رئيس التحرير: عادل صبري 02:34 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل يصبح الأزهر حلقة وصل بين القاهرة وموسكو؟

هل يصبح الأزهر حلقة وصل بين القاهرة وموسكو؟

تقارير

زيارة الوفد الشعبي الروسي لمشيخة الأزهر

بعد زيارة الوفد الشعبي الروسي للمشيخة

هل يصبح الأزهر حلقة وصل بين القاهرة وموسكو؟

هشام أبو النصر: الزيارة سياسية لكنها جائزة شرعًا

مصر العربية 14 نوفمبر 2013 09:39

جدل كبير ساد الشارع المصري عقب زيارة الوفد الشعبي الروسي لمشيخة الأزهر الأربعاء خاصة أنها، وبحسب بيان المشيخة، الأولى من نوعها منذ عشرين عامًا.


وأعرب شيخ الأزهر أثناء الزيارة عن استعداده لزيادة المنح الدراسية للطلاب الروس، وكذلك إعداد برامج تعليمية خاصة بهم لدراسة اللغة العربية والإسلام.


الزيارة التي اتخذت شكلاً بروتوكوليًا لم تكن لتثير جدلاً إلا بعد التقارب المصري الروسي الذي يأخذ خطوات كبيرة تثير لدى المحللين تفسيرات كثيرة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في مصر.


توقيت الزيارة إذن هو مثار الجدل، ومثار أسئلة عديدة.. فلماذا غاب شيخ الأزهر قرابة الشهرين عن المشيخة ثم عاد ببرنامج استقبالات يأتي الوفد الروسي على رأسه؟ ولماذا يستقبل من الأساس وفدًا شعبيًا روسيًا في هذا التوقيت الذي يسبق زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة؟
ردود الأفعال حول الزيارة تباينت؛ حيث رآها البعض سياسية بامتياز لتثبيت "الانقلاب العسكري" والاعتراف بأن 30 يونيو كانت ثوره شعبية، ويرون أن ظهور "الطيب" في هذا التوقيت يؤكد أن المؤسسة الأزهرية صارت رهينة للأحداث السياسية التي تتحرك في إطار السلطة العسكرية القائمة كما تريد لها تلك السلطة.. بينما يرى آخرون أن الزيارة تأتي في إطار محاولات الأزهر استعادة مكانته العريقة بين الدول وبالتالي فهي زيارة إيجابية.

 

سياسية لكنها جائزة!
بداية يؤكد الدكتور هشام أبوالنصر، الداعية الإسلامي، أن زيارة الوفد الروسي الشعبي لشيخ الأزهر قبيل زيارة الوفد الروسي العسكري هي زيارة سياسية "بحته" كل هدفها الاعتراف بالسلطة الحاكمة الآن.


وأشار أبو النصر إلى أن الزيارة من الناحية الشرعية ليس بها موانع، فاستقبال المسلم لغير المسلم جائز من الناحية الشرعية، وكذا زيارة الوفد الروسي للأزهر من الناحية الشرعية أمر جائز، لكن ما حدث اليوم هو زيارة سياسية ليس أكثر.


في المقابل انتقد أحمد عبد الجواد، مؤسس حزب البديل الحضاري، ما يحدث الآن داخل مشيخة الأزهر من قبل الدكتور الطيب قائلاً: إن الأزهر فقد الدور الذي كان يقوم به في الضمير الشعبي الوطني منذ أن جاء الطيب إلي الأزهر، خاصة وأن اختياره من البداية كان من المخلوع مبارك والذي كشفته الأيام بأنه ليس صدفة، خاصة وأنه صعد عدة درجات في السلم الوظيفي الأمر الذي وضع وقتها علامات استفهام، لكن ومع مرور الأيام تبيَّن أن هذا الاختيار كان مدروسًا بعناية، وبالتالي فما زال هذا الرجل يدين للمخلوع ولسلطة الانقلاب بالولاء التام حوَّل من خلاله الأزهر إلي أداة يحركها الانقلاب كيفما يشاء".


وتابع عبد الجواد: "لو رجعنا قليلاً للوراء لوجدنا أن الطيب عقب مباركته للانقلاب اختفى لعدة أيام وبعد مجزرة الحرس الجمهوري خرج قائلاً: لم أكن أعلم به ثم اختفى قليلاً ليظهر بعض فض رابعة والنهضة ليقول إنه لم يكن يعلم بما حدث مع المعتصمين، ثم أعلن الاعتكاف بعيدًا عن السياسة.. وبعدها بعدة أيام خرج ليبارك التفويض الذي طلبه السيسي لتطهير الشعب من الإرهاب، وبالتالي لو حللنا ما حدث سنجده يختفي عند كل مجزرة كعادته، ثم يظهر ليبارك ويشارك ولو بالصمت.. ومن ثم فهو أداة يحركها النظام كيفما يشاء".


وحول زيارة الوفد الشعبي الروسي تحديدًا أشار عبد الجواد إلى أن "ما حدث اليوم من استقباله للوفد الروسي أمر ليس بغريب على من دعم النظام السابق وكان عضوًا في أمانة السياسات في عهد مبارك، والذي بارك الانقلاب أن يكون أداة ودمية في يد النظام الحالي، وبالتالي فهو يريد أن يعترف العالم كله بأن الانقلاب كان ثورة شعب".


 زيارة إيجابية
فيما يقول الدكتور عادل عبد الشكور الأستاذ بمعهد الدعاة بوزارة الأوقاف: إننا يجب أن نأخذ الزيارة على الجانب الإيجابي خاصة وأن الجو العام السائد الآن ليس مناسبًا لشخصنة الأشياء.. وبالتالي فالزيارة قد تكون بداية لتجديد الأزهر لدوره الحضاري الذي عهدناه عنه طيلة تاريخه وأيضًا لاستعادة دوره المحوري ومكانته بين  دول العالم".


وأشار إلى أن هذا يعد تحركًا إيجابيًا لكي يقطع الألسنة عن أن الأزهر ليس أداة في يد الحكومات والأنظمة، ومن ثم فتلك الزيارة بارقة أمل جديدة في ظل الأوضاع السياسية السيئة التي تعيشها مصر الآن.!


وشدد عبد الشكور على أن الأزهر لابد أن يبتعد عن الصراع السياسي الحاصل الآن ويتفرغ لدوره المنوط به لكي يستعيد مكانته التي ينتظرها العالم كله، بدلاً من أن ينخرط في السياسة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان