رئيس التحرير: عادل صبري 08:42 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الطب الشرعي: الداخلية وراء مجزرة "أبو زعبل"

الطب الشرعي: الداخلية وراء مجزرة أبو زعبل

تحقيقات

حادث مقتل سجناء سيارة ترحيلات أبو زعبل– أرشيفية

ننشر نص تحقيقات النيابة..

الطب الشرعي: الداخلية وراء مجزرة "أبو زعبل"

السيارة لا تتسع لأكثر من ٢٥ فردًا، والمعتقلون عددهم 40.

محمود عبدالله 13 نوفمبر 2013 12:48

حصلت "مصر العربية" على نص أقوال "الناجين" من حادث أبو زعبل، وأيضًا أقوال الأطباء الشرعيين اللذين أكّدوا أن وفاة المجني عليهم نتجت عن اسفكسيا الاختناق نتيجة التعرُّض للغاز المسيل للدموع.

وكشف الأطباء الشرعيون أن جثث الضحايا كانت بها سحجات وكدمات وآثار قيد المعصمين، ولكنها ليست سببًا للوفاة، وأنّ الغاز بطبيعته ليس قاتلاً أو سامًا في الظروف العادية ولكن إذا تمَّ استنشاق الغاز أكثر من المعدل الطبيعي فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تهيج شديد للمسالك التنفسية عن طريق زيادة الإفرازات بالمسالك التنفسية، وتورم شديد بالأغشية المخاطية، بما فيها مدخل أو فتحة الحنجرة، وإذا لم يتم إسعاف المصاب بسرعة، وخلال 10 دقائق، قد تحدث الوفاة.


فيما أكد الناجون أن عدد مَن كانوا داخل صندوق السيارة 40 سجينًا، 6 منهم فقط كانوا يقفون على أقدامهم، أما الباقي والبالغ عددهم 34 سقطوا جميعًا مغشيًا عليهم، ومنهم من لفظ أنفاسه بعد قذف السيارة بالغاز بنصف ساعة تقريبًا... وإلى نص أقوالهم:


 - ما اسمك؟


* اسمى محمد عبدالصبور إبراهيم أحمد، وأعمل مؤذنًا بالأوقاف ومقيم بمركز أبوكبير بالشرقية.

 

- ما معلوماتك بشأن الواقعة محل التحقيق؟


* اللى حصل النهاردة الساعة ٦ صباحًا، كنت فى حجز بتاع مدنيين قسم مصر الجديدة وصحونا وطلعونا علشان نترحل الساعة ٦ صباحًا ووصلنا للسجن بعدها بنصف ساعة وكنا ٤٥ واحد جوه اللوري وكنا محشورين جوه، وبعد ما وقفنا فى السجن بحوالي ساعتين بدأ الناس اللى معانا في اللوري يغمى عليهم واحد ورا التاني وبدأنا نخبط على الصاج بتاع اللورى ومكنش حد بيرضى يفتح لنا، وكان فيه أوقات ناس اللى بره اللورى يقولوا لنا نقول "أنا مرة ونشتم في محمد مرسى" ولما فتحوا لنا حوالى الساعة ٣ مساء لأن بعدها العصر أذن وكان الباب مش راضى يفتح غير فتحة صغيرة علشان فى ناس مغمى عليهم وراء الباب وبعد الضابط ما كان بيفتح الباب معرفش يفتحه افتكروا إننا واقفين وراء الباب علشان ما ينفتحش سعتها شميت ريحه غاز يشبه غاز المسيل للدموع بعد كده فتحوا الباب فتحة بسيطة وعرفنا نطلع منها بالعافية ولما كنا نزلين من اللورى كانوا بيضربونا وراحوا مدخلنا فى بوابه جوه السجن واحنا كنا ٦ اللى نزلنا على رجلنا من اللورى وأنا ماشفتش اللى كان نزل بعدين ولا لا.

 

- فى تلك المدة هل وقعت ثمة إعياءات أو إغماءات من تحركوا من القسم؟


* لا

- متى تم فتح باب الترحيلات لكم؟


* حوالى الساعة ٣ مساءً

 

- كم عدد الأشخاص الباقين؟


* مفيش غير إحنا الـ٦ اللي كنا واقفين على رجلينا.

 

- هل ثمة استغاثات صدرت منكم قبل فتح باب الترحيلات؟


* أيوه إحنا كذا مرة من ساعة ما الناس بدأت يغمى عليها خبطنا أكتر من مرة.

 

- ما هى كيفية فتح باب سيارة الترحيلات؟


* فى ضابط لابس ملكي حاول يفتح الباب علشان الناس كانوا واقفين ورا الباب.

