وجد في الموسيقى كل ما يتمناه، عاش بها ومعها منذ أن كان طفلاً صغيرًا، فكانت هي المرآة التي يرى من خلالها نور الشمس التي حرم منها بعد أن فقد نعمة البصر منذ ولادته.
عمر فرحان عبد المجيد، ذو الـ19 ربيعًا وابن المنايف بالإسماعيلية صاحب الصوت الجميل الذي لا يكاد شخصه يسمعه إلا ويلمس وتر قلبه ودمع عينه عندما يتغنى بحب الله ومدح رسوله.
بدأ عمر حديثه لـ"مصر العربية"، والابتسامة لا تفارق وجهه، واصفًا عشقه للموسيقى والغناء بالقول: "الموسيقى بالنسبة لى عينيا اللى بشوف بيها وبعيش من خلالها وبسرح بخيالى معها، فهى تمثل بالنسبة لى كل حاجة، وأرى فيها كل شيء جميل، شفت بيها الزرع، والنيل، شفت بيها الكذابين، والصادقين، وكل حاجة".
وأوضح أنه ولد ببيت يمكن أن نطلق عليه "بيت فني"، فوالده منشد ومبتهل بالإذاعة والتليفزيون ومشهور بحلاوة وعذوبة الصوت، وأشقاؤه أيضًا يهوون الغناء ومعروفون بأصواتهم الجميلة.
وأكد أنه منذ أن ولد وهو كفيف حرم من نعمة البصر ووجد في الموسيقى الملاذ والأمل الذي يعيش من أجله، قائلاً: "منذ صغرى وأنا أحب أن أستمع للموسيقى وللفنانين الكبار أمثال كوكب الشرق أم كلثوم وغيرها، وبدأت أتعلم الموسيقى منذ أن كان عمرى 8 سنوات".
وأشار إلى أنه كان يصر على تعلم الموسيقى، وخاصة العزف على آلة العود، بالرغم من إهمال بعض المدرسين له وعدم الحضور بالمواعيد، "لأنني بدأت أقرأ وأتعلم وأطبق ما قرأته بمفردى، حتى اشتركت بالفرقة القومية المصرية وبدأ أساتذتى، وعلى رأسهم الأستاذ أشرف عوض الله، والأستاذ ماهر حسن بالوقوف جانبى وتعليمى".
وشدد على أن حرمانه من نعمة البصر لم يؤثر أبدًا عليه وعلى حياته، حيث عاش حياته بشكل طبيعي، وكان يلعب ويمرح، مثل بقية الأطفال في سنه، وعلى الرغم من تعرضه لمضايقات أثناء طفولته من زملائه وأصدقائه وقيامهم بسرقة ألعابه، إلا أنه كان يأخذ حقه ولا يسمح لأحد أن يضايقه.
وأشار إلى أنه قرر أن يسعى لتحقيق حلمه بدراسة الموسيقى عن طريق الالتحاق بكلية التربية الموسيقية خلال العام الدراسي المقبل، خاصة بعد أن أنهى دراسته بالمرحلة الثانوية بمدرسة الأمل للمكفوفين وحصل على مجموع 78%.
وتمنى أن يدرس بقسم النظريات والتأليف الموسيقي ليصبح مبتهلاً، مثل الشيخ محمد عمران، وأن يكون موسيقارًا كبيرًا، مثل الراحل عمار الشريعي.
وأوضح أنه قام بغناء 30 دعاء كتبت خصيصًا له من قبل الشاعر الإسماعيلاوي محمد على راشد، وقام هو بتلحينها، وتمت إذاعتها بإذاعة القناة برمضان، ويعمل حاليًا على تطوير لحن أسماء الله الحسنى وتقديمها بشكل جديد من خلال إذاعة القرآن الكريم، والتحضير أيضًا لابتهال رحلة الحج، فضلاً عن قيامه بتلحين أوبريت عن اليتيم، بعنوان "عاوز بابا"، وسيشارك به مجموعة من المطربين الموهوبين.
اقرأ أيضًا: