يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي في أغلب خطاباته عن التهديدات والتحديات التي تواجه المصريين في الوقت الحالي، فتارة نراه يفصح عن أسماء لمواقع إخبارية وإعلامية، ويتهمها بحياكة مؤامرة على المصريين، يتحدث عن المضربين "إضرابات فئوية"، ويعلن أنه لا يستطيع تلبية مطالبهم، ويتهم آخرين بمحاولة "إيقاع الدولة".
العجز، المؤامرة والإعلام، كلمات تتكرر في خطاباته ولقاءاته مع فئات مختلفة، يتحدث عن المؤسسة العسكرية ويرفض توجيه انتقادات إليها، يرى أن الآراء "المختلفة" قد تؤثر أو تعيق مسيرة التنمية، في الوقت الذي يعاني فيه المصريون من حالة اقتصادية طاحنة، تؤثر حتى على قدرتهم في توفير أغلبهم لاحتياجاته الأساسية، فهل الرئيس موفق فيما يطرحه في خطاباته؟
الأولويات
يقول أيمن الصياد، المحلل الإعلامي، إن الأولويات التي يطرحها الرئيس خلال خطاباته ولقاءاته المفتوحة من اقتصاد وغيره، وهي مواضيع مهمة بحسب قوله، "لكنه لا يطرح سوى رأيه فقط، المشكلة تكون عندما يعتقد أحد أنه وحده صاحب القرار"، موضحًا "الفيصل أن يكون هناك تعدد آراء حول المشاكل المختلفة التي تواجه البلاد".
ويشرح الصيّاد أن التحدي الذي يواجه الرئيس حاليًا هي ايجاد آلية سليمة تضمن سلامة القرارات التي تؤخذ من قبل الدولة في هذه المرحلة الحرجة.
ويتابع الصياد، متحدثّا عما يجب أن تهتم الدولة والرئيس المصري به "طالما لا يوجد مجلس نيابي فلا توجد دولة، هناك بعض الأساسيات التي إن قامت تقوم دولة ديموقراطية، وعدم وجودها يسبب مشكلة، منها تداول الآراء وتعدد صناع القرار والتوازن الحقيقي بين السلطات، وأخيرًا المحاسبة والمساءلة".
ورأت الدكتورة إيناس أبو يوسف، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه على الرغم من وجوب الانتباه إلى المؤامرة التي تحاك على مصر، ونرى، بحسب قولها، دلائل عليها، على الحدود المصرية الليبية والأوضاع الأمنية في غزة، إلا أنها لا تحبذ فكرة وضع " نظرية المؤامرة" على مائدة خطاب الرئيس.
وقالت أبو يوسف "بعض المشاكل والقضايا التي يطرحها السيسي في طريقه فعلاً للحل، والآخر مازال يحتاج وقتًا طويلاً".
ويرى الدكتور يسري الغرباوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس يحمل المجتمع في خطاباته دائمًا مسؤولية المشاكل التي تعاني منها مصر "وهو شيء إيجابي"، ومؤكدّا أن الرئيس وحده من حقه ترتيب أولويات الدولة المصرية.
المؤامرة البطل
ويضيف الدكتور يسري الغرباوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن عمل الرئيس السيسي سابقًا كرئيس للمخابرات الحربية جعل أولوياته تتعلق أكثر بالأمن القومي من غيرها من المشاكل المعتادة والتي تهم المواطن العادي من ماء وكهرباء وخلافه.
ويتابع الغرباوي، مؤيدًا طرح فكرة "المؤامرة" في خطابات الرئيس السيسي خاصة فيما يتعلق بطرح فكرة حروب الجيل الرابع مع الإعلاميين، فيجب مراعاة أنه كان رئيس جهاز المخابرات الحربية سابقًا، وهدفه الأساسي هو الأمن القومي.
وعن انتقاص البعض لأخذ فكرة المؤامرة جزء كبير من مساحة أحاديث الرئيس، قال الغرباوي أن "الدولة لا تدار بالقطعة، بل بخطة استراتيجية محكمة تراعي جميع المشاكل التي تعانيها الدولة".
لكن الدكتور عمرو سنبل، المحلل السياسي، اختلف مع الفكرة قائلاً إن طرح المؤامرة، التي تحتل المركز الأول في خطاباته سيسبب بالتأكيد تراجع شعبية الرئيس" مشيرًا إلى أن "الناس عايزة تسمع كلام عن مشاكلها اليومية".
وأكد سنبل أن الرئيس في معظم خطاباته ولقاءاته الإعلامية يستخدم لغة ويختار موضوعات "ليست للشعب المصري ولا تهمّه"، مضيفًا "معاناة الشعب واحتياجاته اليومية أكبر من انتظار 3 سنوات لحلها".
وأشار سنبل أن الإعلام هو من يجب عليه الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضد البلاد وليس خطابات الرئيس، واصفًا المشروعات القومية التي يطرحها السيسي، مثل مشروع قناة السويس والجديدة ومشروع الطرق، بالمشروعات العبقرية، إلا أن تأثيرها بعيد المدى.
واقترح سنبل أن يتحدث الرئيس أكثر عن مشاكل الحياة اليومية التي يعاني منها المصريون أولاً وطرح حلول لها، قبل طرح المشاريع القومية.
اقرأ أيضا:
في خطابه بذكرى 30 يونيو.. السيسي يعد باللاجديد
خبراء: الدعم والضرائب كلمة السر لمواجهة العجز
فيديو..السيسي: البلد لا تتحمل أي مطالب فئوية
الخميس ... السيسي يلقي كلمة بافتتاحية قمة الاتحاد الإفريقي
خبراء: تحية السيسي خالفت التقاليد العسكرية