رئيس التحرير: عادل صبري 04:54 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

واعظات الأوقاف والأزهر.. هل تصلح النساء للعمل الدعوي؟

واعظات الأوقاف والأزهر.. هل تصلح النساء للعمل الدعوي؟

تقارير

جانب من اختبارات الواعظات بالأوقاف

أئمة: الستات مكانها البيت وتربية العيال.. وآخرون: وجودهن ضرورة

واعظات الأوقاف والأزهر.. هل تصلح النساء للعمل الدعوي؟

كتب - فادي الصاوي 11 فبراير 2017 11:22

هل تصلح النساء للعمل الدعوي؟.. سؤال شغل أذهان العديد من المهتمين بالعمل الدعوي في الأزهر والأوقاف الفترة الأخيرة، بعد اعتماد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عدد 144 واعظة متطوعة لإلقاء دروس دينية للسيدات بالمساجد الكبرى والجامعة على مستوى الجمهورية كدفعة أولي، وتكليف رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع بالتنسيق مع مديري المديريات لتسكينهم على الدروس المطلوبة بالمساجد الكبرى والجامعة ومتابعة الأداء وتشجيعهن على القيام بالدور المنوط بهن.

 

واختلف أئمة وزارة الأوقاف في مسألة قيام المرأة بالعمل الدعوي، ففي الوقت الذي رأي فيه البعض أن المرأة لا تصلح إلا للبيت والأعمال المنزلية، أكد آخرون أن وجود المرأة في العمل الدعوي مهم جدا، لتوضيح بعض القضايا والأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء.

 

وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة علي العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلي الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخري.

 

وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه لـ"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالي خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".

 

وتابعت:"إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلي البحث والتفرغ".

 

وقال الشيخ محمد يوسف الجزار، أحد الأئمة المرحبين بعمل المرأة في المجال الدعوي، :"كنا قديما لنا درس أسبوعي للسيدات وحتى وقت قريب، وكان بعض المشايخ يتحرجون من دروس السيدات فلعل ذلك يسد الفجوة".

 

وأضاف الشيخ مصطفى ماضى: "يفضل دفع النساء إلى مدارس البنات والنوادي أفضل بكثير من المساجد لعدم خلق مشاكل مع الإمام، والأمر الثانى أن السيدات العجائز لسن المشكلة لذهاب الواعظات لهن في المساجد، ولكن الفتيات والأطفال مهمه قومية ولن يكونوا إلا في المدارس والنوادي".

 

بينما يري الشيخ عبيد الله محمد شوقى، أنه من الخطأ الجسيم، أن تخرج لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدا أنه أمر غاية في الخطورة والفساد، مضيفا :"لقد كانت أمنا عائشة عندها علم عظيم من ميراث النبوة، ولم تخرج لإذاعته، وكذلك بنت سعيد ابن المسيب كانت أعلم أهل الأرض".

 

وبدوره أكد الشيخ محمود حسن رخا، أنه لا مانع من خروج المرأة للتوعية والتعليم والإرشاد والتقويم لبني جنسها من اﻷمهات الفضليات أو الفتيات الكريمات إذا كانت أهلاً لهذه المسئولية.

 

وشدد الشيخ محمود رخا على ضرورة أن تخصص وزارة اﻷوقاف يوما من كل أسبوع لهذه المهمة في غير أوقات الصلاة تحت إشراف إمام المسجد، مع التأكد والتثبت من أهليتها لهذا عن طريق اختبار لها تشرف عليه وزارة اﻷوقاف خوفاً من التشدد والغلو في الدين والانخراط في السياسة.

 

وأشار إلي أن المسجد ما كان ولن يكن حكراً علي الرجال فحسب بل النساء شقائق الرجال فيه وهو متاح لجميع النساء من مختلف اﻷعمار، أما المدارس والنوادي فهي أوقات محدودة لفئة معدودة لن تفي بالغرض ولن تحقق الطلب، مضيفا : "مرحبا بهن وسهلاً في خطاب مقبول وفقه واضح، خاصة فيما لا يحسن الرجال شرحه حياءً واستحياء من العالم والمتعلم كأبواب الطهارة والغسل واﻷحوال الشخصية".

 

ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.

 

وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.

 

وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.

 

ووفقا لشروط الأوقاف، لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أي مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريا، وأن يُحاط المسجد علمًا بالمواعيد، ويخصص دفتر خاص لهذه الدروس يسجل به (اليوم ـ التاريخ ـ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.

 

وفي حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف.

 

أما في حالة عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن سيتم محاسبة كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه".

 

وفي عام 2015 أجرت الأوقاف اختبارات أولية للمتقدمات للعمل كواعظات على سبيل التطوع ، بالمديريات، أسفرت هذه الاختبارات عن استبعاد عدد كبير من الواعظات بدعوى عدم انطباق الشروط عليهن، كما رسبت (349) متقدمة، فيما بلغ عدد من يحق لهن دخول الامتحان النهائي (633) متقدمة، إضافة إلى نحو مائتي واعظة من المتقدمات الجدد.

 

وبالفعل أجرت الأوقاف اختبارات التصفية النهائية لـ 833 واعظة ممن حصلن على 75% فأكثر في الاختبار الأول، وذلك شهر أغسطس 2015، داخل مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، بواسطة لجان مشكلة من وكلاء الأوقاف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وتأخرت إعلان النتائج بسبب عمليات التدقيق التي تقوم بها وزارة الأوقاف للكشف عن انتماءات هؤلاء الواعظات، ونجح منهن 300 واعظة، إلا أن وزير الأوقاف ألغى هذه النتائج لسبب غير معلوم.

 

وفي خطوة هى الأولى من نوعها أعلن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في أغسطس 2015، فتح الباب أمام السيدات للعمل في مجال الدعوة والإفتاء، وذلك بتعيين 500 واعظة، وكشفت جامعة الأزهر مؤخرا عن تأهيل المعيدات بالكليات الشرعية على الفتوى.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان