رئيس التحرير: عادل صبري 07:54 مساءً | الأحد 11 مايو 2025 م | 13 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

تمرد.. الانشقاقات عصفت بها وقلصت دورها

تمرد.. الانشقاقات عصفت بها وقلصت دورها

تحقيقات

مؤسسو حركة تمرد

عقب نجاحها في عزل مرسي..

تمرد.. الانشقاقات عصفت بها وقلصت دورها

أحلام حسنين - آية فتحي 01 يوليو 2014 16:50

على مقهى صغير بوسط البلد، جلس مجموعة من الأصدقاء يتحدثون، يفكرون كيف يمكنهم إسقاط النظام، فصاح أحدهم: “تمرد”، ومن هنا كانت بداية حملة “تمرد”، الورقة التي عزلت الرئيس محمد مرسي.

البداية

"علشان الأمن لسه مرجعش، علشان حق الشهداء لسه مجاش، علشان مفيش كرامة ليا ولبلدى، علشان الاقتصاد انهار وبقى قايم على الشحاتة، علشان تابع لأمريكا، مش عايزينك"، بهذه كلمات انطلقت حملة “تمرد” في الأول من مايو العام الماضي، ليلتف حولها 22 مليون مواطن ليسحبوا الثقة من الرئيس.

 

"محمود بدر، حسن شاهين، محمد عبد العزيز"، قادة حركة “تمرد”، اصطفوا خلف المشير – وقتها - عبد الفتاح السيسي، وهو يلقي خطاب 3 يوليو 2013، الذي أعلن فيه عزل الرئيس محمد مرسي، لكن عقب عام من الخطاب تفرق كل منهم في اتجاه مختلف.

 

تفرق القادة

ألقت الأحداث التي شهدتها البلاد عقب 30 يونيو بظلالها على أعضاء حركة “تمرد”، ما بين خلافات وانقسامات تفرق أعصاء حملة “تمرد”، خاصة مع بدء معركة الانتخابات الرئاسية، فـ حسن شاهين ومحمد عبد العزيز، قررا دعم المرشح السابق، حمدين صباحي، وهو ما خالفهم فيه محمود بدر، داعمًا المشير عبد الفتاح السيسي، وفي السابع من فبراير، عقدت الجمعية العمومية للحملة، وأعلنت تجميد عضوية أعضائها المؤيدين لحمدين صباحي.

 

وتراشقت الاتهامات فيما بينهم، فـ أحمد بديع، أحد مؤسسي الحركة، اتهم كلاً من محمد عبد العزيز ومي وهبة، القياديين بالحركة، أنهما على اتصال بحسين سالم، رجل الأعمال الهارب، فضلاً عن اتهامه لحسن شاهين، بحرق المقر الرئيسي للحركة، وأنهم يسعون لدخول البرلمان لتحقيق مكاسب شخصية، كانت تلك الاتهامات القشة التي قسمت ظهر الحركة.

 

"تصحيح المسار"، كان تلك الحركة هي خروج للأعضاء المنسحبين عن صمتهم في نوفمبر 2013، اعتراضًا على المسار الذي سلكته “تمرد”، وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا أعلنوا فيه رفضهم تحويل الحملة إلى حركة، مقررين تحويل 7 من مؤسسي “تمرد” إلى التحقيق، وعلى رأسهم محمود بدر ومحمد عبد العزيز ومي وهبة.

 

اختفاء “تمرد”

"مابقاش فيه حاجة اسمها “تمرد”، لأننا أسسناها علشان غرض معين، والغرض انتهى وأسقطنا مرسي"، هكذا يرى محمود السقا، أحد مؤسسي الحملة، الوضع الآن، مؤكدًا أنه لا وجود للحركة عقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي.

 

وأضاف السقا، أن قيادات “تمرد” المتحدثين في الفترة الحالية يستثمرون جهودهم لصالح الدولة، متناسين الشعب والشباب، على حد قوله، وتابع: "المتحدثون الآن يردون الفضل لناس غير أصحاب الفضل الرئيسيين وهم فلول مبارك".

 

مكاسب شخصية

“تمرد” تمزقت، واختفى أعضاؤها، وضربت الانشقاقات صفها"، هكذا يقول محمد فوزى، القيادي المنشق عن حركة “تمرد” ومؤسس حركة "تمرد 2"، وأرجع ذلك إلى سعي الكثير إلى تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الفكرة التي قامت من أجلها “تمرد”، على حد قوله.

 

وأوضح فوزي، أن رموز “تمرد” انشقوا إلى أربع جهات، الأولى عندما طلب الرئيس السيسي تفويضًا لمواجهة الإرهاب، والثانية عندما رأى حسن شاهين ومحمد عبد العزيز مصلحتهما مع حمدين صباحي، بحسب قوله، وجبهة محب دوس، وجبهة محمود بدر التي تسعى لتأسيس حزب سياسي، يكون غطاء للحزب الوطني المنحل، حسب تعبيره.

 

حزب “تمرد”

مؤخرًا أعلنت حركة “تمرد” اعتزامها تأسيس حزب سياسي جديد أطلقت عليه اسم "الحركة الشعبية العربية"، وقالت الحركة في بيان لها، إنها ستقدم خلال الأيام المقبلة وثيقة سياسية تحمل في مضمونها مبادئ ثورة يوليو.

 

فكرة وانتهت

 أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، يرى أن الوضع الذي وصلت له حركة “تمرد” وضع مؤسف، فبعد الإنجاز الذي حققته في ثورة 30 يونيو، كان من المأمول أن تستمر كحركة ثورية وتحافظ على تماسكها وتطور من نشاطها، قائلاً: "للأسف الانقسامات ضربت “تمرد” قبل المعركة الرئاسية، فكان هناك بوادر انشقاقات وتعمق الشرخ وظهر بوضوح في الانتخابات الرئاسية".

 

وفسر شعبان سبب اختفاء رموز “تمرد” على الساحة السياسية قائلاً: "حركة “تمرد” مثلها مثل كفاية، تسمى في علوم السياسية بحركات سياسية، وتلك الحركات مرهونة بدورها السياسي، عندما ينتهي تتقلص".

 

واستنكر شعبان، اتجاه “تمرد” لتأسيس حزب سياسي، قائلاً: "الحزب السياسي تأسيسه صعب، يقوم على فكرة المدافعة عن فئات اجتماعية محددة، والسؤال الذي يطرح نفسه: “تمرد” هتدافع عن مين؟ وخصوصا إنها مطرحتش أي مهمات جديدة من الممكن أن تكون أساسًا لحزب".

 

وأوضح عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن اختفاء الكثير من رموز حركة “تمرد”، أمر طبيعي؛ لأنه بعد أن حققت الحركة هدفها بعزل الإخوان، من حق كل عضو في ممارسة الحياة السياسية بالطريقة المناسبة له، قائلاً: "ما يجري بـ”تمرد” من انقسامات واختلافات في المرشح الرئاسي، والتحالفات البرلمانية أمر طبيعي يحدث في أي حركة سياسية".

 

"انقسموا لسعيهم وراء أهدافهم الشخصية"، هكذا أجاب محمد عطية، عضو المكتب السياسي بتكتل القوى الثورية، عن سؤال أين قيادات حركة “تمرد” الآن؟ مضيفًا أن “تمرد” كانت مجرد فكرة التف حولها الشعب وأسقط النظام، وعقب عزل مرسي تفتت مؤسسيها لاختلاف أيديولوجيتهم السياسية، ومصالحهم الشخصية، معربًا عن رفضه أن تتحول “تمرد” لحزب سياسي.

 

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان