رئيس التحرير: عادل صبري 01:01 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مستلزمات المدارس.. من يشتري؟

مستلزمات المدارس.. من يشتري؟

تحقيقات

مستلزمات المدارس _مصر العربية

مع اقتراب الدراسة..

مستلزمات المدارس.. من يشتري؟

نهى النحاس_ إبراهيم أبو جازية 31 أغسطس 2014 16:59

عام دراسي مقبل، قد يختلف على موعد بدءه، لكن لا يختلف أبدًا على مستلزماته، كشاكيل وأقلام، أزياء مدرسية وأحذية، عبء آخر على كاهل المواطن قبيل بدء الدراسة، يمارس البعض طقوسه السنوية بشراء المستلزمات، والبعض الآخر يحاول تخفيف نفقاته ومكافحة الغلاء بالاستغناء، آخرون لا يقربون الأسواق، ولا ينتبهون لبضاعتها، خوفًا من وحش الأسعار.

زيادة بسيطة

في دكان صغير في شارع كلود بيك، بمنطقة العتبة، "عم جرجس"، أحد أصحاب محال الملابس بالمنطقة، جالسًا على مقعده خارج الدكان، منتظرًا "الفرج" ربما يأتي أحدهم و"ينفعه".

"الأسعار زي ما هي من السنة اللي فاتت"، ولكن لا زبائن، فالإقبال ضعيف جدًا هذه الأيام، يقول عم جرجس: "المفروض في الوقت دا من كل سنة الزباين بتكون كتير جدًا والدكان بيبقى مليان على آخره"، يعلل عم جرجس الوضع ويمني نفسه، "مستنيين أول الشهر يمكن الدنيا تمشي والحال يبقى أحسن".
 

في الموسكي، "مصطفى" شاب عشريني يدرس في كلية التجارة، مستثمرًا عطلته الصيفية في العمل، فيقف على "فرشة" لبيع الزي المدرسي في السوق.

مصطفى يرى أنَّ الأسعار لم ترتفع بشكل كبير عن العام الماضي "كل حتة زادت 2 أو 3 جنيه بس مش أكتر"، ولكنه اتفق مع رأى "عم جرجس" في ضعف الإقبال، قائلًا: "مفيش مقارنة أصلاً بين الإقبال السنة دي والسنة اللي فاتت"، وأشار في الوقت ذاته إلى أنه "برغم إن السنة اللي فاتت زي دلوقتي كان في حظر تجوال، بس الإقبال كان أكتر برضو ساعتها".

"غلاء البنزين وقطع الكهربا والمياه كلها حاجات أثرت على البلد والناس" هكذا عبَّر مصطفى عن ركود حالة البيع، مشيرًا إلى أنَّ متوسط سعر القميص يتراوح من 20 جنيهًا إلى 25 جنيهًا، والبنطلون يتراوح سعره من 25 إلى 30 جنيهًا فقط.

بينما أشار سيد مسعود, أحد بائعي الحقائب المدرسية في منطقة الموسكي، إلى عدم زيادةأسعار الحقائب هذا العام, وذلك ردًا على ما تردد أن أسعار مستلزمات المدارس ستزداد 40 %, وأشار إلى أن "سوق الشنط شغّال زي الفُل".

كما عبّر محمد إبراهيم، أحد بائعي الملابس المدرسية، عن استيائه من ضعف الإقبال على الشراء هذا العام مقارنة بالعام السابق، فيقول "الزبون كان بيشتري قميصين وتلاتة دلوقتي بيكتفي بواحد"، هذا على الرغم من مناسبة الأسعار، فسعر القميص يتراوح ما بين 17 و25 جنيهًا، ويصف الحالة قائلاً "السوق كله نايم مش بس الملابس".

أدوات مدرسية

هاني محمد جمال، بائع أدوات مدرسية بمنطقة الفجّالة، أكَّد أنَّ أسعار "الكشاكيل والكراسات" زادت هذا العام عن العام الماضي، ولكن أسعار الأقلام والمساطر ثابتة كالعام الماضي، مشيرًا إلى أنه "في إقبال السنة دي كويس الحمد لله أحسن من السنة اللي فاتت" مرجعًا ذلك إلى وجود استقرار في البلد على عكس العام الماضي حينما فُرض حظر التجوال "السنة اللي فاتت كانت صعبة علينا أوي، وكنا بنقفل الساعة 5 العصر بسبب الحظر، وربنا عوضنا السنة دي".

وأضاف هاني أنَّ موضوع تأجيل المدارس في الجامعات كانت خطوة مفيدة بالنسبة له ولكل الباعة "لأننا كدا هنخلص من شغل طلبة المدارس الأول، ونبقى فاضيين براحتنا لطلبة الجامعات".

وأشار هاني إلى أنَّ أسعار "لفة الكشاكيل 60 ورقة" التي تحتوي على 10 كشاكيل وصل سعرها الآن لمبلغ 13 جنيهًا، بعدما كانت تُباع العام الماضي بسعر 11 جنيهًا فقط، مؤكدًا وجود أسعار أعلى من هذا بكثير، نظرًا لاختلاف خامات الورق.

أمّا حسين يوسف، أحد الباعة, قال إنَّ أسعار الأدوات المدرسية نفسها تقريبًا مقارنة بما سبق "مزادتش زيادة كبيرة", فأسعار دستة أقلام الرصاص تبدأ من 4 جنيه فهي في متناول الزبون, مضيفًا أن أكبر زيادة في الأسعار هي "نصف جنيه".

ويشكو حسين من ركود السوق وضعف الإقبال على الرغم من أن تلك الفترة من كل عام "ماتعرفش تمشي من كتر الناس اللي في الشارع" على حسب قوله, فهو يرى أن السبب وراء ذلك ما تم تداوله من شائعات حول تأجيل العام الدراسي الجديد وتضارب الأقوال في تلك المسألة فضلًا عن الركود العام "بس الناس مضطرة تشتري" لأنه لا أحد يبدأ العام الدراسي الجديد بدون تلك الأدوات.


أما حمادة سيد، بائع أقلام وأدوات مدرسية، قال إنَّ أسعار الأقلام زادت هي الأخرى هذا العام عن العام الماضي، ولكن ليس بنسبة كبيرة "كل الأقلام زادت ربع جنيه أو نصف جنيه"، مؤكدًا ضعف الإقبال على الشراء "الناس تعبانة، وكل حاجة غالية عليهم".

على مستوى المواطنين

"مفيش حاجة رخيصة في البلد كلها أصلًا" هكذا بدأ علي محمد حديثه مع "مصر العربية" مؤكدًا أنَّ "الكشاكيل والكراسات أسعارها ولّعت"، وأضاف "علي" أنه ليست فقط أسعار الأدوات المدرسية هي من ارتفعت، مشيرًا إلى أنَّ أسعار المواصلات زادت على الأولاد، بالإضافة إلى غلاء ملابسهم العادية واحتياجاتهم قائلاً: "كدا المصاريف زادت عليّا أوي".

أمّا السيدة منى محمد، أم لطفلين، أكدت أنها تأتي إلى منطقة الفجّالة لشراء أدوات الأولاد، مرجعةً ذلك إلى "المكتبات اللي جنب البيت بتبقى غالية أوي عن هنا"، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام عن العام الماضي.

"إحنا مش قادرين وتعبنا", هكذا قال محمد سليمان، موظف بإحدى شركات العلاقات العامة والإعلام وأحد أولياء الأمور، أثناء تجوله في منطقة الفجالة لشراء الأدوات المدرسية استعدادًا للعام الدراسي الجديد، فهو يشتكي من أسعار الأدوات المدرسية هذا العام, يقول "إن دستة الأقلام ذات النوع الجيد كانت تكلفه العام الماضي 6 أو 7 جنيه, هذا العام أصبح يتكبد 10 و 15 جنيه".

ويرجع "سليمان" السبب وراء هذا الغلاء إلى غياب الرقابة وغياب الأحزاب والإدارات الحازمة, فهو يصف المشهد السياسي الحالي بإنه "لعب" فهو يفتقر إلى إتخاذ القرارات, ويقول محمد: "ده أنا لسة مستلف 300 جنيه عشان أشتري شوية الكشاكيل دي ولسة لبس المدرسة كمان".

يرى محمد السيد, ولي أمر لطفلين, أنَّ أسعار الأدوات المدرسية هذا العام مرتفعة مقارنة بالعام الماضي, فتصل الزيادة في الأسعار إلى 20 و25% بالنسبة إلى الكشاكيل والكراسات.

وعقب أنه أمام هذه الزيادة في أسعار الأدوات المدرسية فإنه لن يتمكن من تقليل كمية الأدوات التي يشتريها, فهي طلبات ثابتة يطلبها المعلمين من التلاميذ وواجب الالتزام بها.


اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان