السؤال الصحيح.. لماذا تؤيد هذا النظام؟
زياد العليمى
السؤال الصحيح.. لماذا تؤيد هذا النظام؟
لماذا تعارضون النظام الحاكم في مصر معظم الوقت؟! ألا ترون غير السلبيات؟! سؤال يوجهه بعض مؤيدي النظام ببراءة مصطنعة وادعاء الحياد أحيانًا، أو بسذاجة وتأثر بماكينة دعاية إعلامية وحيدة في البلاد أحيانًا أخرى.
الحقيقة أننا لم نُخلق لنكون معارضين، وموقفنا من أي نظام يحكم بلادنا، يحدده ما نراه في صالحها؛ فإذا اتخذ النظام خطوات لمصلحة بلادنا وشعبنا دعمناه، أما إذا كانت سياساته عكس ذلك.
الحقيقة أننا لم نُخلق لنكون معارضين، وموقفنا من أي نظام يحكم بلادنا، يحدده ما نراه في صالحها؛ فإذا اتخذ النظام خطوات لمصلحة بلادنا وشعبنا دعمناه، أما إذا كانت سياساته عكس ذلك، سنكون في أول صفوف معارضيه، ونصبح سدًا منيعًا ضد من يضطهد ويفقر ويمتهن كرامة شعبنا، ومن يفرط في سيادة بلادنا، وسنحرص على أن ننقل راية ما نراه حقًا وعدلًا لرفاق قادمين يستكملون بناء وطن حلمنا به، وطن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكل المصريين دون تفرقة على أساس الجنس أو الدين أو العرق.
لم نصف من يخالفوننا بالخونة والمأجورين، ولم نشكك في حب معارضينا لوطنهم، ولم نقتل أو نسجن أو نعذب من خالفونا الرأي، لم ننفق أموال الشعب لتجييش وسائل الإعلام لتشويههم، لم ننفق المال العام لانتهاك خصوصية الحياة الشخصية للآلاف تمهيدًا لاستخدامها ضدهم إذا تجرأ أحدهم معارضًا، فليس لنا سوى عقل يفكر، وقلم ولسان لا ينطق إلا بما نراه صوابًا وحقًا، والسؤال الذي يجب أن يُطرح...
- * عندما يطلب أحد المسئولين من شعبه تفويضًا لمحاربة الإرهاب، ويعد أحد مساعديه بالقضاء عليه بعد أسبوعين من هذا التفويض، وبعد مرور ثلاث سنوات؛ يظل جزء كامل من الوطن خارج السيطرة، وتمتد يد الإرهاب لتطال محافظات أخرى مختلفة!!
ماذا يفعل من يؤمن بحق شعبه في المحاسبة؟
- * عندما يتلاعب النظام بأحلام الملايين من المرضى، ويوهمهم بأنه قادر على علاجهم بجهاز لم يخضع لأي اختبارات علمية، ويجند وسائل الإعلام لاتهام كل من طلب دليلًا علميًا بالعمالة، وبعد تأجيل بدء العلاج للمصابين ثلاث مرات، وإنفاق الملايين على المشروع الوهمي، والدعاية له؛ يختفي الحديث عن المشروع دون إعلان رسمي عن خطأ حدث، أو محاسبة المسئولين عن إهدار المال العام!
ماذا يفعل من يؤمن بأن التقدم لن يكون إلا بالعلم؟
- * عندما يدّعي النظام إقامة مشروع قومي سيدر على البلاد أرباحًا طائلة، فيجمع ما يزيد عن 70 مليار جنيه من المواطنين، ويستدين من البنوك، وبعد إتمام المشروع، ووضوح عدم الحاجة إليه الآن، يخرج علينا المسئولون ليقولون لنا: إن المشروع كان هدفه رفع الروح المعنوية للشعب!
ماذا يفعل من يؤمن أن دور النظام حماية أموال شعبه؟
- * عندما يطلق النظام دعاية تصم الآذان حول مؤتمرًا اقتصاديًا عالميًا لدعم البلاد، أعلن بعد انتهائه توقيع 70 عقدًا واتفاقية بإجمالي 182 مليار دولار، وبعد فترة يكتشف المواطنون أن النظام نجح في توقيع 5 عقود فقط منها، بعدما تم التراجع عن باقي الاتفاقيات وهرب المستثمرون!
ماذا يفعل من يؤمن بأن النظام يجب أن يسعى لتنمية موارد بلاده؟
- * عندما يتنازل النظام الحاكم عن جزء من أراضي الوطن لبلد آخر!!
ماذا يفعل من يؤمن بحق شعبه في التمتع بسيادته على كل سنتيمتر من أراضي بلادنا؟
- عندما يتنازل النظام الحاكم عن جزء من أراضي الوطن لبلد آخر ،ماذا يفعل من يؤمن بحق شعبه في التمتع بسيادته على كل سنتيمتر من أراضي بلادنا؟
- * عندما نجد النظام الحاكم يفرط في القرار الوطني، لصالح من يدفع أكثر
ماذا يفعل من يريد وطنا قراره يصدر من داخله دون أن يؤثر فيه العوز؟!
- * عندما تنخفض عملة بلاده 150% أمام الدولار خلال عامين فقط، وتنفذ بعض السلع الأساسية، والأدوية التي يحتاجها المواطنين!
ماذا يفعل من يؤمن أننا لن نمتلك قرارنا إلا بنهوض بلادنا اقتصاديًا؟
- * عندما يجد أن النظام يجعل الفئات الأكثر فقرًا وحدها تدفع ثمن قراراته الاقتصادية.
ماذا يفعل من لا يرى لبلادنا مستقبلا من دون العدالة الاجتماعية؟
- * عندما يصبح الهروب للمجهول واحتمالات الموت في عرض البحر، فرصة أفضل لتوفير حياة كريمة لنفسك ولأسرتك!
ماذا يفعل من يتمنى حياة لائقة لأبناء شعبه في بلاد تستفيد من مهاراتهم وتطورها؟
- * عندما يسجن النظام 60 ألف من أبناء شعبه ـ بحسب التقارير الحقوقية ـ بتهم تتعلق بحريتهم في إبداء رأيهم!
ماذا يفعل المؤمن بحرية شعبه؟
- * عندما يتورط النظام في منع كُتاب رأي وإغلاق برامج تلفزيونية وإذاعية، والتضييق على الإعلاميين لدفعهم للاختفاء، أو الهروب من البلاد!
ماذا يفعل من يرى في الإعلام وسيلة للرقابة؟
- * عندما يرى نظامًا يدير انتخاباته من داخل مكاتب الأجهزة السيادية ليظهر لنا مسخا في شكل مؤسسة نيابية ورقابية تبرر للحاكم وتشرع له ولا تحاسبه، ولا يسمح لها بمعارضته علنًا إلا في الحدود المسموح بها، فيصبح ممثلو الشعب، تابعين للسلطة التنفيذية!!
ماذا يفعل من يؤمن بأن الديمقراطية أداة الشعوب لمحاسبة حكامها؟
- * عندما تعلن الحملات المهتمة برصد وتوثيق حالات الاختفاء القسري، بيانات 912 مواطن مختفي قسريًا، فتعلم أن في بلادك 912 أسرة لا تعلم مصير أبنائها!
ماذا يفعل من يؤمن بحق شعبه في أن يكون آمنًا على حياته؟
- * عندما يحاول النظام إرهاب شعبه، بأن دولته ستنهار إذا لم يبق في السلطة، في دولة حكمها نظامين من قبله، مستخدمين نفس التهديدات؛ وبقيت بلادنا كما هي!
ماذا يفعل من يؤمن بحرية الشعوب في تقرير مصيرها؟
ماذا يفعل أي عاقل عندما يحاول مؤيدو النظام لوم الشعب على هذا الفشل!
ماذا يفعل أي عاقل عندما يحاول مؤيدو النظام لوم الشعب على هذا الفشل!
هذه هي بعض الحقائق التي يمكن حصرها في مقال قصير، وكافة الأرقام الواردة فيه من مصادر رسمية، أو مؤسسات مستقلة ومحايدة، وأراها كافية للرد على سؤال لماذا نعارض هذا النظام؟ وإعادة توجيه السؤال الصحيح: لماذا يؤيد أي شخص عاقل وشريف هذا النظام؟