 

- هل من سمة حوار بينكم وبين الضابط؟


* لم يكن هناك كلام غير إن الضابط كان بيقول شيلوا الناس من ورا الباب علشان تعرفوا تخرجوا.

 

- كم عدد الأشخاص الذين سقطوا على الأرض قبل إطلاق ذلك الغاز هل كانوا متوفين أو مغمى عليه؟


* العربية كلها كانت على الأرض ماعدا الستة اللى نزلوا على رجليهم.

- ما هو مكان إطلاق ذلك الغاز داخل سيارة الترحيلات؟


* الغاز كان جاي من باب اللوري

- ما قولك فيما قرره المقدم عمرو فاروق من أنكم قمتم بسحب الملازم أول محمد يحيى داخل السيارة وتعديكم عليه بالضرب وإنكم أحدثتم إصابات بالرقيب بهنس خميس وعبدالعزيز ربيع؟


* الكلام ده ما حصلش

 

**********************************


- ما اسمك؟


* اسمى مصطفى أحمد مصطفى ٥٤ سنة وأعمل صاحب شركة العالمية ومقيم أبوكبير بالشرقية

 

- متى بدأت مظاهر الإعياء تظهر عليكم عقب وصولكم بالسجن العسكري بأبوزعبل؟


* بعد أذان الظهر حوالي الساعة الواحدة مساء بدأ ناس يغمى عليها علشان مفيش هوى يتنفسوه.

 

- ومتى تم فتح باب السيارة للخروج؟


* حوالي الساعة الثالثة مساء.

 

- ما قولك فيما قرره المقدم عمرو فاروق بأنكم قمتم بجذب ملازم أول محمد يحيى داخل صندوق السيارة وتعديتم عليه بالضرب وأحدثتم إصابته وكذا كل من رقيب بهنس خميس بهنس وعبدالعزيز عبدالعزيز؟


* محصلش.


**************************************
- ما اسمك؟


* اسمى السيد محمد إبراهيم طه ٤٦ سنة عامل فني كهربائي مقيم بالإسكندرية

 

- متى قمت بالتحرك من أمام قسم شرطة مصر الجديدة؟


* حوالي الساعة ٦ صباحًا

 

- متى وصلتم للسجن العسكري بأبوزعبل؟


* حوالى الساعة ٦ مساء.

 

- متى بدأ الإعياء يظهر عليكم عقب وصولكم للسجن العسكري؟


* كان فى ناس كبيرة معايا مغمى عليها ووقعوا على الأرض بعد حوالي نص ساعة من وصولنا السجن ولما الحرّ اشتد فيه ناس كتير ابتدى يغمى عليها ولما دخل العصر بدأت أحس بتعب وأغمى عليّ.

 

- هل يمكنك تحديد عدد الأشخاص الذين أغمى عليهم أثناء فترة شعورك وكذا الأشخاص الباقين؟


* هما فى اتنين كبار أغمى عليهم بعد نصّ ساعة وفيه أربعة كمان أغمى عليهم فى وقت الظهر تقريبًا.

 

- وهل تبين إذا كان الأشخاص الذين كانوا على أرض سيارة الترحيلات مغمى عليهم أم متوفين؟


* هما الاتنين اللى وقعوا فى الأول فى ناس معانا اتشهدوا عليهم وقالوا إنهم ماتوا بس أنا مش متأكد.

 

*****************************************


الأطباء الشرعيون : قلة التهوية والازدحام والإجهاد سبب وفاة المجني عليهم
وإلى نص أقوالهم:

 

- ما اسمك؟


*اسمى محمد فاروق إبراهيم السيد ٤٤ سنة طبيب شرعي بوزارة العدل.

 

- هل قمت بتشريح جثث المجني عليهم فى القضية محل التحقيق؟


* أيوه أنا قمت بتشريح ٦ جثث من المتوفين المبينة أسماؤهم بالتقارير الشرعية.

 

- ماهى نتيجة تشريحك لجثث المجني عليهم الذين قمت بتشريحهم؟


* نتجت وفاة المجني عليهم الذين قمت بتشريحهم عن اسفكسيا الاختناق نتيجة التعرض للغاز المسيل للدموع

 

- وهل تبين لك وجود إصابات أخرى بجثث المجني عليهم؟


* أيوه كان فيهم سحجات وكدمات وآثار قيد المِعْصَمين.

 

- هل هذه الإصابات الأخرى تؤثر فى إحداث الوفاة؟


* تلك الإصابات السالف ذكرها إصابات سطحية ولا دخل لها فى إحداث الوفاة.

 

- وماهو الذى أدى إلى هذا الاختناق؟


* وفقًا للأعراض والعلامات التشريحية من احتقان الوجه، وزرقة بالشفتين والأظافر ورسوب الدم واحتقان واضح للمسالك التنفسية ورغوى المسالك التنفسية.

