رئيس التحرير: عادل صبري 07:36 صباحاً | الأحد 21 سبتمبر 2025 م | 28 ربيع الأول 1447 هـ | الـقـاهـره °

بالصور.. "سلامون القماش" قلعة الـ"تريكو" ضحية مبارك

بالصور.. "سلامون القماش" قلعة الـ"تريكو" ضحية مبارك

سارة حامد 03 ديسمبر 2013 08:38

"سلامون القماش" إحدى قرى مركز المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، تشتهر بصناعة التريكو وتصديره إلى الخارج .

 

وعندما علم الرئيس الأسبق  حسنى مبارك عن نشاط هذه القرية قام بزيارتها عام 1985وأشاد بإنتاجها.

 

بدأت صناعة التريكو فى سلامون القماش عام 1937 بمصنع واحد فقط، ثم زاد عدد المصانع حتى وصل إلى 6000 ورشة ومصنع بالقرية .

 

ساهمت تلك المصانع فى تشغيل 17 ألف شاب من خريجى الجامعات من القرى المجاورة للقرية، بالإضافة إلى تشغيل جميع أبناء القرية فى هذه الصناعة، وبذلك قضت صناعة التريكو بسلامون القماش على البطالة فى معظم قرى محافظة الدقهلية، كما تغطى منتجاتها محافظة الدقهلية وعدد من المحافظات الأخرى.

 

يؤكد ساكنو القرية أنه يوجد مصنع فى كل منزل تقريبا لصناعة "التريكو"، ويضم المصنع الكبير 8 ماكينات تريكو والمصنع الصغير 4 ماكينات، وينتج المصنع الكبير ما يقرب من 40 ألف قطعة تريكو خلال الموسم.

 

"مبارك" دمر "التريكو" فى سلامون القماش

وعندما قام الرئيس المخلوع مبارك بزيارة القرية، أوصى بتعامل القرية مع البنك الصناعي الذي تصل فائدته إلى 5% فقط، حيث إن القرية كانت تصدر منتجاتها إلى الدول الأخرى، وقد تسبب هذا القرار فى ضعف إنتاج القرية وإحباطها، فبدلا من أن يساعد الرئيس الأسبق على تطوير الصناعة في القرية وزيادة إنتاجها دمرها بزيارته لها.

 

ويعانى أهالى القرية من عدة مشاكل، أولها أن المنتجات أصبحت لا تجد مجالا للمنافسة فى الأسواق، بسبب انخفاض أسعار المنتجات، كما أن منتجات الصين غزت الأسواق وتنتشر بشكل كبير جدا .

 

حامد الرفاعى" صاحب مصنع تريكو" يقول: "إنه على الرغم من تفوق منتجاتنا محليا وعالميا، لكن المنتجات الصينية أصبحت تسيطر على الأسواق، لأن الصين تعمل على خفض الضرائب وتكاليف الإنتاج مما يجعلها تحصل على مكسب عالية".

 

عبد الحى ممدوح" صاحب مصنع آخر" يؤكد أن ارتفاع أسعار المواد الخام، هى السبب الرئيسى فى ضعف منتجاتنا أمام المنتج الصينى الذى يباع بسعر أرخص من منتجاتنا، والمواطنون يقبلون عليه لانخفاض أسعاره نظرا للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد.

 

يفسر أصحاب المصانع سبب ارتفاع أسعار سلامون القماش، بأنه يتلخص في ارتفاع سعر الصوف والغزل الخام وأجور العمال والكهرباء.

 

ويؤكدون أن الضرائب التى تفرض على المنتج سبب أساسي في زيادة أسعار منتجات القرية، فهناك ضرائب أخرى تفرض على المواد الخام عند استيرادها منها، ضريبة المبيعات وضريبة أرباح تجارية وصناعية .

 

صناعة موسمية  

أكثر ما يعانى منه أصحاب المصانع من الشباب والكبار فى سلامون القماش، أن صناعة التريكو صناعة موسمية تعمل أربعة شهور فقط في السنة، هي "سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر" وباقى السنة تتوقف المصانع عن العمل، مما جعل أصحاب المصانع يطالبون بتصدير صناعتهم للخارج، حتى تدار المصانع طوال العام، خوفا على صناعتهم من الانهيار.

 

يشكو أحد أبناء القرية من البطالة في تلك الأشهر قائلا: "فى فترة غلق المصانع نعاني من البطالة ونجلس في بيوتنا، فلا نجد ما نقوم به غير التجهيز للموسم القادم من حيث عمل صيانات لماكينات التريكو، وتجهيز عينات الموسم الجديد وينفق هذا التجهيز أموالا طائلة مما يتسبب فى ضياع أكثر من نصف المكسب، إضافة إلى مصاريف بيوتنا الشهرية التي ننفق عليها ما كسبناه، وأحيانا نستدين، حتى نقدر نعيش".

 

هجرة بسبب الديون

بعدما غزا المنتج الصينى الأسواق المحلية وتعددت الضرائب المفروضة على منتجات قرية سلامون، أصبحت صناعة التريكو مهددة بالانهيار، نتيجة الخسائر التى يتعرض لها أصحاب المصانع .

 

فقد حصلوا على قروض من الصندوق الاجتماعى لشراء الماكينات واعتقدوا أنهم سيدفعون أثمانها فور بدء الإنتاج، لكن كسدت الأسواق بعد أن تواجدت المنتجات الصينية، مما دفع عددا من أصحاب المصانع إلى الهجرة لخارج مصر خوفا من الأحكام المفروضة عليهم.

 

وليس أمام أصحاب تلك المصانع إلا أن يوجهوا رسالتهم إلى المسئولين يطلبون فيها بضرورة إلغاء الضرائب المفروضة على صناعة التريكو حتى لا تنهار صناعتهم ويعودون للانتظار بين صفوف العاطلين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان