وسط عويل وصراخ النساء وبكاء الشباب والرجال، استقبلت مشرحة مستشفى الإيمان العام بأسيوط جثة الطفل محمد صلاح الدين محمد، 10 سنوات، التلميذ بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة السلام الحديثة بأسيوط، الذي لقي مصرعه غرقًا في بئر الصرف الصحي بالمدرسة، أثناء لهوه مع زملائه وقت " الفسحة ".
انتقلت " مصر العربية" إلى مستشفى الإيمان العام وأمام المشرحة النساء يتشحن بالسواد، لا يكفون لحظة واحدة عن العويل ولطم الخدود، تتوسطهن والدة التلميذ التي لا تفارق عيناها باب المشرحة، وهي تردد " أنت فين يا محمد "، " أنت جوه بتعمل إيه "، "أنا مستنياك قدام الباب يا محمد علشان أشوفك قبل ما تمشي بس أنت أكيد مش هاتمشي وتسيب أمك يا محمد"، "أنا عارفة أنت كنت بتحبني قوي لكن أنا بحبك أكثر يا محمد ومش ها سيبك تروح مني".
وعلى سلالم مسجد الإيمان المجاور للمشرحة يجلس محمد ومروان شقيقي محمد وهما في حالة بكاء هستيري، واصحابهما يصطفون حولهما في محاولة لكفهما عن البكاء.
الرصيف المواجه للمشرحة يجلس رجال وشباب من أقارب محمد يتبادلون الحديث عن محمد الطفل الهاديء النابغ الذي يحبه كل سكان منطقته بحي الوليدية بمدينة أسيوط، وهم يزرفون عليه بكاءً.
قال أحمد محمد، أحد أقارب الطفل المتوفى، إن إدارة المدرسة لم تخطرنا بأي شئ ولكننا علمنا من أحد أقاربنا الذي يعمل في وحدة الإسعاف فعند سماعة الاسم قام علي الفور بإبلاغنا ظنًا أن هناك تشابه في الأسماء.
وأشار إلى أنه عند ذهاب والدة الطفل إلى المدرسة رفضت إدارة المدرسة السماح لها بالدخول وبعد وقت أخبرتها أن الطفل تم نقله إلى مشرحة مستشفى الإيمان بحي الأربعين بأسيوط.
وطالب أهالي الطفل بسرعة محاسبة إدارة المدرسة بالكامل علي رأسهم مدير المدرسة مؤكدين أن البالوعة بدون غطاء من قبل بدء العام الدراسي ودون أي اهتمام من إدارة المدرسة أو أي من المسئولين.
وكان اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، قد قرر ظهر اليوم إحالة مدير مدرسة السلام الحديثة المشتركة بمدينة أسيوط ومعاون المدرسة ومسئولي الأمن والحراسة إلى التحقيق على خلفية مصرع التلميذ بالمدرسة اثر سقوطه في بيارة صرف صحي بالمدرسة.
فيما أفاد تقرير الطبيب الشرعي بأسيوط، الذي عاين جثة الطفل محمد صلاح الدين محمد حسانين أن الوفاة جاءت نتيجة إسفكسيا الغرق إثر سقوط الطفل في بالوعة صرف صحي بالمدرسة.
وأشار التقرير إلى عدم وجود إصابات وعدم وجود شبهة جنائية.
