رئيس التحرير: عادل صبري 01:36 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مخرج "عيون الحرية": الداخلية انتقمت فى "محمد محمود"

مخرج عيون الحرية: الداخلية انتقمت فى محمد محمود

تحقيقات

مخرج عيون الحرية

طالب بمحاكمة المجلس العسكري..

مخرج "عيون الحرية": الداخلية انتقمت فى "محمد محمود"

دعوة القوات المسلحة للتظاهر هذا العام استهانة بدماء الشهداء

نادية أبوالعينين 20 نوفمبر 2013 17:15

وسط قنابل الغاز المسيلة للدموع التى لم تنقطع لحظة واحدة، وطلقات الخرطوش تستهدف العيون خاصة، ورصاص حى يختار شهداءه، بدأ أحمد صلاح سوني تصوير فيلم "عيون الحرية شارع الموت"، أول فيلم وثائقي عن أحداث محمد محمود كاملة.

 

خمسون دقيقة تلخص ملحمة كاملة استمرت داخل شارع محمد محمود الهادئ دائماً، والذى تحول هذه المرة إلى اشتباكات دامية استمرت لمدة خمسة أيام متتالية سقط فيها ما يزيد عن خمسة وأربعين قتيلاً، وما يزيد عن ألف مصاب.

 

"حقوق الإنسان" التى قامت من أجلها الثورة، تلك كانت الفكرة الأساسية وراء الفيلم، والتى يرى أحمد صلاح سونى، مخرج الفيلم، فى حديثه إلى "مصر العربية" أن حقوق الإنسان ما زالت ضائعة، وحتى الآن لم يحدث القصاص.

 

يقول سونى، إنه حاول من خلال الفيلم توصيل فكرة القصاص إلى المشاهد، ونفى فكرة أن الحصول على تعويضات تعد قصاصاً للشهداء.

 

يجيب الفيلم عن عدد من الأسئلة وردًا على الهجوم الذى تعرض له المتظاهرون داخل الوقت، والتى كان أهمها سبب وجودهم أمام وزارة الداخلية.

 

 ويوضح سونى، أنه حاول أن يوصل للمشاهد حقيقة الأمر، وأن المتواجدين فى الشارع كان من أجل حماية المعتصمين فى الميدان، وأن شارع محمد محمود يبعد عن وزارة الداخلية بمسافة كبيرة.

 

يتذكر سونى ما كان يقع فى تلك الفترة، قائلا: "كل الأوقات التى كانت تحدث فيها الهدنة بين الداخلية والمتظاهرين، كان يتراجع الثوار إلى بداية شارع محمد محمود، مما يدفع الداخلية إلى التقدم وإطلاق الغاز داخل الميدان، المشكلة ليست وزارة الداخلية أو شارع محمد محمود، ولكنها كانت مشكلة نظام كامل يريد منع فكرة التظاهرات ومحوها، الداخلية كانت بتضرب بغل فى الثوار كنوع من الانتقام مما حدث لهم فى 25 يناير".

 


حالات إنسانية

 

يشير سونى إلى محاولته التركيز على عدد من الحالات الإنسانية فى فيلمه، منها المتظاهر القعيد على كرسى متحرك داخل الاشتباكات، ومصاب "28 يناير" التى بترت ساقه اليسرى وشارك فى الاشتباكات بـ"عكاز"، مؤكدًا أن دور المرأة فى محمد محمود، كان عظيمًا للغاية، قائلا: فى كثير من الأحيان كان يخلو الشارع من المتظاهرين ويبقى عدد من البنات فى الصفوف الأولى يهتفون لنا "الجدع جدع والجبان جبان وأنت يا جدع حتموت فى الميدان"، لنبدأ فى التقدم مرة أخرى.


 
وتابع قائلاً: "كان هناك سيدة ابنها مفقود فى شارع محمد محمود لمدة يومين، وعند رؤيتها كم الإصابات الموجودة ذهبت للمساعدة فى المستشفى الميدانى، لتقول "ابنى ربنا يتولاه".

 

المتهمون

 

لم يتناول الفيلم الأحداث فقط، لكنه ألقى الضوء على المسئولين فى تلك الأحداث، فيقول سونى إن جماعة الإخوان قامت بإزالة الخيم من ميدان التحرير فى الثامن عشر من نوفمبر، وحاولوا منع المتظاهرين من دخول الشارع، مستنكرا ذلك "يعنى تخلوا عن الناس ومنعوهم فى بعض الأحيان يدخلوا ينقذوا المصابين داخل الشارع، مما أدى إلى حدوث بعض الاشتباكات معهم فى الميدان.

 

وكذلك المجلس العسكرى الذى كان يتولى السلطة فى ذلك الوقت، قائلا: "المجلس العسكرى مدان، بعد 5 أيام من الاشتباكات، قام بإرسال مدرعات الجيش والجنود بكمامات الحرب الكيماوية لبناء السور، ذلك الحل الذى لجأ إليه فى حل كل المواقف، لو لم يكن مدانًا كان يجب أن يحاول منع الاشتباكات منذ اليوم الأول، أرفض تنحية المجلس العسكرى عن المسئولية جانباً ويجب محاكمته".
 


أشرس معارك الثورة

 

يرى سونى أن أحداث شارع محمد محمود كانت أشرس معارك الثورة وما زالت، والتى اشتدت بإلقاء الجثث فى القمامة، ذلك المشهد الأبرز فى الأحداث، موضحا أن الفيلم يحتوى على مشهد لعسكرى من الشرطة يقوم بضرب جثة عقب موتها، ليأتي عسكرى من الجيش لسحب العصا منه، قائلا: "توقعنا أنه يقوم بمنعه من الضرب، لكنه قام بإكمال الضرب والاعتداء عليه دون مراعاة لحرمة الموتى".

 

ويوضح سونى أنه منذ 25 يناير تعود المتظاهرون على الاشتباكات والتعرض للغاز المسيل للدموع، لكن الغاز المستخدم فى هذه الاشتباكات أثر بشكل كبير على المتظاهرين بالإغماء والاختناقات.

 

 ويقول سونى إن تعامل الأمن كان شرسًا للغاية على الرغم من المبادرات التى تمت لوقت الضرب، كان الضرب يتوقف فقط لمجرد تغيير الوردية، ليبدأ مرة أخرى عقبها، رغم إشارة الضباط بوقف الضرب.
 


مشاهد من الفيلم

 

يركز الفيلم على عدد من مشاهد الإصابات التى حدثت، والتى يروى سونى تفاصيلها قائلا: "هناك أحد المصابين، علي، الذى فقد عينه اليسرى لمجرد رؤيته أحد المتظاهرين الذى سقط وذهب لسحبه فأصيب بخرطوشة وعجز كلى فى عينه اليسرى، هناك من تمت إصابته بالرصاص الحى، منهم أحمد عصام، على جانب رأسه بالكامل، أصيب بعدد من الرصاصات، أصيب بعجز وشلل تام عقبها، هناك من أصيب بالرصاص الحى فى بطنه، لمجرد أنه رأى صديقه تم ضربه فانحنى لالتقاط طوبة فأصيب فى بطنه.

 

ما زال أحمد صلاح يتعجب مما رآه فى شارع محمد محمود من صمود المتظاهرين فى وجه الغاز المسيل للدموع والرصاص الحى وطلقات الخرطوش، موضحًا أن أحد الضباط وجه له سؤالاً: "من أين تأتون بهذه القوة أن تقفوا طوال اليوم".

 

يوضح سونى أن الداخلية كانت تصاب بالإرهاق وتغير 3 ورديات طوال اليوم.

 

الصفوف الأولى

 

وليد صفوت، أحد أبطال الصفوف الأولى كما يصفه سونى، كان يقف على عربة محروقة يرفع أيديه بعلامة النصر، أصيب بعدد كبير من الخرطوش فى يده ووجهه، ليخرج لمدة نصف ساعة للعلاج، ليعود مرة أخرى إلى الشارع حامل العلم، يقف وحيدًا فى بداية الصفوف وسط كم هائل من الغازات وطلقات الخرطوش دون ارتداء كمامة أو أى واق من الغاز، هؤلاء هم أبطال فيلم "عيون الحرية شارع الموت"، على حد قوله.

 

يوضح سونى أن الفريق واجه بعض العقبات أثناء التصوير، والتى كان أبرزها بالنسبة له إصابته بالإغماء أكثر من مرة بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، وكذلك الاستهداف الصريح من قبل ضباط الداخلية على الكاميرا، موضحًا أنهم تركوا هذه المشاهد صريحة فى الفيلم أثناء التصويب عليهم".


 
معادلة صعبة

 

ما كان يراه سونى المعادلة الأصعب فعلاً أثناء التصوير ليست الاشتباكات أو طلقات الرصاص الحى، لكن ما واجههم منذ بداية التصوير هو رؤية الجثث تسقط أمامهم، والخيار ما بين إكمال التصوير أو مساعدة من سقط، مؤكداً أنهم اتخذوا قرارهم أنه لا يجوز إنسانيًا إكمال التصوير للحصول على سبق، وإنقاذ من سقط.

 

نظرة فوقية واستهانة

 

"ما زال تعامل الأمن لم يختلف من محمد محمود حتى الآن، ما زالت النظرة الفوقية من قبل الداخلية هى المسيطرة"، هكذا وصف سوني تعامل الداخلية مع المتظاهرين حتى الآن.

 

وأضاف أن القصاص لم يحدث حتى الآن، وهو ما سيجعل المعاملة لن تتغير، مؤكدًا أن تعامل الشرطة والمواطنين سيتغير عقب القصاص وتطهير القيادات الفاسدة.

 

يؤكد مخرج "عيون الحرية" رفضه التام لدعوة القوات المسلحة إلى تأبين شهداء محمد محمود والاحتفال في ذلك اليوم، قائلاً: "ما يضايقني أكثر دعوة القوات المسلحة للحشد والنزول فى إحياء ذكرى محمد محمود أقل ما يقال عنه إنه استهانة بدم الشهداء الذى يدان فيه المجلس العسكرى".

 

ملحمة محمد محمود.. فيلم وثائقي

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان