رئيس التحرير: عادل صبري 12:26 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

حادث قطار دهشور بروايات المصابين

حادث قطار دهشور بروايات المصابين

تحقيقات

أحد مصابى حادث قطار دهشور

حادث قطار دهشور بروايات المصابين

إسحاق: "القطار نزل من على القضيب".. وعجوز: "أخدنا وطار"

عبد الغني دياب وعمرو عبد الله 18 نوفمبر 2013 21:33

صاحب سيارة النقل: "الوزير كان نايم في بيته ويتحدث عن الواقعة"

 

 

 

لم يتبقَ منهم إلا قطع من الملابس، وبعض الأحذية، وحقائب نسائية، حملهم القطار ما يقرب من 3 كيلو مترات، ليموتوا رعبًا قبل الموت من شدة الصدمة، فهم ضحية الإهمال الحكومي.

 

"مصر العربية" انتقلت إلى مكان حادث قطار دهشور الذي وقع في الحادية عشرة والنصف مساء أمس لترصد "المزلقان"، وهو أشبه بـ"كوخ صغير"، مكون من حجرة يمكن أن يرجع تاريخ بنائها إلى إنشاء السكة الحديد بمصر، ولم تغير من بعدها، ليس به أي أجهزة للإنذار، حسب رواية الشهود، والسلسلة الحديدية التي تفصل بين القطار والسيارات أثناء مروره عبارة عن حبلٍ مقطعٍ تغلب عليه الزمان، فدواه عامل المزلقان ببعض أربطة القماش القديمة.

 

في البداية، يقول محمد أبو أمين، صاحب سيارة النقل الثقيل (لا يعمل عليها ويتركها للسائق الذي أصيب في الحادث)، مقطورة غربية، التي هشم القطار مقدمتها: الحادث وقع في الحادية عشرة والنصف ليلًا، وبعد أن قطع السائق "كارتة" للمرور، تفاجأ بقطار صفع السيارة في "الكابينة" ففصلها عن المقطورة.

 

ويتابع: السائق سليم وهو الآن في النيابة، لاستكمال التحقيقات ومساعده (التبَّاع) أصيب بكسر في الساق والذراع وبعض الكدمات.

 

وأوضح محمد: "الوزير خرج على شاشات التليفزيون، اليوم، ليقول إن السيارة النقل اقتلعت الجنزير".

 

 ويضيف وهو يمسك بالجنزير في مكان الحادث: "هذا هو الجنزير الذي أغلقت به الحكومة الطريق عبارة عن بعض قطع القماش المتهالكة المربوطة ببعضها، فالوزير كان نايم في بيتهم ويتحدث عن الواقعة".

 

ويشير صاحب السيارة، إلى أن الجرس الخاص بإنذار السيارات بموعد مرور القطار معطل منذ سنين، وقامت السكة الحديد بإصلاحه، الساعة 2 ليلًا بعد أن رفعت أشلاء الضحايا حتى يخلوا مسؤولياتهم.

 

ويؤكد محمد أبو أمين، أن عامل المزلقان هو السبب في الحادث فكان نائمًا ولم يوقف الطريق.

 

ورصدت "مصر العربية" حجرة المزلقات، لتجدها عبارة عن سريرين من الحديد ليس عليهما أي فرش آخر، سوى وسادة بالية وبطانية قديمة، وبعض الأدوات التي تستخدم لعمل الشاي، وبعض الملابس التي علقها العامل قبل أن ينتقل إلى النيابة لمباشرة التحقيق معه.

 

وانتقلت " مصر العربية" إلى مكان "الأتوبيس" الذي أخذه القطار معه بمن فيه من أرواح لمسافة تقرب من 3 كيلو مترات، مخلفًا وراءه 27 قتيلًا، و34 مصابًا حسب آخر التقديرات التي أصدرتها وزارة الصحة، وطول المسافة التي حملها القطار تناثرت متعلقات الركاب من أحذيتهم وملابسهم وتناثرت أيضًا قطع الأتوبيس، حيث دخل القطار بمنتصفه، فحوله إلى نصف دائرة واقتلع السقف والجانب المقابل له.

 

وتناثرت حول "الأتوبيس" ملابس الأطفال وأحذية نسائية ورجالى، وعدد من الحقائب التي ترجع للضحايا قام بالاستيلاء على محتوياتها، اللصوص.

 

وعلى الفور، انتقلت "مصر العربية" إلى مستشفى الهرم العام، بعدما نقل عدد من الحالات إلى هناك، لترصد أربعة أطفال وضعوا في الطابق الثاني، حيث العناية المركزة، وعدد من الضحايا وضعوا بالطابقين الثالث والرابع، جميعهم من الأقباط وتتنوع إصاباتهم بين الكسر والكدمات.

 

ويروي، عم إسحاق ما حدث قائلًا: "كنا واقفين عند المزلقان بعدما لاحظ السائق قطارًا قادمًا من بعيد، ونحن نعلم أن المزلقان "بايظ" من سنين، وفجأة شعرنا بضربة قاسية كقنبلة انفجرت في الطريق المقابل لنا، تبين أنها سيارة نقل كبيرة أقلع القطار مقدمتها، فتسببت في انحرافه عن القضبان، فدخل القطار علينا وسحب السيارة الخاصة بنا ما يقرب من ثلاثة كيلو مترات.

 

ويتابع إسحاق: ضباط وجنود الشرطة الموجودون في المعسكر المجاور للمزلقان أنقذونا، فعلى الفور أحضروا الإسعاف، ولما تعثر إدخال الإسعاف لمكان الأتوبيس، نقلونا على أكتافهم، وقام ضابطان بالجري ما يقرب من 2 كيلو، حتى يوقفوا القطار القادم من الناحية الأخرى.

 

في الجناح المقابل لإسحاق، التقينا سيدة عجوزًا خمسينية تقريبًا، لتقول: "نحمد الرب على ما حدث، فما حدث كل الناس تعلمه فلا يوجد مزلقان ولا أي شيء، وقطار الواحات أخذنا وطار"، وتكمل: "بنتي ماتت وبنت بنتي ماتت، وزوج بنتي في العناية المركزة"، وتضيف بعدما انسكبت دموعها على خدودها "كل عائلتي راحت"، وأنا لا استطيع أن أقف على قدمي.

 

والتقت "مصر العربية" بالطفل "أبانوب"، الناجي من حادث القطار وقف أمام حجرة والده، وليس به أي إصابة إلا كدمة في الوجه، ليقول: "بابا خرجني من شباك الأتوبيس وألقاني على الأرض وبعدها حملني "العساكر" إلى هنا.

 

وعلى نفس السياق، وقف محمود راضي صديق، وقال: أحد المصابين من بين زملائي، في العمل وجيراني، وحضرت مع أول سماعي للخبر إلى هنا بمستشفى الهرم، وتكمن الإصابات الموجودة هنا حالتي كسر في الحوض، وبعضها كسر في الظهر، والأخرى كدمات.

 

وفي الجانب المقابل، لهم تمددت فتاتان إحداهما تحاول أن تفيق من الصدمة، والأخرى ما زالت في عالم آخر في غيبوبتها، لتروي لنا ما حدث، قائلة: "نحن واقفون أمام المزلقان، فجأة وجدنا شيئًا يجر "الباص" بسرعة شديدة، ومن بعدها أغمى علىّ ولم أشعر إلا ببعض الشباب يحملونني إلى سيارة الإسعاف، وأفقت هنا منذ قليل".

 

وفي السياق نفسه، قال عماد نصر، والد الفتاة بعد أن حجز دموعه، ليكلمنا: كل من كان في الحادث من عائلة واحدة، ولكن الحمد لله، ابنتي إصابتها أحسن من غيرها بكثير، فخلال يومين تستطيع أن تخرج.

 

وعن الرعاية التي قدمت للمصابين، بعد وصولهم للمستشفى، يقول عماد: "الرعاية التي قدمت رعاية ضئيلة، فلم يُراعَ المصابون كما ينبغي، فبعد حضورهم إلى هنا قاموا بعمل إشاعات للمصابين، ووضعوهم في الأسرة".

 

ويتابع والد المصابة: "نحن من الفيوم ولنا قريب كان يتزوج بالأمس هو أيضًا من الفيوم، ولكنه يسكن بالقاهرة، لظروف عمله، وجاءت العائلة لتحتفل وتفرح معه، ووقع لهم الحادث وهم عائدون، ونحمد الرب على كل شيء".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان