أصبح أيقونة الميدان ومجمع الشباب بعدما فرقتهم قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش، حاملا علم مصر يتوسطه هلال بداخله صليب مكتوب عليه "حرية" ومن تحته علم صغير رسم عليه صورة لضحية أحداث ماسبيرو "مينا دانيال" وكتب بجوارها "كلنا مينا دانيال".
"مصر العربية" التقت مع حامل العلم بأحداث شارع محمد محمود الأولى، طارق معوض، الشهير بطارق الطيب، ليروي لنا شهادته عن أحداث شارع "عيون الحرية" كما يطلق علية الثوار، وذلك خلال تواجده بالشارع الذي شهد أعنف اشتباكات مع الداخلية، بمحمد محمود، وتحديدا بجوار مدرعات الجيش وساتر الأسلاك الشائكة، والذي عرف نفسه بكونه عضوا مؤسسا بحركة مينا دانيال.
يسترجع طارق ذكريات محمد محمود الأولى، وقصة حمله للعلم، قائلا: "بدأت قصة العلم، مع صديقي مايكل يوسف، وصاحب فكرة تصميمه، والذى وضع عليه وقتها الهلال وبداخله صليب، ومن تحتها كلمة "حرية" وبعدها قمنا بوضع صورة مينا عليه، وأصبح علم الحركة من بعدها، وللمصادفة أصيب مايكل بطلق خرطوش، وكان من أوائل المصابين بمحمد محمود، مشيرا إلى أن السبب فى "وضع صورة مينا دنيال، أن دمه من جمعنا، وإن لم نكن جميعا أصدقاء له".
ويضيف: "الأهم أن العلم ظل موجودًا فى مقدمة الصفوف طوال فترة الاشتباكات ولم أتراجع به، لكن كيفية ذلك، وكيف تحملت "فهذا شيء لا يعلمه إلا الله" لكن فى الحقيقة عندما تشتد المواقف، وتتوالى المحن، تكون شخصًا آخر مصرًا على الصمود، فكنت لا أحمل هم الموت، ولا أفكر فيه، فمعنوياتى كانت أعلى بكثير من الأحداث التى بجانبى.
وتابع: "الأحداث بدأت عندما كنا معتصمين بالميدان وكان من ضمن المشاركين حملة "حازمون التابعة للمرشح الرئاسي حازم صلاح أبو إسماعيل، وشباب الإخوان، ولكنهم أعلنوا فى تمام الـ12 ليلا انسحابهم من المكان، وعلى حد زعمهم قالوا إنهم سيعطون المجلس العسكري فرصة أخيرة لكى يراجع حساباته، مع الاتفاق على أن يكون اعتصامًا مفتوحًا".
ويستكمل: "الإخوان وحازمون وقتها كانوا الأقدر على الحشد وبمجرد انسحابهم تقريبا انسحب كل المعتصمين، ولم يتبق سوى المصابين وأهالى الشهداء وعدد صغير جدا، إلى أن جاءت الداخلية فى التاسعة من صباح اليوم التالى، وكانت أول مرة تتعامل معنا بشكل إنسانى، فطلبوا منا أن نزيل الخيام".
لكن ما أثار انفعال الناس، أن أحد الضباط تتطاول على أحد المصابين، وتم تصويره وتم إذاعة الفيديو بوسائل الإعلام، وعلى العصر تقريبا امتلأ الميدان بالناس للمرة الأولى بعد انسحاب الإسلامين بالآلاف.
وأكمل: "بعدها تقدمت قوات من الجيش من ثلاث جهات من شارع قصر النيل، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، بغرض إخلاء الميدن، وكانت هذه الأحداث تبث مباشر عبر القنوات الإخبارية، وهذا تسبب فى حشد الناس، بعدما رأوا الجثث تلقى فى القمامة من قبل عناصر الشرطة العسكرية.
ويؤكد طارق من وجهة نظرى كان هناك اتجاه لدى المجلس العسكرى لمحو الصورة التى أذيعت بأن الجيش هو من قتل الثوار بالميدان، فصدر الداخلية، خمسة أيام من جهة شارع محمد محمود بحجة أن المتظاهرين يزحفون على وزارة الداخلية، لكن كل ذلك كان بأوامر فالأحداث بدأت بأمر وانتهت بأمر، فلو كان للثوار يد فعالة فى الأحداث لما توقفت، لكن الناس يصرون على تجاهل الحقيقة وهى أن من قتل مينا دنيال، وعرى "ست البنات" وقتل الشيخ عماد عفت وكريستى هو "الجيش".
وعن الدعوات الكثيرة التى خرجت لإحياء ذكرى محمد محمود يقول "حامل العلم": الأحق بالدعوى معروف فجحا أولى بلحم ثوره من مات فى محمد محمود ثوار لم يكونوا إخوان ولا فلول من أبناء آسفين ياريس، ولا سيساوية مؤيدين لعبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، وليسوا عسكرًا لأن العسكر هو من قتل، مشيرا إلى أن إحياء ذكرى محمد محمود وتأبين الضحايا الأهم منها القصاص من قتلة الثوار.
ويردف طارق :"لو بالفعل الجيش صادق فى دعوته عليه تقديم من قتلوا الثوار للمحاكمة، وإذا كان يخشى من دخول الإخوان فنحن كفيلون بهم لن يستطيعوا الدخول ونحن موجودون، لكن هذه الدعوة أرى فيها دعوة للاقتتال، والإخوان الذين يحشدون لمحمد محمود مات على يد رئيسهم المعزول فى الذكرى الماضية "كريستى"، و"جيكا" و"عمر بائع البطاطة" وغيرهم، أين كانوا هم من إحياء الذكرى الماضية، ففى وقت الاشتباكات كانوا ينزلون الشوارع ليقولوا "الجيش والشعب إيد واحدة".
ويضيف كل حدث ثوري الآن يستغل للدعاية السياسية فالسيسي حيلته مكشوفه جدا، فليس من حقه هذه الدعوة ولا حتى الإخوان، فطنطاوى كان بجوار السيسي فى ذكرى أكتوبر، وبديع بايع طنطاوى، الذى قتلنا، كأمير للمؤمنين ويدعون الآن لإحياء ذكرى محمد محمود".
ويكمل في أسى: "للأسف الثورة يحاك بها الكمائن والمؤمرات، فدائما يستجيبون للديمقراطية الواهية المبنية على جهل الشعب، فالناس الذين انتخبوا محمد مرسي هم من عزلوه، وأعتقد أن الثورة قادرة على إنجاز أهدافها".
وعن رأيه فى أحداث 30 يونيو، يقول طارق هى موجة ثورية بالفعل، والتخلص من الدنس لن يكون مرة واحدة، لكن ما حدث هو أننا استعنا بعدو على عدو أكبر، فنحن استعنا بفاشية على فاشية أخرى، وإن كنا لا نستطيع أن نغفل أن الثورة لم تكن لتقضي على الإخوان وحدها، لكن مهما طال الأمد فالعسكر تابعون لمنظومة وسيأتى اليوم الذى نحاكمهم فيه".
ويؤكد الطيب على أن الثورة قادرة على تحقيق أهدافها وسيعلم الشعب يوما ما من هو عدو الثورة، يوم عودة الإخوان للعسكر مرة أخرى.
http://www.youtube.com/watch?v=CiZ4FLW7uvk