رئيس التحرير: عادل صبري 06:10 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أم متهم بالجاسوسية: ابني بلغ عن محاولات تجنيده.. فاتهموه بالتخابر

أم متهم بالجاسوسية: ابني بلغ عن محاولات تجنيده.. فاتهموه بالتخابر

تحقيقات

مدام ليلى، والدة المهندس محمد صابر المتهم بالجاسوسية

أم متهم بالجاسوسية: ابني بلغ عن محاولات تجنيده.. فاتهموه بالتخابر

مصعب صلاح 24 أغسطس 2014 15:46

في عروس الصعيد المنيا، وعلى بعد 250 كيلو مترًا من القاهرة، أسرة تغيرت حياتها لتتحول لجحيم، أب لا يغادر فراش المرض، وأم تقضي أوقاتها بين القاهرة والمنيا للاطمئنان على ابنها وزوجها، وأحفاد تشردوا يبتعدون عن أعين الناظرين تجنبًا للإشفاق والاتهام.

 الحكاية بدأت عام 2007 حينما اعتقلت قوات الأمن محمد سيد صابر، المهندس بهيئة الطاقة الذرية، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وتسريب معلومات سرية، والتي على أثرها حُكم بالمؤبد من محكمة أمن الدولة العليا غير قابل للطعن.

"مصر العربية" التقت بأم المهندس محمد صابر، المحبوس بسجن وادي النطرون لمعرفة ملابسات القضية والأحداث السابقة والتالية للاعتقال وحالته في معتقله وتعيشها الأسرة في المنيا.

مدام ليلى

في بيت صغير بمنطقة أرض سلطان بالمنيا، تعيش أسرة المهندس محمد صابر، تحكي لنا أمه ليلى زناتي خليفة عن سبب القبض عليه ومشاكلها مع نيابة ومحكمة أمن الدولة وحالة ابنها في سجنه.

تقول مدام ليلى: حصل ابني على ماجستير في الطاقة الذرية وطلب الالتحاق في 3 جامعات، واحدة في كندا والثانية في بكين وثالثة في إيطاليا للحصول على شهادة الدكتوراه بسبب تعنت سمير شاهين، دكتور بجامعة القاهرة، ورفضه مناقشة رسالته حتى طلب ابنها تغيير المشرف على الرسالة، وسافر للعمل بجامعة الرياض كمدرس مساعد تمهيدًا للسفر لجامعة أخرى.

بعدها تلقى المهندس محمد صابر شهادة القبول من جامعة بكين وأرسلوا له تذكرة السفر من أجل المقابلة الشخصية، وقبلوه للالتحاق بجامعة بكين، وهناك التقى بأساتذة بالجامعة قالوا لها أنه لن يعمل هناك ولكن سيكون "الراجل الأول بتاعهم" في مصر وللعمل في هيئة أنشاص الذرية، والتي سبق وتركها عام 2000 والتحق بهيئة الأمان النووي في مدينة نصر، وطلبوا منه معلومات عن الأنشطة الذرية والنووية في مصر.

عاد بعدها المهندس محمد إلى السعودية والتقى بالدكتور أحمد بهاء في السفارة المصرية ليقص عليه ما حدث، فطلب منه كتابة بلاغ عن الواقعة، وبالفعل كتب بلاغًا من 31 صفحة، وكما تقول مدام ليلى، أنه تم إخفاء هذا البلاغ عمدًا حتى تُلصق التهمة بابنها.

التهمة: جاسوس

"السفارة ليه تظلم ابني؟" تصرخ مدام ليلى، فالسفارة الأردنية وقفت بجانب بشار إبراهيم، الجاسوس الأردني، ليحصل على 10 سنوات فقط، ولم تساعد السفارة المصرية ابنها، بل وأخفت البلاغ الذي تقدم به، متسائلة "هي ايه المعايير اللي بيحكموا بيها؟ ولا فيه خيار وفقوس؟" حيث ان علماء الذرة في مصر إما خارج البلاد أو مدانين بالتجسس.

وتتابع ليلى، عندما وصل المهندس محمد للقاهرة، ذهب لمقر أمن الدولة وبلغ بالحادث، فطلبوا منه حضور لقاء آخر ليتنسى لهم معرفة تفاصيل أكثر عن طلباتهم، وعقب عودته للمطار أُلقي القبض عليه وانتقلوا لمنزله بعد ذلك وفتشوه وجمعوا بعض الأوراق، بحسب مدام ليلى، خاصة بورق الماجستير، وأوراق أخرى من سلة القمامة، ثم غادر محمد مع رجال الشرطة، الذين وعدوه بتركه بعد ساعتين وانهاء التحقيق، ليختفي ولا تعرف عنه الأسرة شيء لمدة 69 يوم، لتفاجئ الأسرة بعدها باتهامه بالتخابر لصالح إسرائيل.

شنطة اللاب توب

وتكمل مدام ليلى، حينما كان المهندس محمد صابر في الصين، شحن جهاز لاب توب اشتراه من حسابه الشخصي إلى مصر، وبعد فحصه في المطار لمدة أسبوع، أخذته زوجة المهندس بعد دفع مبلغ 1300 جنيه وعادت به للمنزل.

وحينما داهمت قوات الأمن الشقة بعدها، حصلت على شنطة اللاب توب والفاتورة التي تثبت دفع مبلغ الرسوم، وذكرت المحكمة أنها وجدت بداخل جهاز اللاب توب معلومات سرية.

وتتساءل مدام ليلى، لو أن جهاز اللاب توب به معلومات سرية لماذا لم يتحفظ عليه في المطار؟ ولو أنهم لم يلاحظوها في المطار "يبقى أجهزة المطار فلصوا" أو وُضعت المعلومات داخل اللاب توب في المطار وتركوها تعود للمنزل "عشان يلبسوا ابني قضية".

طاهر الخولي

رئيس نيابة أمن الدولة والذي وعد المهندس محمد صابر، بحسب كلام والدته، باعتباره شاهد ملك في القضية، فهو الذي حصل على معلومات محاولة تجنيده وطلب منه مسايرة أفراد الموساد في بكين، وبعد ذلك قُبض عليه بتهمة التخابر وأنكر اتفاقه في المحكمة، ووجهت أم محمد صابر رسالة له قائلة "انت ظلمت ابني وخربت بيته وضيعت مستقبل عياله".

وتتابع مدام ليلى: حاولنا نقض حكم المؤبد ولكن لا يوجد نقض في محكمة أمن الدولة، وحينما تساءلت عن السبب أجابها طاهر الخولي بقوله "أنت يائسة ليه، لما الحكم يتغير ابنك هياخد براءة" وعلى الرغم من تغير الحكم عدة مرات إلا أن القضية ما زالت على حالها.

النظام الفاسد

وتستنكر مدام ليلى، اتهام ابنها بالجاسوسية، حيث رأت أن حكم المؤبد "سياسي" فحسني مبارك، الرئيس المخلوع، باع الغاز لإسرائيل وسرق أموال الشعب، ومع ذلك حصل على البراءة في حين أن ابنها، الذي لم يتعامل مع إسرائيل، محكوم عليه بالمؤبد.

وتتابع مدام ليلى: لو أن ابني جاسوس، لكانت أجهزة الأمن تركته يدخل مبني هيئة الطاقة الذرية وتعتقله أثناء سرقة الأوراق والمستندات، ولكانت أحضرت أدلة تثبت إرسال هذه المعلومات لإسرائيل، ولكن المحكمة حاكمته على رأي شخصي حينما قال إن التعليم في تل أبيب أفضل من مصر.

وبصوت مبحوح اختلط فيه الغضب بالبكاء، قالت مدام ليلى، إن ابنها تعرض للظلم من رئيس نيابة أمن الدولة، ورئيس المحكمة محمد رضا شوكت والمحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي، والنائب العام الأسبق عبد المجيد محمود، متهمًة إياهم "بطبخ التهمة" لابني ظلم.

اقرأ أيضًا:-

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان