رئيس التحرير: عادل صبري 03:57 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رسالة دموية تصيب الاعتدال في لبنان بعد اغتيال شطح

رسالة دموية تصيب الاعتدال في لبنان بعد اغتيال شطح

تقارير

تفجير بيروت اليوم

رسالة دموية تصيب الاعتدال في لبنان بعد اغتيال شطح

الأناضول - 27 ديسمبر 2013 18:39

رأى مراقبون وسياسيون أن اغتيال وزير المال السابق محمد شطح، أحد أبرز المستشارين لرئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، يأتي في إطار ضرب "الاعتدال" في ظل تشابك الصراع الداخلي في لبنان مع النزاع الإقليمي الكبير، على وقع الحرب الدموية الدائرة في سوريا، مثيراً مخاوف جدية من محاولة إقصاء المعتدلين لتأجيج الفتنة المذهبية في لبنان.

وأمام هذا المشهد، بقي تيار "المستقبل" و"حزب الله" على مواقفهما، فالأول يتهم الثاني، ولو باللغة السياسية، بأنه وراء هذا الاغتيال، فيما يكرر الحزب، عند كل حادث من هذا النوع، الاتهامات إلى إسرائيل والتكفريين في سوريا، أو قوى إقليمية "تعمل ضد الحل السياسي في سوريا والمنطقة".

 

إلا أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أحد أبرز القوى السياسية على الساحة اللبنانية، طرح فرضية أخرى أكثر خطورة، معتبراً أن اغتيال شطح "رسالة شديدة السلبية لكل المعتدلين، من المفترض أن تُواجه بمزيد من الاعتدال، ورسالة شديدة السلبية لكل العقلاء يُفترض أن تُواجه بمزيد من العقلانية".

 

وشدد جنبلاط على أن "الخطوة الأولى لمواجهة الإرهاب والتصدي له، تكون من خلال الهدوء والتعقل وتحصين المؤسسات الأمنية والعسكرية لتقوم بدورها في حماية الاستقرار والسلم الاهلي".

 

وشارك الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "النهار" اللبنانية، أمين قمورية، مخاوف جنبلاط، فاعتبر في تعليق لـ"الأناضول"، أن من يقف وراء عملية الاغتيال "هو من له مصلحة اليوم باستهداف المعتدلين وإلغاء صوتهم".

 

وقال: "عندما يذهب صوت الاعتدال، يسود التطرف (...) عندها يصبح المتطرفون أصحاب الكلمة الفصل، تخرج أصوات من الطائفة السنية تقول، نحن مستهدفون ونريد الدفاع عن أنفسنا".

 

وحذر قمورية من إمكانية "دخول طابور خامس على الخط، ليغذي مشروع الفتنة" المذهبية، مشيراً إلى أن "عملية الاغتيال، تندرج في سياق الصراع الإقليمي المحتدم، خصوصاً بين السعودية وإيران".

 

ولفت إلى أن "هناك صراع كبير على لبنان، لكن هل للسعودية وإيران مصلحة في الفتنة المذهبية؟، أنا أشك بذلك، ربما هناك طرف ثالث، من هو؟ ... لا أعلم".

 

الصحافي سمير منصور، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، رأى أن اغتيال شطح يندرج في إطار الانقسام العامودي في لبنان بين قوى الثامن من آذار، المؤيدة للنظام السوري، وقوى الرابع عشر من آذار، المؤيدة للثورة السورية.

 

وقال منصور لوكالة "الأناضول" إن ما حدث "هو رسالة واضحة تحمل مؤشرات عدة، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، داخلياً، باستحقاقي تشكيل الحكومة"، المتعثر منذ تسعة أشهر، تاريخ تكليف الرئيس تمام سلام بتأليف الحكومة، "والاستحقاق الرئاسي" في الربيع المقبل، وسط جدل حول التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان، أو انتخاب رئيس جديد خلفاً له.

 

وتعارض قوى الثامن من آذار، وفي مقدمتهم "حزب الله" التمديد للرئيس سليمان، وأي حكومة "أمر واقع"، لكنها مستعدة لقبول حكومة يكون لها فيها حصة متساوية مع قوى الرابع عشر من آذار التي ترفض بدورها الدخول في أي حكومة مع "حزب الله"، طالما أنه لا يزال يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.

 

القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش، اتهم صراحة "حزب الله" باغتيال شطح، قائلاً: "إنّه المتهم الأول والمنطقي، سياسياً وأمنياً، لأن خبرته بالإرهاب كبيرة".

 

ولفت علوش في اتصال مع "الأناضول" إلى أن المستهدف لم يكن شطح لشخصه باعتباره "غير استفزازي ومعتدل وأكاديمي بكل المعايير، ومحاور لبق"، مشيراً إلى أن اغتياله "رسالة لقوى 14 آذار ولقوى الاعتدال في المنطقة، مفادها أن هذا سيكون دائماً مصيرهم طالما هم يعاندون مشروع تفتيت لبنان وضرب الصيغة اللبنانية".

 

وأوضح أن اغتيال شطح "محاولة لتطويع قوى 14 آذار من قبل حزب الله وجماعاته، ورسالة لرئيس الجمهورية لتنبيهه من تشكيل حكومة أمر واقع"، أي حكومة يشكلها رئيس الحكومة المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية لا يكون لأي من الفرقاء السياسيين وبمن فيهم "حزب الله" رأياً فيها.

 

وعما إذا كانت عملية الاغتيال تستهدف شخصية أخرى من 14 آذار، باعتبار أن اجتماعاً لهذه القوى، كان سيُعقد صباحاً في دارة سعد الحريري في وسط بيروت، قال علوش: "الجواب عند الإرهابي الذي نفذ العملية، كما أن هناك إمكانية كبيرة أن يكون هدفه اصطياد أي شخصية من 14 آذار، وكان الضحية  شطح".

 

وفي المقابل، اعتبر النائب وليد سكرية عن كتلة "حزب الله" النيابية، أن اغتيال شطح "يهدف إلى بث الفوضى في لبنان، كما هي الحال في سوريا، ولإثارة الانقسامات السياسية على حساب الأمن اللبناني وفريقي 8 و 14 آذار معاً".

 

ولفت سكرية في اتصال مع "الأناضول" إلى أن "من يقف وراء العملية قد يكون إما القوى الإرهابية التكفيرية في سوريا أو إسرائيل التي تسعى لإشغال المقاومة بنزاعات داخلية، عوض أن تكون متفرغة للعمل ضد العدو، أو قوى إقليمية تعمل ضد الحل السياسي في سوريا والمنطقة".

 

ودعا الساسة اللبنانيين "ليكونوا أكثر وطنية والتضامن لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لمواجهة التآمر الحاصل، بعيداً عن الارتهان لإرادة الخارج الذي يسعى لتنفيذ مصالحه الخاصة".

 

ويرى المراقبون أن هذا التراشق بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" يعكس مدى انعدام الثقة بين الجانبين الذي تنامى بسرعة فائقة منذ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري (والد سعد الحريري) في 14 فبراير/ شباط 2005، بانفجار شاحنة مفخخة استهدفت موكبه في منطقة السان جورج، القريبة جداً من مكان اغتيال شطح اليوم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان