"لن يمنعنا الانقلاب من أن نفرح.. ولن يكسروا فرحتنا أو يهزمونا.. زنازينهم التي يقبع فيها أعز الناس لن تقف حائلا أمام مواصلة رسالتنا في الحياة"، هذا لسان حال كثير من عرائس معارضات بالإسماعيلية من أبناء المعتقلين وشقيقات الضحايا في ليلة عرسهن.
"إيمان وجهاد وزينب ومروة" تمت زيجاتهن رغم حرمانهن من آبائهن في ليلة العمر، عايشين الفرحة رغم الألم.
"إيمان أبوالليل"، طبيبة تزوجت منتصف الشهر الجاري أثناء اعتقال والدها طبيب الأسنان الشهير، وأقامت حفلا بهيجا في إحدى دور المناسبات بالإسماعيلية، حضره الأصدقاء والأهل، تقول: "كان اتخاذ القرار بزواجي ووالدي في المعتقل صعب للغاية، وكنت أرفض الفكرة تماما رغم أنني كنت معدة سلفا جهازي منذ شهر مايو الماضي.. لكن والدي هو من أصر على أن أتزوج وأقيم عرسا وقال لي: "لن يكسروا فرحتنا أو نشمتهم فينا.. أكملي حياتك وافرحي بزواجك".
وأضافت: "كانت مشاعر مختلطة بين الفرحة بزفافي وفستاني الأبيض، وهذه الليلة التي تنتظرها كل فتاة، وبين تغيب أبي عن مشهد العرس"، مضيفة: "في المقابل وداخل المعتقل كان أبي هو الآخر في عرس أقامه له زملاؤه المعتقلون، وظلوا طوال الليل ينشدون له ويرسمون على جدران الزنزانة وعلى الأوراق صورة لعروسة بفستانها الأبيض، وكأنه يعيش اللحظة معي، وفي أول زيارة لأبي بعد عرسي بثلاثة أيام خرج المعتقلون إلى قاعة الزيارة، وهم يقدمون التهنئة لي ويرددون بصوت عال: "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير".
وتابعت: "أكرمني الله بعد زواجي بعدة أيام بصدور قرار من المحكمة بإخلاء سبيل والدي، وكان هذا هدية الله لي في زواجي".
الحال لم يتغير مع الصيدلانية جهاد سعد التي أقامت حفلا صغيرا لإعلان خطبتها رغم تغيب الأب واعتقال الشقيق الأصغر ومقتل الشقيق الأكبر، حيث أصرت على رفع صور أشقائها ووالدها ووالد خطيبها المعتقل في "دبابيس" على صدرها، وهي ترتدي الشال الفلسطيني وخطيبها المعتقل والده أيضا.
وكتبت جهاد على صفحتها يوم خطبتها: "فرحتي تنقص شهيدي.. فرحتي تنقص معتقلي.. فرحتي تنقص أبي.. فرحتي تنقص أخي الأصغر.. فرحتي تنقص والد خطيبي المعتقل.. ورغم الألم.. سنفرح.. سنفرح رغم انقلابكم".
اللحظات نفسها عاشتها زينب، ابنة الشيخ محمد حسن عويس، التي أقامت عرسها الأسبوع الماضي في غياب والدها و4 من أشقائها، الحسن والحسين وإبراهيم وإسماعيل، استعاضت زينب بكلمات الأب التي أرسلها لها في خطاب مكتوب عن وجوده معها في فرحتها التي غاب عنها الأشقاء، وجاءت كلمات الأب التي نشرتها العروس كالآتي: "سلامي وتحياتي إلى أهلي وأحبابي، فخر العزة والكرامة ورمز الثبات والتضحيات، وهذا عهدي بكم يا سلالة الأبطال الشجعان في المواقف الفاصلة بعزيمة جبارة كبرى وإرادة لا تعرف القهر، رغبة فيما عند المولى جل وعلا، تهانينا القلبية للعروسين المهندس أحمد وكريمتنا زينب، بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير، نحن معكم بقلوبنا ودعواتنا متمنين بركة فى العمر وصحة فى البدن وسعة فى الرزق، النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، إن مع العسر يسرا".
اقرأ أيضا: