رئيس التحرير: عادل صبري 01:03 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عم أحمد .. نوبي طارده التهجير والفقر والمرض

عم أحمد .. نوبي طارده التهجير والفقر والمرض

تحقيقات

عم أحمد النوبي

عم أحمد .. نوبي طارده التهجير والفقر والمرض

إبراهيم أبو جازية 12 يوليو 2014 15:28

أحمد توفيق نصر عوض الله، هو الاسم الكامل لـ "عم أحمد النوبي"، أحد أبناء النوبة الذين تم تهجيرهم مع عائلاتهم أثناء بناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي، وعَدَهم الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بإمدادهم بشقق سكنية مقابل تهجيرهم، ولكنها "عصافير على الشجرة وطارت".

 

يحكي "عم أحمد" عن معاناته مع أسرته منذ أن تم تهجيرهم من النوبة، حيث جاء والده إلى القاهرة لكي يعمل حارس عقار، لحين انتهاء إجراءات انتظار الشقة الموعودة، طال انتظارهم مع تسويف الحكومة، حتى استقروا في العمل.


 

توفي والد "عم أحمد" وتركه وحيدًا مع زوجته، استكمل الابن مسيرة الأب وظل يعمل حارسًا لمستشفى "الكاتب" بالدقي آنذاك طوال 21 عامًا، ظل خلالها يقبض 246 جنيه فقط شهريًا، قبل أن يقرر صاحبها- فجأة- أن يبيع المستشفى بمبلغ 22 مليون جنيه، تاركًا "عم أحمد" بلا مأوى ولا عمل ولا حتى تعويض أو مكافأة لنهاية الخدمة مما دفع ابن النوبة لرفع قضية على صاحب المستشفى، ولكن صاحب المستشفى دافع عن نفسه بأن كان يترك "عم أحمد" يبيت مع أسرته في المستشفى، وهو ما يعني سكنا مجانيا، مما كان سبباً رئيسيًا لخسارة "عم أحمد" قضيته.

ظل الرجل النوبي في الشارع يبحث عن عمل، ولكنه لم يجد، فاتجه لتجديد طلب الحصول على الشقة التي وعده إياها الرئيس "عبد الناصر" منذ أكثر من ثلاثة عقود.

 

"عم أحمد" الذي شارك في القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، حيث كان يعمل مترجمًا عن اللهجة النوبية وهي "أحد أسباب نصر أكتوبر" على حد تعبيره، كما حصل على شهادة "قدوة حسنة" من القوات المسلحة في نهاية خدمته.

 


لم يترك ابن النوبة فرصة للحصول على شقة إلا سعى إليها، فهو الآن يسكن في غرقة قديمة في فندق قديم في منطقة العتبة بأجرة 25 جنيه يوميًا، قدّم عدة طلبات إلى رئاسة الوزراء، والرد الرسمي لهذه الطلبات دائمًا "لمّا نبني وحدات سكنية ابقي تعالا"، فبالرغم من بناء عدة وحدات سكنية في عدة مناطق جديدة مثل حلوان، إلا أنه حتى الآن لم يحصل على شقة ليسكن فيها إلى جوار أولاده، الذين يسكنون عند جدتهم لضيق الغرفة التي يسكن بها "عم أحمد".

 

 

وبسؤاله عن كيفية تدبير قوت يومه، أكد أنه يخرج يوميًا للتسول للحصول على أي مبلغ من المال لسد ديونه لدى الفندق، حيث بلغت هذه الديون أكثر من 2000 جنيه، وختم "عم أحمد" حديثه قائلًا: "فين العدالة الاجتماعية! أنا عايز حقي، الوزرا اللي جيهم دول مش راضيين يساعدوا حد".

 

 

اقرأ أيضًا:

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان