والد جيكا: لن نعطى فرصة لتكرر خيانة الإخوان
عام مر على قتله برصاص شرطي في شارع "عيون الحرية" كما يطلق عليه الثوار "محمد محمود"، كما تعرفه السجلات الرسمية، وما زالت صوره (الجرافيتي) تزين جدارن شارع شاهد على جريمة الداخلية.
رحل "جيكا"، وبقيت صوره ورسائل تأبين دونها أصدقاؤه منذ عام على جدران مشرحة زينهم قبل دقائق من استلام جثمانه للصلاة عليه في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير وفق وصية "الشهيد".
"مات الولد غرقا في دمه، أجري من الرصاص ولا من نظرة أمه، فى عنيها بحر دموع نازلة على كمه".. كلمات كتبها صديق لـ "جيكا"، وهو يتنظر جثمان صديقه صاحب الـ"18" عاماً خارج المشرحة.
وصايا وهتافات ما زالت تزين جدران "مشرحة الشباب" المسماة بـ"مشرحة زينهم"، لتقول لـ "جيكا" سلم على يوسف ومينا يا جابر".. واسم جيكا في كل مكان هناك.
"مرة واحد انتخب رئيس، وأول ما مسك الرئاسة قتله" رصاصة خرجت من بندقية شرطي لتحول نظاماً بأكمله إلى "متهم".. "في الجنة يا شهيد" هتف المشيعون وهم يودعون "جابر" إلى مثواه الأخير.
"جيكا أخويا قالها قوية يسقط حكم العسكرية".. يبدو أن الشهيد كان يشعر بالآتي وهو من هتف مرارًا "يسقط يسقط حكم العسكر" لأنه ممن يعتبرون "مصر دولة مش معسكر".
عام مر ولم ينسه أصدقاؤه ولم يكتفوا باسمه على الجدران، ولكن استمروا في إحياء ذكراه حتى استطاعوا الحصول على الموافقة لتغير اسم شارع "قٌوله"، إلى شارع الشهيد جابر صلاح جيكا.
فى شارع محمد محمود لن تجد له جرافيتى واحد، آخر جرافيتى رسم له كان فى الخامس من نوفمبر الجارى ليقول حازم بركات أحد أصدقائه: "من سنة شيلت جيكا وهو بيهتف والنهاردة حضنت صورته على الحيطة".
"رحل جابر تاركًا لنا كلمات وضعناها نصب أعيننا كوصية، ومن كلمات جابر نبدأ"، هكذا بدأ خالد ياسين، أحد أصدقاء جيكا حديثه عنه، موضًح أنهم سيكملون حلم جيكا فى تحقيق أهداف الثورة.
حركة الشهيد جابر جيكا، تلك الحركة التى دشنها أصدقاؤه لتحقيق مسيرة جابر التى تلخصت بالنسبة لهم فى القصاص وتطبيق العدالة.
يرى خالد أن تسمية شارع قوله باسم جابر كانت البداية، أما عن حلمه والذى رحل عنه صغيرًا، يقول خالد: "عيش حرية عدالة اجتماعية" ذلك الذى نسعى له الآن.
ويضيف أحمد ناجى، عقب إصابة جابر، أصبنا معه بنكسة لمدة خمسة أيام، هى وقت بقائه فى المستشفى، لكن بعد أن أفقنا من الصدمة قسمنا طريقنا إلى نصفين وهما حقه وحلمه، موضحأ أنهم بالفعل بدأوا فى عودة حقه عن طريق الاعتراف به كشهيد من قبل الدولة وتخليد ذكراه، لكن يبقى الجزء الأكبر من حقه غائبا فى القصاص من الضابط الذي قتله، "وده اللى احنا عايشين علشانه".
ترفض حركة الشهيد جابر صلاح جيكا النزول لإحياء ذكرى محمد محمود خوفاً من استغلال جماعة الإخوان ذلك للتظاهر، معلنين إحياء ذكرى وفاة جيكا فى ميدان عابدين أسفل بيته فى الثامن عشر من نوفمبرالجارى بدون شهداء أو مصابين جدد، على حد قوله.
ويوضح خالد ياسين، أحد مؤسسي حركة الشهيد جابر جيكا، أن الحركة تعمل على عدد من القضايا التى يمكن أن تحقق حلم جيكا، وهى قضايا العدالة الاجتماعية والصحة والتعليم وقضايا المعاقين فى مصر.
فيما علق والد جيكا، قائلاً: "لن نعطى للخيانة فرصة أن تركب على أعناقنا، فالإخوان يريدون استغلاله، ونحن لا نريد تحقيق حلم الخيانة الإخوانى الذين يريدون تصديره إلى الخارج".