"تراث قديم تهدده التشققات، ويضربه الإهمال، ويحاصره الباعة".. هكذا صارت حال مسجد العمراوي، بمدينة المنيا، الذي أنشأ عقب الفتح الإسلامي لمصر، على يد عمرو بن العاص، بطراز فريد جمع بين العمارة العربية والعثمانية.

"مصر العربية" التقت بعدد من المواطنين، لرصد الحالة السيئة التي وصل إليها المسجد، وبحسب ما أكده المواطنون، فإنه يعاني تشويهًا مقصودًا، يضر بكونه تراثًا يقصده السائحون، وسط غياب تام للمسؤولين.

"مسجد العمراوي"، سُمي بذلك، نسبة إلى عمرو بن العاص، الذي بُني المسجد في عهده، وظل على الطراز الذي أُنشأ عليه، حتى تم تجديده وتطويره عام 1129 هجرية، وتم تسجيله في عداد الآثار الإسلامية، يوم 17 سبتمبر عام 1951 ميلادية، ويعرف بمسجد النيل، لقربه من نهر النيل.

"المسجد يقصده وفود عرب وأجانب وهناك من يشوه صورته"، بهذه الكلمات، أشار الحاج عباس الحمبولي، أحد المترددين الدائمين على المسجد، والمقيم بإحدى العقارات المجاورة له، إلى حالة الإهمال التي يعاني منها المسجد، والتي دفعت عددًا من سائقي التاكسي، إلى تخصيص ساحاته كمكان مخصص لغسيل سيارتهم، الأمر الذي يشوه المظهر الحضاري له.

وأكد الشيح محمد السيد، أحد الأئمة السابقين للمسجد، أنه يحتاج للعديد من الإصلاحات الداخلية، خاصة وأنه مرّ عشرات السنوات على تطويره، وجدرانه التي تعاني من التشققات.

من جانبه، أوضح ناصر نعنوس، مسؤول تسجيل الأثار الإسلامية، بوزارة الآثار، أكد على ما يعانيه المسجد من إهمال خاصة من الباعة وسائقي السيارات، الذين تعدوا على حرمه.

وقال عدد من الأهالي المُقيمين بجوار المسجد، ومنهم مصطفى هشام، وعلاء حسان، وأشرف عبد الحسيب، إن المسجد كن يُعد تحفة معمارية وذو مظهر حضاري، يتوافد عليه العديد من الوفود السياحية، وكان هناك اهتمام كبير من شرطة السياحة به، ومنعهم بتواجد أيًا من البائعين بجواره، إلا أنه مع عدم الاهتمام بالمسجد، اعتدى البائعون والسائقون على ساحته، وأصبح طاردًا للسياح، فضلًا على ما يسببونه من إزعاج بسبب العديد من المشاجرات التي تقع بينهم بصورة شبه يومية.