رئيس التحرير: عادل صبري 12:46 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"مصر الجديدة"..شماتة بالموت وحرق للمساجد والكنائس

بعد 30 يونيو

"مصر الجديدة"..شماتة بالموت وحرق للمساجد والكنائس

الأناضول 20 أغسطس 2013 11:00

لم تكن مفاجأة أن تقتحم قوات الأمن المصرية اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميداني "رابعة العدوية " و"نهضة مصر"، فالمصريون كانوا يبيتون ليلتهم كل يوم ويتوقعون الاستيقاظ صباحا على خبر الاقتحام، خاصة مع "الإلحاح" الاعلامي المستمر على القيام بهذه العملية.

 

ولكن المفاجأة هو ما صاحب هذه العملية من حرق للمساجد والبشر، وتوابعها المستمرة حتى الآن والمتمثلة في "الشماتة بالموت"، وهي ليست من شيم المصريين.

 

" فليذهبوا إلى الجحيم..من قال لهم يذهبوا إلى هناك؟!"..ترددت هذه العبارة بصيغ مختلفة على لسان معارضين لمرسي، على صفحات التواصل الاجتماعي، كتبرير لعدم تعاطفهم مع ضحايا فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

 

وامتلأت صفحات "فيس بوك" و"تويتر" بحوارات بين مؤيدي ومعارضي فض الاعتصام بالقوة.

 

المعارضون يتحدثون عن الطبيعة المعروفة عن الشعب المصري بأنه شعب متدين ويعرف جيدا انه "لا شماتة في الموت"، منطلقا لانتقاد مسلك المؤيدين لما حدث، مضيفين: "إذا كانت هذه العبارة تقال عند موت الأعداء، فما بالكم إذا كان الأموات مصريين..مشكلتهم الوحيدة أنهم يخالفونكم في الرأي".

 

ويجد المؤيدون لفض الاعتصام بالقوة في حالات الوفاة التي تحدث بين قوات الجيش والشرطة في سيناء منطلقا للرد على هذا الكلام، بقولهم: "وما هي أخبار وفيات الجيش والشرطة في سيناء، لماذا لا تبكون عليها؟".

 

وبينما لا يزال هذا الجدال والسجال مستمرا مع سقوط ضحايا يوميا، جراء توابع زلزال يوم فض الاعتصامات، يثور جدال آخر حول مشاهد الجثث المحترقة وحرق مسجد رابعة العدوية، وهما مشهدان لم تعهدهما مصر من قبل.

 

وبينما تعلو حناجر مؤيدي مرسي متسائلين: "هل هذه مصر التي نعرفها؟"، يذهب الفريق المعارض له إلى أبعد مدى عندما قال "إن مؤيدي مرسي هم من فعلوا ذلك، لإخفاء معالم جريمتهم".

 

ويحمل هذا الفريق "الإخوان" وأنصارهم المسئولية عن حرق عدد من الكنائس في مصر مؤخرا، وهي ظاهرة جديدة لم يشهدها من قبل وبهذا الحجم المصريون الذين كانوا يتناوبون حراسة الكنائس إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. ويرد معارضو الرئيس مرسي على مؤيديه بنفس السؤال السابق: "وهل هذه هي مصر التي تحرق جثث أبناءها هي مصر التي نعرفها؟".

 

ويرى أحمد عبد الله، الخبير النفسي واستشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق (شمال)، إن "ما يحدث أمر طبيعي، ولكنه كان يتم خلف الأبواب المغلقة والآن يتم جهارا نهارا".

 

وقال عبد الله: "حوادث الحرق سواء للمساجد أو الكنائس لا أعفي رجال الأمن منها، فالسلطة في مصر لم يكن طوال تاريخها عندها خطوط حمراء، وما كانت تمارسه خلف الأبواب المغلقة من إهانة المقدسات متمثلة في إهانة المصاحف، تمارسه اليوم علنا".

 

وتابع: " السلطة تعودت طوال العقود الماضية أن تقول للمواطن أصمت فيصمت، لكنها فوجئت بعد ثورة يناير بمواطن لا يهابها ويبحث عن حقه، فبدأت تفعل في العلن ما كانت تفعله خلف الأبواب المغلقة".

 

ولا يتعجب عبد الله من وجود قطاعات من الشعب المصري تؤيد هذه "السلطة" رغم قسوتها، وأضاف: "ردود الأفعال تجاه السلطة الغاشمة هي.. إما أن تتوحد معها في ظاهرة نفسية تعرف باسم (التوحد مع المعتدي) وهو سلوك يمارسه قطاع من الشعب المصري الآن،  أو ترفضها وهي الصورة المتمثلة في خروج جماهير رافضه للانقلاب العسكري".

 

ويفسر عبد الله ظاهرة "الشماتة" بأنها تأتي من الفريق الأول الذي يفضل أن يكون في صف الأقوى والمنتصر، إلى جانب أنك لم تتضع أمامه خيارات أخرى، فهو إما مؤيد للإخوان، أو رافض، فالخيار  الثالث لا يوجد عندنا".

 

ودلل استاذ الطب النفسي على ذلك، بأنه عندما ظهر فريق سمى نفسه "الميدان الثالث" أو "التيار الثالث"، وهو رافض للجيش ولمرسي، لم تلق مبادراته قبولا واتهم أحيانا منهما بالخيانة.

 

ويضع عبد الله بعدا آخر عند تفسير ما يحدث الآن، وهو طبيعة مميزة للشعب المصري وهي "المراوغة"، ويوضح "ولهذه الطبيعة استطاع الشعب المصري أن يتعايش مع جلاديه، فكان يسمع ليل نهار أغنية (اخترناك) الشهيرة التي تمجد في حسني مبارك (الرئيس الأسبق)، لكن عندما اتيحت له الفرصة ليعبر دون خوف عما في قرارة نفسه خرج للميادين بالملايين يطالب بإسقاطه".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان