رئيس التحرير: عادل صبري 07:43 مساءً | الجمعة 17 أكتوبر 2025 م | 24 ربيع الثاني 1447 هـ | الـقـاهـره °

الحجيرات.. قرية قناوية تحلم بـ"وعد السيسي" و"قلب رئيس الوزراء"

الحجيرات.. قرية قناوية تحلم بـوعد السيسي وقلب رئيس الوزراء

تقارير

الصعيد

غاب الأمن وانتشر السلاح وباتت "المخدرات" رائجة

الحجيرات.. قرية قناوية تحلم بـ"وعد السيسي" و"قلب رئيس الوزراء"

وليد القناوى 14 أبريل 2016 19:56

ما بين وعودٍ متلاحقة بالتنمية وبين واقع يعتبره معاصروه أليمًا، تستمر مطالب أهالي الصعيد، لا سيَّما محافظة قنا، بأن تنظر الدولة باهتمامٍ إلى مشكلاتهم ومعاناتهم.

 

أحد مشكلات الصعيد، الذي ما يلبث أن يظهر في خطابات الدولة الرسمية غير أنَّ التنفيذ يكون بعيدًا عن أمر الواقع، كما يقول الأهالي، هو الأمن، فيشكو أهالي قرية الحجيرات التي تبعد 14 كيلو مترًا عن مدينة قنا، من غياب الأمن.

 

معاناة الأهالي في القرية تلخصها عبارة "كل اللي عاوزينه من الدولة الأمن والأمان.. نفسنا نشوف عربيات بتمشي في الشوارع".

 

ويعيش أغلب سكان القرية على الزراعة والتجارة، وتنقسم إلى 14 نجعًا، يقطنها ما يقارب من 70 ألف نسمة، يحلمون أن تنظر إليهم الدولة بعين الرحمة بسبب انهيار البنية التحتية، وانتشار من أسموهم "القلة الفاسدة" التي تروج لبيع السلاح والمخدرات، كما يقولون.

 

"مصر العربية" رصدت الأوضاع في القرية، وتحدَّثت مع بعضٍ من سكانها:

 

سلاح ومخدرات

 

من جهته، قال علي فرج الله، من أبناء القرية: "الحجيرات على مدار السنوات الماضية سقطت نهائيًّا من حساب المسؤولين، وأهم ما ننادي به هو وجود الأمن"، متسائلاً: "هل تصبح قرية بهذا العدد السكني بدون تواجد أمني؟"، لافتًا إلى أنَّ نقطة الشرطة الموجودة مغلقة.

 

 

وأضاف فرج الله: "في ظل غياب الأمن من القرية، أصبحت مرتعًا لبعض الأشخاص الذين يسيئون لنا وحولوا سمعتها لقرية الدم والنار، وبلد السلاح والمخدرات.. تمَّ تهميشنا من جميع الخدمات، هل يعقل أن تبعد القرية عن نهر النيل بكيلو ونصف المتر وأهلها يشترون المياه بالجراكن".

 

هجرة النخبة

 

وأوضَّح محمد عبد العال، موظف ومقيم القرية: "القرية أخرجت من بينها المستشارين والضباط والأطباء وجميع الطبقات، لكن مع تردي الوضع الأمني فضَّل البعض منهم الهجرة خارج القرية لكثرة انتشار الخلافات الثأرية وطلقات الرصاص التي لا تنتهي".

 

 

وأضاف: "ناشدنا رجال الأمن مرارًا وتكرارًا بالتواجد وعمل دوريات ثابتة ومتحركة تكون رادعًا لهؤلاء الاشخاص الذي كل همهم في الحياه قتل الأنفس البريئة والتجارة في المخدرات والسلاح لكن دون جدوى".

 

بطاقة شخصية.. دليل معاناة

 

وذكر عبد الرحيم السيد، مقيم بنجع العمدة بالقرية: "إهمال الدولة على مدار السنوات السابقة جعل بعض مواطنيها يخرجون منهم بلا رجعة نظرًا لتردي الخدمات المقدمة.. وأزمة غياب الأمن جعلت الحجيرات لا يدخلها طبيب للوحدة الصحية، والمدرسة يخاف أن يأتيها مدرسون من خارج القرية خوفًا على حياتهم". 

 

وناشد السيد وسائل الإعلام، قائلاً: "عليهم أن ينظروا للقرية بعين الرحمة، لا لاختلاق موضوعات صحفية تثير الفتن".

 

 

وتابع: "وجود عنوان الشخص على بطاقة الرقم القومي بات يمثل خطرًا على حياه أي شخص.. بعض المواطنين حين ينزلون بسيارتهم مدينة قنا يتم توقيفهم في جميع الأكمنة الشرطية بسبب أن محل إقامتهم الحجيرات فأصبحنا وكأننا نمثل خطرًا على الدولة.. حتى المريض لا تستطيع أن تدخل إليه سيارة إسعاف بسبب الموروث والسمعة السيئة.. كل محافظ أو مدير أمن يأتي لمحافظة قنا يتم توصيف له القرية على أنَّها مرتعٌ لتجار السلاح والمخدرات فتهمش نهائيًّا خلال فترة وجوده". 

 

الثأر.. شيء عادي

 

وأوضح محمد عثمان، موظف ومقيم القرية: "فكرة الثأر والعادات والتقاليد الموروثة لدى أبناء القرية لن تتغير إلا من خلال التنمية والاهتمام من قبل الدولة، وذلك من خلال إنشاء مركز للشباب وندوات ثقافية وتوعوية ودينية وفتح أبواب للحوار والنظر للشباب والسعي لتلبية رغباتهم".
 

 

وأضاف: "الدولة تركت الحجيرات فريسة لتجار السلاح والمخدرات منذ عشرات السنين، فضلاً عن الإهمال من قبل التعليم رغمَّ وجود كفاءات تعليمية من جميع فئات المجتمع لكن أغلبهم باع الغالي والنفيس ليتعلم ويحصل على شهادة".

 

 

وتابع: "المدرسة الإعدادية بها ما يزيد عن 2500 طالب منهم مرحلتين صباحي ومسائي ومرحلة تمَّ ضمها لمدرسة أخرى".

 

واستطرد: "توجَّهت منذ سنتين لرئيس مباحث المركز وطلبت منه القبض على أحد المطلوبين أمنيًّا الذى يهدد حياة المواطنين بالقرية إلا أنَّنى فوجئت يقول لي اقبض إنت عليه وسلمه للمركز إنتوا قرية مشاكلكم مع بعض، ومركز دشنا كان به رئيس مباحث منذ 20 عامًا كان يطلق عليه "الشبح" كنا لا نسمع عن شخص يحمل السلاح فى الطرقات أو الأفراح وكان محبوبًا من الأهالي لقضائه على البؤر الإجرامية".

 

الرئيس والوعد

 

ومع شكاوى الأهالي بـ"سوء أوضاعهم"، إلا أنَّ الدولة عادةً ما يطلق مسؤولوها، فأمس الأربعاء قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنَّ تنمية الصعيد على رأس أولوياته، مؤكِّدًا اعتزامه على إقامة مناطق صناعية هناك خلال فترة وجيزة.

 

وأضاف، خلال لقائه مع ممثلي فئات المجتمع في لقاء "الأسرة المصرية"، أنَّه خلال أشهر، سيتم الانتهاء من إنشاء شبكات الصرف الصحي في 50% من قرى الصعيد.

 


"قلب رئيس الوزراء"

 

المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء هو الآخر، قال إنَّ الصعيد في "القلب" وعلى رأس أولويات الحكومة.

 

وأكَّد رئيس الوزراء استمرار خطة الحكومة لاستكمال توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، وبخاصةً في الصعيد، مع الالتزام بضوابط الأمن والسلامة والجدوى الاقتصادية.

 

وأشار إلى أنَّه تمَّ الاتفاق مع وزير الزراعة على توفير الأراضي لبناء المدارس ومراكز الشباب، منوِّهًا إلى أنَّه يتم العمل على تيسير إجراءات تخصيص الأراضي لإقامة المشروعات والمناطق الصناعية.

 

 

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان