يوم شديد الصعوبة قضاة آلاف المسافرين من مصر إلى قطاع غزة، اليوم الأربعاء، على بوابة معبر رفح من الجانب المصري، "فالجميع يتزاحم ليلحق بالدخول"، في أول مرة يفتح فيها المعبر، منذ عزل الرئيس محمد مرسي، قبل نحو أسبوع.
وتزاحم المسافرون لتسجيل أسمائهم، حتى يتمكنوا من دخول المعبر للعودة إلى غزة، وسيطرت عليهم حالة من الغضب بينهم، نتيجة التكدس الذي دفع بعض الصغار والنساء إلى الصراخ، ما أوصل بعضهم لحالة فقدان الوعي، وحاول جنود أمن الموانئ المصريين وقوات للجيش، تنظيم علميات الدخول والخروج.
وقال عادل محمد (47 عامًا) الذي كان ينتظر حتى يفتح المعبر ليعبر إلى مصر للعلاج من مشاكل في التنفس "لم أستطع النوم طوال الليل ووصلت إلى هنا في وقت مبكر جدًا لأسافر، و"أدعو الله أن يحفظ أرواح المصريين حين تكون مصر في سلام نكون نحن في سلام أيضًا."
وأغلقت السلطات الأمنية المعبر، كإجراء أمنين بعد عزل الرئيس محمد مرسي وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الجمهورية، وتسبب ذلك في تكدس3500 مسافر من العالقين الفلسطينيين، والذين كانوا في طريق عودتهم إلى غزة وفوجئوا بإغلاق المعبر.
وقال مصدر مسؤول في المعبر من الجانب المصري، إنه سمح بالعودة فقط من مصر إلى غزة ولم يسمح بوصول فلسطينيين من غزة إلى مصر، نظرًا للظروف السياسية والأمنية التي تشهدها مصر.
وتحمل مصر مفتاح كثير من جوانب الحياة بالقطاع بدءًا بالسيطرة على معبر رفح وانتهاء بالوساطة في عمليات التهدئة مع إسرائيل عدوة حماس ومحاولة رأب الصدع بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما أنها تسيطر على شبكة واسعة من الأنفاق التي يجري عبرها تهريب الأسلحة والسلع التجارية لتفادي الحصار الإسرائيلي على غزة والقيود التي تفرضها مصر على الحدود.
ويشكل قرار إغلاق معبر رفح منذ إسقاط الرئيس الإسلامي محمد مرسي، حلقة جديدة في الحصار على فلسطينيي قطاع غزة الذين يعيشون ظروفًا صعبة، فضلاً عما يحمله من مخاوف إزاء تضييق الخناق على قطاع غزة بعد سقوط نظام كان معروفا بعلاقته الوطيدة مع حركة حماس المسيطرة على الأوضاع في القطاع.
ووفق مصادر فلسطينية في قطاع غزة، فإن إغلاق المعبر يفاقم معاناة آلاف الفلسطينيين من المرضى والعالقين في الأراضي المصرية وطلبة الجامعات الدارسين في الخارج، إضافة إلى مئات المعتمرين العالقين في السعودية.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد إلى العالم بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون فلسطيني. وتدير القطاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي لها روابط قوية بالإخوان المسلمين في مصر التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي.
ويقع معبر رفح جنوب القطاع وعلى الحدود المصرية الفلسطينية، وتعود السيطرة عليه إلى الجانب المصري وبمراقبة الاتحاد الأوروبي.
وتنبع أهميته من استخدم المعبر وفقا لاتفاقية المعابر الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في نوفمبر 2005، لعبور كل فلسطيني يحمل هوية فلسطينية، ويستخدم المعبر لتصدير البضائع الفلسطينية خاصة منها المنتجات الزراعية رغم اعتراض إسرائيل.