رئيس التحرير: عادل صبري 12:42 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

خبراء ري: التوقيع على عقود "سد النهضة" مماطلة إثيوبية بصبغة إسرائيلية

خبراء ري: التوقيع على عقود سد النهضة مماطلة إثيوبية بصبغة إسرائيلية

تقارير

سد النهضة

خبراء ري: التوقيع على عقود "سد النهضة" مماطلة إثيوبية بصبغة إسرائيلية

بدور موسي 30 سبتمبر 2016 13:43

شهد ملف سد النهضة خلال الأيام القليلة الماضية خطوة "مهمة" في طريق جني ثمار المفاوضات لحل أزمة بناء السد؛ بعد توقيع عقود المكاتب الاستشارية التي ستتولي تنفيذ الدراسات الفنية، والتي من المقرر أن تستمر في عملها لمدة 11 شهرًا من تاريخ التوقيع على العقود، الاثنين الماضي؛ لتدخل بذلك "أزمة" بناء السد مرحلة جديدة أكثر حسما لدراسة موضوعية للآثار الجانبية لبناء السد على دول المصب.

 

تباينت ردود الأفعال حول تلك الخطوة ففي حين رأتها الحكومتين المصرية والسودانية خطوة علي الاتجاه الصحيح لاستكمال الطريق لحل الأزمة وإيجاد أرضية مشتركة بين أطراف النزاع الثلاث، كان لخبراء رأي آخر.

 

وفي التقرير التالي تستعرض "مصر العربية" آراء الخبراء حول آخر التطورات.

 

قال الدكتور محمود أبو زيد، وزير الري السابق ورئيس المجلس العربي للمياه، إن توقيع اللجنة الثلاثية علي عقود المكاتب الاستشارية يمثل خطوة علي الطريق الصحيح لحل الأزمة.

 

وكشف "أبوزيد" أن القضية الأهم التي يجب التركيز عليها الفترة القادمة هي عملية الملء والتشغيل ومدي التزام اثيوبيا بالبرنامج الذي سيضعه المكتبين الفرنسيين في عملية إدارة السد بعد اتمام بنائه، قائلا: "اثيوبيا ستستكمل بناء السد 100% ومفيش مفر من ذلك واللي يقول غير كده يبقي بيضلل الشعب".

 

وأوضح "أبوزيد" أنه في حالة ثبوت نتائج سلبية من جانب "مكاتب الدراسة" فإن الإجراء الوحيد سيتمثل في الرجوع للجنة الوزارية المشتركة والتي بدورها ستحيل الامر لرؤساء الدول الثلاث لايجاد حل يحفظ حقوق دولتي المصب حينها.

 

من جانبه، قال الدكتور مغاوري شحاتة، مستشار وزير الري السابق ورئيس الجمعية العربية للمياه، أن الجانب الاثيوبي يري في تلك الخطوة مماطلة لكسب مزيد من الوقت لاستكمال بناء السد والذي من المقرر الانتهاء من بنائه بحلول العام القادم.

 

وأوضح "شحاتة" أن مصر ليس أمامها أي خيار آخر سوي الرضوخ لاستكمال طريق التفاوض لحين وضوح الرؤية، قائلا: "اتمني ان يلتزم الجانب الإثيوبي بالنتائج التي ستخرج بها المكاتب الاستشارية الفرنسية بعد انتهاء ال 11 شهرًا، وان كنت أتوقع أن تكون سلبية علي دولتي المصب"

 

 

وطبقًا لرؤية الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، فإن طريق المفاوضات بما فيها إبرام العقود مع المكتبين الفرنسيين ليس إلا مماطلة إثيوبية لن تثمر عن نتيجة ترضي الطرف المصري، قائلا: "اثيوبيا تماطل بنفس الأسلوب الاسرائيلي في التفاوض لكسب 11 شهرًا أخرى ونحن لا نتعلم من الماضي".

 

وكشف "دياب" أن الدراسات الفنية التي سيتم اجراؤها غير ملزمة قانونيا للجانب الاثيوبي باتباع راي المكتبين الاستشاريين، مؤكدًا أن الفائدة الوحيدة منها هو استخدام تلك الورقة في حالة لجوء مصر للتحكيم الدولي.

 

وأوضح "دياب" أن تلك الدراسات لا تستغرق أكثر من 4 إلى 6 أشهر فقط، وأن المدة التي تم الاتفاق على أن تكون 11 شهرًا مدة مبالغ فيها.

 

وأضاف أن الحلول الوحيدة من وجهة نظره تتمثل في أن توافق اثيوبيا "كتابة" علي الرأي الاستشاري الذي ستنجم عنه الدراسات الفنية، أو أن يحال الأمر برمته بعد ذلك لجهات الأمن القومي المصري لإجبار الطرف الاثيوبي علي الانصياع للرغبة المصرية في تأمين مياهها.

 

وعلق "دياب" علي ما صرحت به الخارجية الإسرائيلة الشهر الماضي بامكانية مساعدة مصر واثيوبيا في حل "أزمة النهضة" قائلا: "اسرائيل لا تقدم هدايا بدون مقابل وليس لدي مصر ما تدفعه".

 

وكانت اللجنة الثلاثية المشكلة من وزراء الري في دول النزاع الثلاث مصر والسودان واثيوبيا قد وقعت الاثنين الماضي علي عقود الدراسات الفنية لسد النهضة مع المكتب الفرنسي "بي.ار.ال" والذي سينفذ 70% من الدراسات و مساعده "ارتيلا" بنسبة 30% في فترة تتراوح من "8 - 11" شهر بعد ان تم اختيارهما من قبل وزراء خارجية الدول الثلاث منذ مايقرب من عام ؛ لتنفيذ دراسة فنية تجيب عن كافة التساؤلات حول مدي امكانية حدوث تأثيرات سلبية جراء اقامة السد فيما يخص حجم وسنوات وتوقيت التخزين، علاوة علي قواعد الملء الاول والتشغيل السنوي، الي جانب قيام المكتبين باعداد دراسة اقتصادية اجتماعية تلتزم باتفاق المبادئ الذي تم توقيعه من جانب الرؤساء.

 

جدير بالذكر أن وزير الزراعة والري الاثيوبي "موتوما ميكاسا" قد أعلن في وقت لاحق من توقيع العقود أن اثيوبيا مستمرة في استكمال بناء السد بغض النظر عن ماهية نتائج الدراسات الفنية.

 

اقرأ أيضًا:

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان