رئيس التحرير: عادل صبري 12:57 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

المدارس التجريبية.. "حلم ممنوع" للأسرة المصرية

بعد ارتفاع سن القبول برياض الأطفال..

المدارس التجريبية.. "حلم ممنوع" للأسرة المصرية

رشا عبيد 24 أغسطس 2013 14:15

لم يتم قبول ابنها ذي الخمس سنوات والتسعة أشهر في المدرسة التجريبية التى قدمت له فيها، فانهارت بالبكاء، فبالرغم من اعتبار الأربع سنوات السن الرسمية لقبول الأطفال المصريين في هذه المدارس لمرحلة "KG1"..

إلا أن تنسيق هذه المدارس كان بمثابة صدمة مدوية لآلاف الآباء هذا العام، فقد أعلنت هذه المدارس تنسيق القبول بها الأربعاء الموافق 21 أغسطس، وكان سن القبول خمس سنوات وأحد عشر شهرًا.
ومع تأخر إعلان نتائج التنسيق واقتراب بدء العام الدراسي بالفعل، وغلق جميع المدارس الخاصة أبوابها لأنها في هذه الفترة تكون قد أكملت أعداد الأطفال الذين سيلتحقون بها. هنا يتساءل الآباء وسط حالة من السخط العام على مسؤولي التربية والتعليم عما يمكنهم فعله لأبنائهم حتى لا يفوتهم العام الدراسي؟!
المدارس التجريبية هي حلم يغازل شريحة واسعة من الشعب المصري الباحث عن تعليم جاد لأطفاله ولا يقوى في الوقت نفسه على توفير آلاف الجنيهات أو الدولارات كمصاريف المدارس اللغات أو الأمريكية، حيث تفوقت التجريبية على نظرائها من المدارس الحكومية والخاصة.
صدمة التنسيق
رغم تحديد وزارة التربية والتعليم الحد الأدنى للقبول في المدارس "4سنوات " والحد الأقصى "6سنوات"، لم يزد المقبولين في تنسيق المرحلة الأولى بالمدارس التجريبية على خمس سنوات وتسعة أشهر وأيام, خاصة في محافظتي القاهرة والجيزة حيث الكثافة السكانية العالية, وارتفع السن في بعض الإدارات لأكثر من ذلك كما في إدارة العمرانية التعليمية حيث الحد الأدنى للقبول خمس سنوات وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما.
مما زاد من غضب أولياء الأمور, أن نتيجة التنسيق تظهر عادة بعد غلق باب التقديم في المدارس الخاصة, وبالأخص هذا العام حيث تعطلت نتيجة التنسيق كثيرا بسبب التغيير إلى النظام الإلكتروني في التقديم والتخبط من قبل الوزارة في المواعيد, الأمر الذي زاد من غضب العديد من أولياء الأمور ممن كانوا يطمعون في نيل هذه الفرصة.
فور إعلان النتيجة على الموقع الإلكتروني لمديرية التربية والتعليم بالجيزة كتبت "ايمي عادل" على حسابها الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "يا جماعة أنا واقعة في مصيبة مش عارفة حد فيكم واقع فيها ولا لا. ابني أول أكتوبر سيتم 5 سنوات و7شهور ولم يقبل في تنسيق الوزارة الخاص بالمدارس التجريبي, فرقت معاه على شهرين وأنا ما قدمتش في مدرسة خاصة لإن السنة اللي فاتت كان التنسيق أقل، المشكلة  إن أسعار المدارس الخاصة مرتفعة جداً .. أرجوكم  لو حد يعرف مدارس في منطقة الجيزة ما زال التقديم مستمر فيها حتى الآن يقول لي"
نوبة من الاحباط أصابت هبة أيضاً، بعد عدم قبوله في تنسيق المدارس التجريبية، مؤكدة أنها قدت له في 5 مدارس ولكن عمره أصغر من التنسيق وإذا انتظرت حتى العام المقبل سيكون عمره أكبر .
وتوضح: " هربت من سوء التعليم الحكومي إلى المدارس التجريبية، فكل ما حلمت به هو توفير فرصة للتعليم الجيد لابني في الوقت الذي لا أقوى فيه على إلحاقه بمدرسة لغات نظراً لارتفاع مصاريفها".
تحايل الآباء
للخروج من مأزق السن، لجأ "ممدوح.م" إلى حل اقترحه عليه أحد المدرسين بالمدرسة ، ويقول: ذهبت بالأوراق المطلوبة لأقرب مدرسة تجريبية إلى سكني في العام الماضي حتى أقدم لإبنتي(4 سنوات و10 شهور) صف أول رياض أطفال, ودخلت ابنتي اختبار التقديم بالفعل فسنها قانوني-حسب منشور الوزارة المعلق في كل مدرسة- إلا أن المُدرسة التي اختبرتها قالت لي بالحرف " ماتتعبش نفسك وتنتظر النتيجة لاستحالة قبولها هذا العام فأقل تنسيق تقبله المدرسة خمس سنوات و7 شهور, تقبلت كلامها باستغراب فما كان منها إلا أن قدمت لي حلا سحريا, أو هكذا تخيلته وقتها, عندما اقترحت علي أن أقدم لابنتي في إحدى المحافظات البعيدة حيث الإقبال على التجريبيات قليل جدا,ولن تذهب ابنتي طوال العام حيث لا رسوب في مرحلة الـ" KG  " .
ويضيف: بالفعل قدمت لها في إحدى المدارس التجريبية بمحافظة الوادي الجديد, وعندما حان وقت التحويل كانت المفاجأة, حيث إن التجريبيات في القاهرة والجيزة إن قبلت التحويل تقبله بشرط اتساق سن طالب التحويل مع سن الأطفال في المدرسة المراد التحويل إليها, وهو استحالة توفره, وقمت بإجراءات التقديم من جديد مع الأطفال الجدد في أربع تجريبيات مختلفة ومع أن ابنتي ستتم في أكتوبر هذا العام خمس سنوات وعشرة أشهر إلا أنها لم تقبل سوى في مدرسة واحدة الأبعد جغرافيا إلينا لان المدارس الأخرى أقل تنسيق بها خمس سنوات وإحدى عشرة شهرا.
كثافة سكانية
لتفسير سبب الأزمة وطرح حلولها, يقول الدكتور رضا مسعد, رئيس قطاع التعليم العام إن تنسيق المدارس التجريبية هذا العام وبالأخص في محافظة الجيزة كان مفاجأة للجميع ومحبط في نفس الوقت لمعظم أولياء الأمور, وذلك نظراً لارتفاع الكثافة السكانية بالمحافظة وبالتالي زيادة عدد الأطفال عن فصول المدارس، لدرجة أن بعض المدارس الحكومية يتجاوز عدد التلاميذ في الفصل الواحد الـ 80 تلميذ، وبالتالي لا تستثنى المدارس التجريبية من الكثافة وزيادة الاقبال .
ويوضح: رياض الأطفال لم تبدأ مع بداية التعليم المصري, ولكنها مرحلة مستحدثة ظهرت مع المدارس التجريبية التي لا تتعدى الألف مدرسة في المحافظة من بين 50 ألف مدرسة عادية, ولنا أن نتخيل أن معظم المصريين يتمنون الالتحاق بالألف مدرسة وهذا طبعا مستحيل والنتيجة هي قبول 20 أو 30 طفل من كل 100 طفل متقدم.
ويتابع: نتيجة هذه المشكلة يصبح التنسيق حلا صحيحا ويحقق العدالة بدلا من تدخل الواسطة والمعارف.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان