درية شرف الدين تشيد بـ"التوك شو" والصياد يتحدث عن "وجبة دسمة"
علاء صادق يطالب بنزول الجيش وإغلاق كل القنوات والصحف باستثناء "الحكومية"
قيادي بـ"الحرية والعدالة": الإعلام خلق عداء بين الشعب والحكومة
"الحالة الرواندية".. مفتاح تحليلي استخدمه كاتب صحفي لتفسير وضع الإعلام المصري قبل أيام من مظاهرات 30 يونيو، التي تسعى من خلالها قوى المعارضة لإجبار رئيس الجمهورية على قبول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة .
وخلافا لما كان سائدا خلال ثورة يناير، باتت المعارضة قادرة على التواصل مع المواطنين من خلال وسائل إعلام متعددة، غير أن ذلك لم يمنعها من اتهام الإعلام الحكومي بالانحياز ضدها.
ووفق خبراء إعلام تحدثوا لـ"مصر العربية"، فإن وسائل الإعلام في مصر انقسمت في اتجاهين : الأول حافظ على توزانه في التعامل مع الأحداث مركزا على الصالح، أما الاتجاه الثاني فيمثل انحيازات مسبقة تعبر عن مصالح ملاك القنوات الفضائية، ويعمل بها إعلاميون محسوبون على اتجاهات بعينها.
الإعلامية درية شرف الدين، قالت "يمر الإعلام المصري بمرحلة تحول كبيرة، بعد حصوله على حرية في الحصول على المواد المكتوبة والمرئية، بينما مازال الرسمي يعاني التضييق والمراقبة والقمع" .
وترى شرف الدين، أن "برامج التوك شو تمثل تجارب إعلامية ناجحة وتعبر عن نبض الشارع المصري، وتناقش قضايا وهموم الوطن"، مشيرة إلى "أن مقدميها يتعرضون لضغوط كبيرة لمنعهم من تفنيد الحقائق". و أضافت: "لكن معظمهم مستمر في عمله بمهنية رغم حالة التهديد والوعيد التي تتربص بهم" .
أما الكاتب الصحفي والإعلامي عبدالله الطحاوي، فقال إن "الإعلام الحالي في مصر يكاد يطابق حال الإعلام الرواندي إبان الحرب بين قبيلتي الهوتو والتوتسو"، موضحا أن "الإذاعة الرواندية كانت من بين المساهمين في اشعال تلك الحرب". وتابع قائلا: "التوك شو في مصر يتبنى حاليا توجهات طائفية، ويقوم على التحريض والتجهيل والتضليل لعموم الناس"، فيما يشبه التمهيد لـ"حرب مقبلة".
بينما لاحظ أيمن الصياد، المستشار السابق للرئيس محمد مرسي لشؤون الإعلام، أن هناك أكثر من 60 برنامجاً يومياً فى العديد من القنوات ذات الرؤى المختلفة، وهو ما يعنى أن المتلقي أصبح لديه وجبة دسمة من الأخبار وتحليلاتها المتنوعة بشكل كبير، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
ودعا إلى التركيز خلال الفترة المقبلة على الأمور المهنية بشكل يعمق من تجربة البرامج الحوارية بشكل أكبر. وطالب بوضع خطوط فاصلة بين الرأى والمعلومة بحيث لا يختلط الأمر بالنسبة للمتلقى.
أما الكاتب والإعلامي حازم غراب، المدير العام السابق لقناة "مصر ٢٥"، التابعة لحزب الحرية والعدالة فقد وصف الإعلام بـ "المريض"، موضحاً "وجود عديد من أوجه الخلل في الإعلام، يجب وضع ضوابط لها وقوانين".
وأضاف غراب أن الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له وهناك جهات غير معلومة تتدخل فى تمويل قنوات عديدة وهو ما يجعل الأمور غير واضحة للمتلقى. وقال إن " التمرد كلمة كريهة في حد ذاتها، وهي مشحونة بإيحاءات تستدعي رفضها المبدئي ، وأظن أن هذا هو رد فعل الإنسان السوي كلما ذكرت حركة التمرد علي رئيس مصر المنتخب" .
لكن الدكتور حمزة زوبع، القيادي بحزب" الحرية والعدالة،" يرى أن الإعلام خلق حالة عداء بين الشعب والحكومة، مضيفا أن " هناك إصرارا لإسقاط الرئيس محمد مرسى قبل أن يتخذ أى قرار، حتى إن عاما واحدا في حكمه شهد 24 مليونية". ولفت إلى أن "يوم 30 يونيو يشبه أيام أحداث المقطم والاتحادية"، واصفا إياها "أيام سودة نتمنى ألا تعود".
أما الناقد الرياضي علاء صادق، فقال :" لو كنت مكان الرئيس مرسي سأعلن الطوارئ ونزول الجيش، مع إغلاق كل القنوات التليفزيونية باستثناء القناة الأولى الرسمية وإغلاق كل الصحف باستثناء الأهرام والأخبار والجمهورية".