نوم العصاري..عادة عند السوايسة
علي عكس معظم المدن والمحافظات التي تشهد ضجيجا وصخبا شديد ساعة "العصاري"، وتحديدا من الثالثة وحتي السادسة من مساء كل يوم.. تجد السويس هادئة تماما والشوارع خالية، شبيهة بمدن الأشباح، فنادرا ما تجد مواطنين يترجلون في الشوارع أو حتي بسياراتهم.
في معظم المدن تجد المطاعم والكافيتريات ساعة العصاري مكتظة بالمواطنين إلا السويس، فتجد المطاعم والكافيتريات خاوية على عروشها وكأن هناك مقاطعة منظمة، ظاهرة تتفرد بها المحافظة، حيث تتوقف الحياة خلال هذه الساعات بشكل غريب.
يري محمود محمود السيد - أحد المواطنين - أن توقف الحياة في السويس ساعة العصاري يرجع لأسباب تتعلق بالأكل، حيث إن عادة السوايسة تناول الأسماك.. وأكل السمك يجعل أي شخص يشعر بالنوم سريعا، خاصة لو كان السمك سويسيا طازجا مثل البربوني والشخرم والحفار والدنيس وسهلية القنال.
ويضيف أن توقف الحياة في السويس ساعة العصاري هو أمر معروف منذ قديم الأزل، وبالتالي أصبح عادة لدى السوايسة النوم عصرا وإعادة استكمال الحياة بعد ذلك.
أحمد سعيد "مدير مطعم" أوضح أنه بسبب توقف الحياة عصر كل يوم في السويس هربت المطاعم المعروفة من إقامة فروع لها في السويس، متذكرا أنه منذ 3 سنوات حضر وفد من أحد المطاعم الكبرى العاملة في مصر في الرابعة عصرا لدراسة حالة السوق وظلوا يمشون في الشوارع يبحثون عن المواطنين وصدموا من خلو الشوارع رغم أن هذا التوقيت يعتبر "عز الشغل" وإقبال المواطنين على المطاعم لتناول الغداء بعد مواعيد العمل، وقرروا عدم إقامة فرع لهم في السويس.
ويرى سيد عبد النبي "موظف" أن عادة السويس ترجع إلى أن معظم أبناء المحافظة يعملون في الشركات البترولية وهيئة قناة السويس، واعتادوا أن يذهبوا إلى منازلهم بعد العمل وينطلقوا بعد ذلك في الشوارع بعد السابعة.
أما جورج منير "تاجر ذهب" فيقول إن تجار السويس يغلقون المحال التجارية ساعة العصاري لأنه لا بيع ولا شراء في هذا التوقيت عكس جميع المحافظات، موضحا أنه زار معظم المحافظات ولم يجد عادة السوايسة لديهم.
اقرأ أيضا:
