رئيس التحرير: عادل صبري 01:09 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو..أكاديمي كفيف: عيون الإعلام لا تبصر المعاقين

بالفيديو..أكاديمي كفيف: عيون الإعلام لا تبصر المعاقين

تحقيقات

إبراهيم حلمي محمود عمارة

بالفيديو..أكاديمي كفيف: عيون الإعلام لا تبصر المعاقين

مصعب صلاح 23 يونيو 2014 20:02

يسير في طرقات غير ممهدة ـ متكئًا على عصا بالكاد تحمل جسده الضئيل، يرفض مساعدة الآخرين، فمن قال إنه عاجز أو محتاج، يتجاهل صوت ضحكات رفاقه عليه وسخريته من عصاه، يتجه إلى مدرسته ويصر على حضور طابور الصباح كرفاقه رافضًا المعاملة الخاصة.

طفلٌ فقد نعمة البصر منذ ولادته، لم تكن مشكلته وعورة الطرق ولا سخرية الأطفال، بل في عدم القدرة على التعلم، أصر على تعليم لغة "برايل" حتى لا يحتاج من يقرأ له أو يكتب.


لم يكن يؤلمه أكثر من تهكم الإعلام على ذوي الإعاقة، فدرس بجد حتى التحق بكلية الآداب قسم الإعلام ليبدأ رحلته في صناعة إعلام لذوي الإعاقة يشعر بهم ويعبر عنهم.

إعلام الإعاقة
إبراهيم حلمي محمود عمارة، الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة طنطا، سخر كل وقته ومجهوده في صناعة إعلام يهتم بالمكفوفين وذوي الإعاقة، حتى أن الماجستير الخاص به دار حول العوامل المؤثرة في إنتاج صحافة المكفوفين في مصر، كما يخطط لأن تكون الدكتوراه الخاصة به حول إنتاج صحف خاصة بالمكفوفين تتميز بيسر القراءة والاستخدام.


إبراهيم عمارة، حرص على حضور المؤتمرات الخاصة بذوي الإعاقة والمكفوفين، بهدف تغيير الصورة النمطية التي يصدرها الإعلام حول المكفوفين وإيهام الجميع بعجزهم، فوسائل الإعلام الموجهة للمكفوفين، لا تتحدث عن حقيقة المشاكل الحياتية للكفيف ولا تشعر به.


يرى أن الإعلام يستخدم صفات ذوي الإعاقة كدلالة على فشل أو عجز السلطة، فيقول الإعلاميون "حكومة عرجاء"، "قرار أعمى" وغيرها من التشبيهات التي تؤثر على نفسية ذوي الإعاقة.
 

ذوو إعاقة

إبراهيم يرفض الأسماء المختلفة لذوي الإعاقة، من ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي القدرات الخاصة أو المعاقين، فكل إنسان لديه مشكلة ما يعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، الشخص السمين غير القادر على الجري من ذوي الاحتياجات الخاصة، "ولو الناس عاوزة اسم يعبر عنا يبقى لازم يسألونا، احنا أصحاب المشكلة".

 بدأ إبراهيم مشواره، كافح ونجح متجاهلاً عقبات إعاقته ورفض المجتمع له، وما زال لديه الكثير ليقدمه حتى يستطيع أن يثبت للعالم أن الكفيف إنسان لا يختلف عن المبصرين، ولا يجب التعامل معه بشكل خاص، فهو قادر على النجاح أو الفشل مثله مثل أي إنسان عادي، فــ"طه حسين نجح لأنه طه حسين مش لأنه كفيف".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان