ظواهر فريدة لشعب نادر من نوعه.. هكذا اعتبر مراقبون أجواء البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير، حيث تشهد تغيرات على الساحة السياسية والاجتماعية، على نحوٍ غيَّب الاستقرار، وفرض معاناة على «المواطنين الغلابة»، أمنيًا واقتصاديًا، لاسيما في هذه الآونة.
إحدى هذه الظواهر، تتمثل في «التسريبات»، التي وصل التخوف منها إلى حدٍ بات فيه الزوج يخشى التحدث مع زوجته، بحسب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم تتوقف سخريتهم من الأمر، من جرَّاء تصاعد حدة هذه التسريبات بين القوى المتصارعة في الآونة الأخيرة.
ومع بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية، عادت إلى الساحة ما بات يعرف بـ«صراع التسريبات»، في ظاهرة، أصبحت أقرب ما تسمى بـ«صراع الحاملين بالرئاسة»، حيث بدأت مع تسريب للفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، والذي قال في تسريب منسوب إليه: «لأ طبعًا انسحابهم، مش كلهم على كل حال، مرهون بترشيح السيسي، أنا قلت إيه لو نزل انتخابات مش هنزل، مش مجرد ترشيحه، يعني أول ما يترشح أنا حاعمل الورق بتاعي وهيبقى مرهون، إذا هو هينزل لأني أعلم إنه هو هيوضبوله كل الصناديق، هيوضبوله الدنيا، عملية عملية هتبقى هزلية».
http://www.youtube.com/watch?v=yqzZ_mqyb5A
المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، كان له نصيب الأسد من التسريبات، والتي «حاربته» به فضائية «الجزيرة» القطرية، ومواقع إخبارية وإلكترونية، والتي جاء آخرها اليوم الثلاثاء، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا، منسوبًا إلى المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، أثناء حديثه عن الرئيس المخلوع، حسني مبارك.
وبحسب النشطاء، فإن المقطع، يعود إلى الثامن والعشرين من يناير من عام 2010، قبل عام من جمعة الغضب في ثورة يناير، حيث كان يتولى السيسي خلال هذه الفترة منصب رئيس المخابرات الحربية، خلفًا للواء مراد موافي.
وخلال المقطع، يقول السيسي: «السيد القائد العام للقوات المسلحة، لقد كان تكريمًا وتكليفًا عظيمًا أن شرفت بتعييني مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وبكل تقدير للمسؤولية الوطنية التي أصبحت أمانة في عنقي، فإني أعاهد الله والوطن والسيد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعاهد سيادتكم أنني وجنودكم الأوفياء في إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع سنظل دائمًا محافظين على الأمانة، التي وضعت في أعناقنا والارتقاء في الأداء بما يؤمِّن قواتنا المسلحة».
ويضيف: «أعاهدكم بالمساهمة في تطوير قدراتها وإمكانياتها لحماية هذا الوطن ضد أي مخاطر أو تهديدات تحت القيادة الحكيمة للسيد المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ستظل راية مصر خفاقة عالية دائمًا تحت قيادة ابنها البار السيد الرئيس محمد حسني مبارك، والقائد الأعلى للقوات المسلحة».
http://www.youtube.com/watch?v=eAiJtK4ZIZE#t=14
الصراع نحو الاتحادية، يبدو أنه لم يتوقف عند هذا الحد، حيث صدر اليوم الثلاثاء، قرار من النائب العام، المستشار هشام بركات، بمباشرة التحقيق مع المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، في البلاغ المقدم من عزب السيد مخلوف، والذي اتهم صباحي بتلقيه تمويلاً من جهات مجهولة المصدر.
متابعون اعتبروا أن الأمر يمثِّل صراعًا انتخابيًا من الدرجة الأولى، بما يهدف إلى ضرب كل مرشح لمنافسه «تحت الحزام»، لاسيما أن التسريب الأخير للسيسي، الذي يشيد فيه بالرئيس المخلوع، حسني مبارك، ظهر بعد ساعات قليلة من إعلان التحقيق مع صباحي فيما قيل إنه تمويل تلقَّاه من جهات خارجية.
اقرأ أيضًا: