"إن الشعب صنع التاريخ مرتين، بصناعة ثورتين، ضد الفساد تارة، وأخرى ضد طغيان باسم الدين"، "حل أزمة سوريا وليبيا سياسيا"، "الدعوة إلى عضوية مصر بمجلس اﻷمن"، "العالم أدرك حقيقة ما جرى فى مصر".. كلمات شملها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته فى الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى أول لقاء دولى عقب توليه رئاسة مصر.
وأجمع الخبراء في تصريحات ل"مصر العربية" أن خطاب الرئيس السيسي متوازن ولكن كشف خوفه من جماعة الإخوان المسلمين، وأن الحديث عن الجماعات المتطرفة والإرهاب كان جزءا من محاولة التأكيد على شرعية 30 يونيو.
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال: إن خطاب الرئيس السيسى اتسم أمام اﻷمم المتحدة بالتوازن، كما حمل عدة رسائل مهمة إلى كل دول العالم، وباﻷخص المحيطة بنا فى الشرق اﻷوسط، أهم هذه الرسائل هى أن مصر ستقوم بدورها الإقليمى، وهو ما أكده طلب العضوية الدائمة لمصر بمجلس الأمن.
وأوضح نافعة أن "السيسى اقتطع جزءا كبيرا من خطابه للحديث عن الشأن المصرى، والتأكيد على ثورة 30 يونيو، وهذا جيد جدا؛ ﻷنه أوصل للعالم رسالة مهمة بأن الشعب المصرى حارب من أجل ذلك، مؤكدا أن أبرز ما جاء فى خطاب السيسى هو تأكيده على أن 25 يناير ثورة شعبية كبيرة مثلها مثل 30 يونيو.
وأضاف نافعة أن الحديث عن الجماعات المتطرفة والإرهاب كان جزءا من محاولة التأكيد على شرعية 30 يونيو؛ ﻷن الشعب حينها ثار ضد جماعات التيار الدينى، متمنيا أن يكون لحديث السيسى امتداد حقيقى على اﻷرض، خاصة فى جزئية الحريات التى عليها لغط كبير فى الآونة اﻷخيرة.
أما الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، فرأى أن خطاب السيسى أرسى عدة مبادئ، أهمها التأكيد على قيام ثورتين بمصر خلال الثلاثة الأعوام السابقة، وهذا مهم جدا، خاصة فى محفل دولى كهذا.
وتابع سلامة: كما أن السيسى أكد على دور مصر المحورى فى المنطقة، وهو ما دفعه لطلب العضوية بمجلس الأمن، متوقعا أن يكون للخطاب أثر إيجابى على علاقات مصر الخارجية خاصة مع الدول التى كانت لديها تشكك تجاه ما حدث بـ30 يونيو، خاصة بعد كم التهليل والتصفيق الذى لقيه الخطاب بعد انتهائه.
عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى، وصف الخطاب بـ"المتوازن والجيد" إلى حد كبير، كما أنه أضاف للخطاب النكهة المصرية بهتافه لأول مرة داخل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمجيد وطنه وترديد عدد من الحضور المصريين خلفه، مشيرا إلى أن هذه أول مرة تحدث فى تاريخ جلسة الجمعية، وهو أمر يحسب له.
وتابع شكر: السيسى قدم خلال خطابه رؤية مصر للقضايا الخاصة بالمنطقة، إلى جانب سياسات القاهرة من القضايا الدولية التى تشغل العالم، لافتا إلى أن السيسى كان موفقا فى عرض رؤيته وأن حديثه كان واضحا.
وأشار شكر إلى أن السيسى أكد للعالم كله حقيقة ثورة يناير، بالإضافة إلى أنه فند كل ما يروج عن مصر بالخارج خلال الفترة الماضية ابتداء من 30 يونيو، بدءا من موافقة الشعب على الدستور وانتخابات الرئاسة ومضى مصر نحو استكمال خارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية وتحقيق التنمية وفرض دولة القانون.
الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، علق على كلمة الرئيس السيسى بقوله: "كلمة السر منذ الانقلاب هى الإرهاب، ولو تابعتم كلماته منذ 3 يوليو لوجدتم أن الإرهاب هو محور خطاباته، وفقا لخطة شركة العلاقات العامة الأمريكية التى جعلت محور تسويقه فى هذه الكلمة التى تطرب لها آذان اليهود والصهاينة"، حسب وصفه.
واعتبر أن "تخصيص السيسى جل وقته للحديث عن جماعة الإخوان يكشف مدى تخوفه من خصم سياسى قوى له جذوره المجتمعية"، متسائلا: "كيف يجرؤ على وصم الإخوان بالإرهاب فى الوقت الذى هم ضحايا إرهابه وعدوانه وانقلابه على الرئيس المنتخب من الشعب".
وتابع: "لقد ذهب السيسى إلى الأمم المتحدة طالبا الاعتراف بانقلابه، وهو ما لن يحصل عليه إلا من مؤيديه الذين رافقوه وصفقوا له، وهذا تقليد غير مسبوق، فكيف يزعم أنه منتخب ويؤيده الشعب ثم يأتى بعصابة تؤيده؟"، على حد قوله.
واستطرد: "شعرت من حديث السيسى بأنه شخص مهزوز ولا يصدق أنه رئيس حقيقى، ولقد كرر أنه يمثل مصر، وبذلك وضّح حجم الألم من عدم اعتراف العالم به"، مضيفا بأنه لا يتصور وجود حل سياسى فى وجود السيسى.
اقرأ أيضا:
فنانون عن كلمة السيسي: عبرت عن آمال المصريين
السيسى يلقى اليوم كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
بث مباشر لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي
السيسى يوجه كلمة للأمة بمناسبة ثورة يوليو فى موجز الأخبار
خطاب السيسى يعمق خلاف مشاهير السوشيال ميديا
مجلس الأمن: لا موعد للتصويت على مشروع قرار بشأن غزة