 

- ما هو نوع هذا الغاز؟


* الثابت من تقرير المعمل الكيميائي أنه غاز (csg) وهو من الغازات المسيلة للدموع.

 

- هل هذا الغاز قاتل؟


* الغاز المسيل للدموع ليس من الغازات القاتلة بصفة عامة.

 

- هل هذا الغاز سام؟


* لا هو ليس سامًا وليس قاتلاً ولكن تأثيره يشمل تهيج الأغشية المخاطية للعين والجهاز التنفسى والتهاب الجلد.

 

- قررت بأن الغاز ليس قاتلا أو سامًا بطبيعته واعتبرت أن وفاة المجني عليهم ناتجة عن اسفكسيا الخنق بسبب استنشاق الغاز؟


* الغاز بطبيعته ليس قاتلا أو ساما فى الظروف العادية ولكن إذا تم استنشاق الغاز أكثر من المعدل الطبيعى، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تهيج شديد للمسالك التنفسية عن طريق زيادة الإفرازات بالمسالك التنفسية، وتورم شديد بالأغشية المخاطية، بما فيها مدخل أو فتحة الحنجرة، وإذا لم يتم إسعاف المصاب بسرعة، وخلال دقائق معدودة، تحدث الوفاة، ويضاف إلى ذلك العوامل الخارجية المؤثرة بدرجة كبيرة فى زيادة تأثير الغاز منها الحالة الصحية والبدنية للشخص المتعرض للغاز والظروف المحيطة من درجة التهوية والتدخل الطبى.

 

- هل كانت وفاة المجني عليهم الذين تم تشريحهم ناتجة مباشرة من تعرضهم للغاز المسيل للدموع؟

 

* الغاز ليس قاتلاً بطبيعته وهو يؤدي إلى حالة من حالات الاختناق للمجنى عليهم والذين تم تشريحهم ساعد على زيادة تأثيره عوامل محيطة أخرى متعلقة بظروف الواقعة حيث تعرض المجني عليهم للغاز فى مكان ضيق مغلق وسيئ التهوية ودرجة الحرارة بالإضافة إلى الإجهاد الشديد من بقاء المجني عليهم فى صندوق الترحيلات من الساعة السابعة صباحًا حتى الثانية ظهرًا وفقا لما جاء بمذكرة النيابة.

 


******************************
- ما اسمك؟


* اسمى هشام عبدالحميد أحمد على فرج، ٥١ سنة، مدير عام إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعى بالقاهرة.

 

- هل أشرفت على عمليات تشريح جثث المجنى عليهم؟


* نعم أنا كنت مشرفًا على الأطباء الشرعيين أثناء قيامهم بالتشريح بالإضافة إلى أننى قمت بمراجعة التقارير التى أعدتها الوحدة الفنية.

 

- وما نتيجة تشريح جثث المجنى عليهم؟


* إن المظاهر التشريحية لهذه الحالات أظهرت وجود مظاهر اختناق التنفس نتيجة استنشاق غاز ثبت معمليًا أنه غاز مسيل للدموع (cs)

 

- هل كان بالمجنى عليهم الذين تم تشريحهم بإشرافك إصابات؟


* كانت هناك إصابات طفيفة نتيجة تواجدهم فى صندوق سيارة الترحيلات وهى إصابات ليست من شأنها إحداث الوفاة وليس لها علاقة بأي مظاهر اعتداء جنائي ولكنها وقعت نتيجة الازدحام داخل هذا الصندوق بالإضافة إلى تواجد القيد الحديدي لتقييد المتهمين.

 

- وما سبب وفاة المجني عليهم الذين تم تشريحهم؟


* المظاهرة التشريحية من وجود احتقان بالوجه وزرقة تدلّ على وجود مظاهر اختناق تنفس ثبت معمليًا أنها نتيجة تعرضهم لغاز مسيل للدموع

 

- هل هذا الغاز مصرح باستخدامه؟


* هذا مصرح باستخدامه فى حالات فضّ الشغب وغير مصرح باستخدامه دوليًا فى الحروب وفقًا للاتفاقيات الدولية.

 

- هل وفاة المجني عليهم كانت نتيجة حتمية ومباشرة لتعرضهم للغاز المسيل للدموع؟

 

* نعم فى مثل هذه الظروف التى ذكرتها من سوء التهوية والرطوبة والحرارة والزحام والإجهاد تؤدي إلى زيادة تركيز هذا الغاز بالنسبة لحجم الهواء المتاح ما يؤدي إلى الوفاة، ولولا هذه الظروف ما حدثت الوفاة، حيث إن إطلاق هذا الغاز فى الهواء الطلق لا يمكن أن يؤدي إلى وفاة الشخص الطبيعي.

 

- ما المدة الزمنية التى يستغرقها التعرض للغاز المسيل للدموع مع العوامل التى سردتها سلفًا حتى تحدث الوفاة؟


* هى فترة بضع دقائق وغالبًا تقل عن ١٠ دقائق.

 

- هل غاز الرادع الشخصي "سلف ديفينس"  يعد من الغازات المسيلة للدموع؟


* الرادع الشخصي لا يعد من الغازات المسيلة للدموع ولكن توجد بعض أنواع الروادع الشخصية التى تحتوي على نسبة ضئيلة من الغاز المسيل للدموع..

 

- وما درجة تركيز الغاز المسيل للدموع فى هذا الرادع الشخصي؟


* تعتمد على الشركة المصنعة ولكنها عادة تكون ضئيلة جدًا، لأن غاز الرادع الشخصي يقوم على تهيج العين والوجه والأنف مما يقلل من مقاومة أو قوة اندفاع المهاجم.

 

- هل من شأن إطلاق غاز الرادع الشخصي المحتوي على نسبة من الغاز المسيل للدموع إحداث وفاة المجنى عليهم؟


* هذا مستبعد تمامًا.

 

- لكن بعض المجني عليهم الذين نجوا أقروا فى التحقيقات أن الغاز المطلق كان بلا دخان وبعضهم أقر بأنه كان مادة سائلة لها أثر فسفورى فما تفسيرك لذلك؟


* الدليل الفنى هو الذى نأخذ به وليس القولي ووفاتهم جاءت نتيجة استنشاق الغاز والإجهاد الذي كانوا عليه.

 

- ثبت بالتحقيقات أنَّ عدد المتهمين المرحلين بصندوق حجز سيارة الترحيلات محل الواقعة كان فيه ٤٥ شخصًا فهل هذا العدد يؤثر فى شيء مع مراعاة أن الصندوق حديدي، ومساحته ٣٧٠ سم فى ٢٠٢ سم في ارتفاع ١٩٠ سم، فضلاً عما ورد بتقرير لجنة الخبراء بأنَّ هذا الصندوق لا يسع لأكثر من ٢٤ شخصًا فى ظل ظروف جوية وبيئية سيئة فما التأثير على الواقعة محل التحقيقات؟


* تواجد الأشخاص بداخل هذا الصندوق يؤدي بجانب سوء التهوية وضيق التنفس كعامل رئيسي ومؤثر وفعال في زيادة تركيز واستنشاق هذا الغاز المسيل للدموع وبالتالى من شأنه أن يؤدي إلى وفاة هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة.

 

- وهل إذا تم فتح باب صندوق الحجز للمجنى عليهم مرتين أو ثلاث مرات على مدار اليوم يؤثر فى حالتهم البدنية والتهوية وقدراتهم على التحمل؟


* هذا غير كاف لأن حبس الأشخاص من الساعة السابعة صباحًا وحتى بعد منتصف اليوم فى جو شديد الحرارة والرطوبة مع هذا العدد الكبير، يجعل فتح الباب مرتين أو ثلاثة أو حتى طول اليوم غير كافٍ للحفاظ على تهوية المكان للمتواجدين بداخل هذا الصندوق وبالتالي فهذا عامل مؤثر وهو سوء التهوية فى إحداث الوفاة.

 

*************************************
- ما اسمك؟
* اسمى صلاح عزالرجال أحمد أبوزيد ٤٩ سنة رئيس قسم الطب الشرعى بالمنصورة.

 

- ما الذى أسفر عن معاينتك لسيارة الترحيلات؟


* تبين لنا من المعاينة أن سعة صندوق سيارة الترحيلات لا تتوافر فيها من الناحية الصحية اشتراطات التهوية المناسبة لنقل سبعة وثلاثين شخصا.

 

- الثابت من التحقيقات أن هناك غازا ثبت معمليا بالتحاليل أنه نوع من الغازات المسيلة للدموع وأن هذا الغاز أطلق على صندوق تلك السيارة..فهل تمكنت من الوقوف على وجود أكثر تلوثات من هذا الغاز بالسيارة؟


* لم يتبين بالصندوق آثار تلوثات مشتبهة أو للغاز المسيل للدموع حيث إن الغاز المسيل للدموع من الغازات المتطايرة ويزول آثارها سريعا ولا يترك أثرا لمثل صندوق سيارة الترحيلات.

 

- وكم يتسع هذا الصندوق من الأفراد؟


* الصندوق لا يتسع لأكثر من ٢٥ فردا فى ضوء حالته ومساحته وارتفاعه والعدد الذى كان به عدد كبير بالمقارنة للمساحة والتهوية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان