رئيس التحرير: عادل صبري 08:05 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أنفاق التهريب لغزة على وشك الاندثار

أنفاق التهريب لغزة على وشك  الاندثار

تقارير

هدم الأنفاق - أرشيف

أصحابها يشعرون بتهديد حقيقي

أنفاق التهريب لغزة على وشك الاندثار

الأناضول 18 يوليو 2013 10:02

للمرة الأولى منذ سنين طويلة، يشعر أصحاب أنفاق التهريب في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بوجود تهديد حقيقي بقرب اندثار "ظاهرة الأنفاق"، التي عجز نظاما الرئيس الأسبق حسني مبارك والمعزول محمد مرسي عن اجتثاثها.

 

ويقول أصحاب أنفاق لمراسل وكالة الأناضول في جنوب غزة، إن الجدية التي يهدم بها الجيش المصري تلك الأنفاق تشعرهم بالقلق الشديد، وتؤكد لهم أن الأنفاق في فصلها الأخير.

 

وتواصل قوات الجيش المصري حملتها الأمنية التي تستهدف الحد من عمليات تهريب البضائع في شبه جزيرة سيناء، ومحاولة القضاء على ظاهرة التهريب عبر الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود الفلسطينية - المصرية، عبر تدمير الأنفاق وإغلاقها بوسائل مختلفة، أبرزها الهدم بواسطة الحفارات.

 

وتتخذ هذه القوات، ولاسيما بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي يوم 3 يوليو الجاري، العديد من الإجراءات المشددة في محافظة شمال سيناء، منها "مداهمة مخازن السلع والبضائع (قبل تهريبها إلى غزة)، ضبط شاحنات التهريب، نصب مئات الكمائن والحواجز الطيارة، وتدمير الأنفاق، وتكثيف التواجد الأمني على الحدود".

 

في ظل هذه الأوضاع، غالبًا ما تبوء بالفشل محاولات أصحاب الأنفاق استئناف عملها، حيث يغلق الجيش المصري الأنفاق التي تعود إلى التهريب.


موجة إغلاقات

ويقول "أبو العبد"، مالك أحد أنفاق تهريب الوقود على الجانب المصري، لمراسل وكالة الأناضول: "تتعرض الأنفاق منذ أسابيع، وخاصة بالأيام الخمس الأخيرة، إلى أعنف موجة إغلاقات وهدم من قبل الجيش، خاصة الأنفاق التي تهرب الوقود بأنواعه".

 

ويمضي قائلا: "فوجئنا بهجوم الجيش مساء يوم الجمعة الماضي على منطقة أنفاق الوقود وسط حي البراهمة غرب مدينة رفح، برفقة حفارات كبيرة الحجم دمرت أنابيب وأتلفت خزانات بلاستيكية صغيرة وبرك تجميع الوقود، وصادرت صهريجًا بداخله كمية كبيرة من السولار المعد للتهريب".

 

كما دمرت أنابيب وبرك وقود تعود إلى حوالي "ستة أنفاق" في حي البراهمة، في حملة تعد الأشد على الأنفاق.

 

ويضيف "أبو العبد" أن "الجيش داهم السبت الماضي منطقة تهريب الوقود ليلاً، واعتقل صاحب نفق مصري.. وهو مشهد أصبح يتكرر بشكل شبه يومي".

 

ويعتبر أن "ما يقوم به الجيش المصري من إغلاق للأنفاق وتضييق على المهربين وعلميات التهريب هو بمثابة بداية النهاية لظاهرة الأنفاق، فلم تشهد سيناء من قبل عمليات عسكرية كالجارية حاليا".


مواد البناء


وإجمالا، يقول "أبو محمد"، مالك أنفاق لتهريب مواد البناء، لمراسل الأناضول، إن "الجيش المصري دمر مؤخرًا أكثر من 20 نفقًا في حي البراهمة ومنطقة أبو حلاوة والصرصورية وبوابة صلاح الدين وحي القشوط، بينها نفق لتهريب السيارات وعددا آخر لتهريب مواد البناء والوقود".

 

ويشير إلى أن "حملة تدمير الأنفاق تتزامن مع هجمات مكثفة للمهربين المصريين من البدو على مواقع ونقاط الجيش قرب الحدود وبداخل مدن محافظة شمال سيناء، للضغط على الجيش كي يوقف ملاحقته للمهربين والزج بهم بالسجون وإغلاق الأنفاق".

 

ويقول إن "اتفاقًا مبطنًا تم بين مهربين، عبر وجهاء العشائر وقادة في الجيش المصري قبل نحو عشرة أيام، نص على أن يوقف الأخير تدمير الأنفاق ويسمح بإعادة فتحها مقابل وقف المهربين هجماتهم التي تستهدف مدرعات ومواقع وكمائن الجيش.. وبالفعل تم هذا الأمر على الأرض، لكن سرعان ما عاد الجيش إلى تدمير الأنفاق".

 

 ولم يتسن لـ"الأناضول" تأكيد أو نفي ما يقوله "أبو محمد" عن وجود مثل هذا الاتفاق.


نية مبيتة

ويرى أن "النية مبيتة لدى الجيش المصري للقضاء على الأنفاق.. قوات تقوم حاليًا بتدميرها، وملاحقة المهربين، ومصادرة الشاحنات ومداهمة المخازن، تمهيدًا للقضاء على الأنفاق بالكامل".

 

ويقول إن "استئناف عمليات التهريب جزئيا في بعض الأحيان، لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام.. وصول البضائع والسلع أصبح يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، ومخاطرة بحياة كل مهرب، من خلال نقله للبضائع عبر طرق التفافية وفرعية بين الحقول الزراعية في سيناء".

 

وقد تعرضت الأنفاق لمحاولات كثيرة لإغلاقها من قبل السلطات في عهد نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لكنها باءت بالفشل.

 

ويعتمد نحو مليوني نسمة في قطاع غزة على هذه الأنفاق لتوفير جانب كبير من احتياجاتهم اليومية منذ أن بدأت إسرائيل في حصار القطاع؛ إثر فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير 2006، حيث رفضت الحركة الاعتراف بوجود إسرائيل، ثم شددت إسرائيل حصارها بعد سيطرة "حماس" على غزة يونيو 2007.

 

وقبل عام 2007، كانت توجد 7 معابر حدودية إسرائيلية مفتوحة تحيط بقطاع غزة، ومع تشديدها للحصار اعتمدت السلطات الإسرائيلية معبرين وحيدين فقط.

 

إذ أبقت إسرائيل على معبر كرم أبو سالم كمعبر تجاري وحيد، حصرت من خلاله إدخال البضائع المحدودة إلى غزة، فيما أبقت على معبر بيت حانون (إيريز) شمالي القطاع كبوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل.

 

ولم يجد أهالي غزة أمام الحصار الخانق في السنوات السابقة سوى حفر مئات الأنفاق على الحدود مع مصر.

 

وقد حالت البضائع المُهربة إلى قطاع غزة، وخاصة المواد الغذائية والأدوية والوقود ومواد البناء والسيارات، دون انهيار كافة القطاعات الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة في غزة، فيما تتهم وسائل إعلام مصرية الأنفاق بأنها مسؤولة عن جزء من أزمة الوقود التي عانت منها مصر خلال الأشهر الأخيرة

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان