قال سعيد رمضان - والد محمود 16 عاما أصغر ضحية في مذبحة النصب التذكاري - إن ابنه كثيرا ما تمنى الشهادة على صغر سنه، كاشفا النقاب عن الساعات الأخيرة في حياة محمود، الذي نجح بالكاد في إقناع والدته الجمعة الماضية بالسفر من مدينة السادات للمشاركة في اعتصام رابعة العدوية.
"محمود" الذي تلقى رصاصة قناص بالرئة اليمنى، أخبر والده في رابعة فجر السبت بأنه عاد بالكاد من أمام النصب التذكاري، حيث يتم إطلاق قنابل الغاز والخرطوش على المتظاهرين وأنه سوف يعود مجددا إلى هناك لتقديم ما بوسعه لحماية الميدان.
وفي الساعات الأولى من صباح السبت استيقظ سعيد الذي يعمل مدرسا بمدينة السادات على خبر إصابة محمود ونقله لمستشفى التأمين الصحي، انتقل إلى هناك ليرى فلذة كبده وقد ارتقت روحه إلى بارئها وسط بركة من الدماء.
الغريب هو ذلك الهدوء الذي تحدث به والد الضحية الذي ما إن انتهى من تشييع ابنه إلى مثواه الاخير حتى عاد إلى رابعة لمواصلة الاعتصام وسط التعازي الحارة من قبل المعتصمين.