رئيس التحرير: عادل صبري 05:57 صباحاً | الأربعاء 30 أبريل 2025 م | 02 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

طبيب أم أخصائي.. من يداوي مرض النفس؟

طبيب أم أخصائي.. من يداوي مرض النفس؟

حبيبة محمد 18 فبراير 2017 16:14

أمراضٌ كثيرة ترافق المصريين في ظل وضعٍ صحي، تقول تقارير دولية إنَّه ليس بأفضل حال، وضعت مصر في ترتيب متأخر، تراجع لما بعد الـ 100 من بين دول العالم في قطاع الصحة، ومن بين ما ينال من المواطنين، جسدًا وفكرًا، المرض النفسي.

 

"لا أستطيع تحديد أهدافي.. لا أستطيع المذاكرة.. أفكِّر كثيًرا حتى أتعب.. لا أهمية لي في الحياة".. أعراضٌ قد تنال من الإنسان بينما يعجز عن أن من يقدم له جوابًا.. إلى من يذهب؟

 

كيف يتعامل "المريض النفسي" مع مرضه؟، كيف يتصدى له؟، إلى من يذهب؟.. حين تجيب على هذا التساؤل سيتبادر إلى الذهن مصطلحان "طبيب نفسي" و "أخصائي نفسي".. فقد يصاب المريض - إضافةً إلى مرضه - بالحيرة.. إلى من يذهب ليجد الحل والعلاج.

 

 

صدمات واختبارات.. علاج النفس

خبراء نفسيون يذهبون إلى أنَّ "ضغوط الحياة" أحد عوامل كثيرة تسبِّب المرض النفسي، وفي ظل وضع اقتصادي يصفه خبراؤه بـ"المتدهور"، تتضاعف فرص الإصابة بالمرض وحالته ونسبته، ما يستدعي التوجُّه أحيانًا إلى "أخصائي" يعالج بالاختبارات، وفي أوقاتٍ أخرى إلى "الطبيب"، سلاحه يكون "عقاقير وصدمات".

 

تخصُّص.. كليتان تخرِّجان العلاج

الطبيب النفسي يتخرج من كلية الطب، يشترط حصوله على دبلوم في المخ والأعصاب، يُعالج المرض باستخدام العقاقير والصدمات الكهربائية.

 

 

الأخصائي النفسي يتخصَّص في "علم النفس" يكمل دراسته في علم النفس الإكلينيكي، لا يُسمح له بصرف أي أدوية، وإنما أدواته هي إجراء الاختبارات، ويتنوع علاجه بين التحليل النفسي والعلاج السلوكي وغيرها.

 

وللحصول على رخصة مزاولة المهنة يعرض الأخصائي على لجنة مكونة من طبيب نفسي بوزارة الصحة، وأستاذ علم نفس.

 

أنا مريض.. متى أذهب للطبيب ومتى ألجا للأخصائي؟

 

الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق أجاب لـ"مصر العربية" عن السؤال، فيقول: "إذا شعرت باضطراب نفسي منعك من آداء وظيفتك وتوقفت عن الحياة الطبيبعية ،فلا عمل ولا نوم بشكل طبيعي ولا شهية واستمر ذلك لمدة أسبوعين فأكثر فأنت بحاجه لطبيب نفسي".

 

يضيف: "أما إذا شعرت بلخبطة في التفكير، وعدم التمكن من أخذ قرار، بشرط عدم وجود أعراض مما سبق ذكرها، وعدم التوقف والتعطل في الحياة اليومية فأنت تحتاج للمتابعة مع أخصائي نفسي".

 

مدرس الطب النفسي يؤكد: "كل أخصائي يهتم بمجال مختلف عن غيره، فمنهم المختص باضطرابات الأطفال، ومنهم من يعتمد على المدرسة التحليلية، ومنهم من يعتمد على إجراء الاختبارات مثل اختبارات الشخصية وغيرها، ومن حق المريض أن يسأل ويبحث عن متخصص لمسألته".

 

كشف أعراض وعلاج أسباب

 

وعن الإشكالية بين "الوظيفتين"، يقول الدكتور محمد أنور أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس إنَّ الطبيب النفسي يجلس مع المريض لمدة تتراوح من خمس إلى عشر دقائق، يصف فيها الدواء لمعالجة الأعراض، بينما لا يتطرق لأسباب المرض.

 

وأوضح أنَّ "الأخصائي" تكمن وظيفته في معالجة الأسباب حتى لا تحدث انتكاسة للمريض بعد انتهاء مدة الأدوية.

 

مختصَّون يرون أنَّ الحل الأمثل والمطبَّق في الدول المتقدمة، وفي بعض المستشفيات المحلية هو وجود "فريق عمل"، يضم  طبيب باطنة، وطبيب نفسي، وأخصائي نفسي، وأخصائي اجتماعي.

 

في الدول المتقدمة.. كيف المواجهة

 

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية قال إنَّ الدول المتقدمة تحرص حاليًّا على وجود أخصائي نفسي في كل مؤسسة، لافتًا إلى أنَّه يكون مسؤولًا عن عمل الاختبارات وتحديد مهام الأفراد طبقًا لطبيعتهم الشخصية وحل المشكلات النفسية التي يعاني منها أعضاء المؤسسة كالمصنع أو المدرسة وغير ذلك، مما يساهم في تقدمهم.

 

وأضاف: "للأسف في مصر لا يوجد اهتمام بوجودهم إلا في بعض المنشآت العسكرية والشركات الخاصة".

 

"المعالج النفسي".. اسم ثالث تحدَّث عنه خبراء في سياق ما تسمى بـ"الحرب على المرض النفسي"، وهو شخص يرغب من نفسه أن يساعد المرضى، لكنه تنقصه الدراسة، ما جعل خبراء ومتخصصون ينتقدون الفكرة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان