تحت الإنشاء".. عبارة كرهها المواطن المصري بعد أن باتت وسيلة حكومية لتسكينه بينما تغط أجهزتها في نوم عميق، فيكفي أن يرى المواطن هذه اللافتة على أي مشروع خدمي ليعرف أنه لن يتم إنشاؤه، أو على الأقل سينشأ "بشق الأنفس".
في معظم الأحيان تصل مدة انتظار المشروع إلى 4 سنوات، لكن مستشفى "قروي الشغب" التابعة لمدينة "إسنا" بمحافظة الأقصر دخلت عامها الرابع عشر حتى الآن وهي "تحت الإنشاء"، مما أدلة لتفاقم معاناة المواطنين في هذه القرية الذين لا يجدون أي مأوى طبي لهم سوى على بعد عدة كيلومترات يقطعونها نهارا في ظل حر الصعيد القائظ أو ليلا في زمهريره.
يقول سيد عبد العظيم، مواطن بناحية الشغب: "تعود قصة تلك المستشفى إلى عام 2000، حين صدر قرار تأسيسها على أن يبدأ تنفيذ المشروع فى أول يناير وينتهي في ديسمبر من نفس العام، إلا أن المقاول الذي أُسند إليه المشروع لم ينته منه حتى الآن، لتظل تلك المستشفى رسميًا تحت الإنشاء لمدة 14عامًا".
وأضاف أن المستشفي تتكون في الوقت الحالي من مجرد أسوار تحيط بحوائط خراسانية ناقصة البناء، بها فناء واسع ذو أرض متدحرجة تكسوها مخلفات البناء، ويتوسط الفناء بناية خاوية لم يكتمل تشطيبها، وكل هذا عليه باب حديدي مغلق بقفل.
وأشار إلى أن معاناة أهالي القرية الذين يضطرون للسفر بمرضاهم إلى مستشفيات أخرى تبعد عشرات الكيلو مترات في إسنا والبياضية، لتلقي حقهم في الخدمات الصحية.
وأكمل مختار أحمد – أحد أهالي الشغب – أنه من غير المعقول أن يكون هناك مبنى تابع لوزارة الصحة ومساحته 5000 مترًا ومكون من ثلاثة طوابق غير جاهز للتسليم للوزارة طوال تلك السنوات، بحجة أن المقاول لم يفرغ منه بعد.
ويضيف محمد إلى "لامبالاة المسؤولين تجاه مشكلة المستشفى"، على الرغم استغاثات الأهالي مع كالمحافظ ووزير وحكومة جديدة.
من جانبه قال محمد أبو حسوب، رئيس مجلس مدينة إسنا، إنه تم طرح المستشفى في الجداول المالية أكثر من مرة، ورغم ذلك ظل المشروع متوقفًا، إضافة إلى أن الصحة لم تتخذ موقفًا حاسمًا مع مقاول البناء.
وأضاف أن أرضية المستشفى غير مطابقة للمواصفات القياسية، وأبوابها متآكلة نتيجة انتشار القردة المعروف باسم "النمل الأبيض"، كما إن أسلاك الكهرباء بها غير صالحة ويجب تغييرها، واختتم حديثه بأنه "لابد من اتخاذ الصحة موقفاً حازماً من المستشفى"، مستنكرًا التجاهل الشديد لها طوال تلك السنوات.
اقرأ أيضا: