 25 كيلو من الكوبرى الوحيد بالمدينة الرابط بين بنى سويف والمدن السكنية الجديدة لخدمة المناطق الصناعية بشرق النيل وربط الطريق الصحراوى الشرقى بالزراعى".
في الوقت نفسه، يطالب العاملون بالسكة الحديد بوجود حماية للعاملين بالهيئة، حيث يقول محمد حسين مشرف قطارات "نخرج كل يوم وننتظر كارثة.. ودائما ما يلقى باللوم على العاملين بالسكة الحديد في ظل سوء أوضاع الصيانة والتشغيل، مع عدم وجود نقابة مهنية أو شرطية مما تسبب في إهدار مئات الآلاف من أموال السكة الحديد".