رئيس التحرير: عادل صبري 09:35 مساءً | الجمعة 19 سبتمبر 2025 م | 26 ربيع الأول 1447 هـ | الـقـاهـره °

إسرائيل فى لوحة الملك مرنبتاح

إسرائيل فى لوحة الملك مرنبتاح
03 مايو 2015

إسرائيل فى لوحة الملك مرنبتاح

علاء عريبى

إسرائيل فى لوحة الملك مرنبتاح

عام 1896 اكتشف الأثري اليهودي »فلندرز بتري« لوحة من الجرانيت الأسود في المعبد الجنائزي الخاص بالملك »مرنبتاح« في طيبة، أطلق علي هذه اللوحة اسم »لوحة إسرائيل« وقد كتب علي ظهرها ثمانية وعشرين سطرا بالمصرية القديمة، أنشودة شعرية تمجد انتصارات الملك مرنبتاح »1224 ـ 1214 قبل الميلاد« ابن رمسيس الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة علي الليبيين والمتمردين عليه في المدن الفلسطينية والسورية وهذه اللوحة كانت خاصة بالملك »امنحوتب الثالث« وأخذها مرنبتاح وسجل علي ظهرها انتصاراته، استهل الشاعر نصه بتمجيد مرنبتاح ووصف جسارته وشجاعته في الحرب التي شنها علي الليبيين، واغلب سطور اللوحة خاصة بمعركته مع الليبيين، وابتداء من السطر الخامس والعشرين يصف الشاعر انتصاراته في سوريا وفلسطين وهي حسب ترجمة برستد:


»لقد خضع الملوك صائحين: سلام

فلم يرفع رأسه فرد من القبائل التسع ذات الأقواس

لقد أتلفت ارض تحنو

وارض الحيثيين اسكتت كذلك

أما ارض كنعان فسلبت بأشد قسوة

وأما عسقلان فأخذت وكذا جازر استولي عليها جلالته

وقد انعدم اثر مدينة يانوعام

لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت

وأصبحت فلسطين أرملة ضعيفة لمصر

واتحدت البلاد وخيم السلام علي الجميع

وأصبح الملك مرنبتاح يوثق بحباله كل من يثور علي النظام«


هذه هي قراءة جيمس هنري برستد للنص المصري القديم، وهي مثبتة في كتابه »تاريخ مصر« الذي نقله للعربية »حسن كمال« وإذا استعرضنا النص الذي ترجمه مكتشف اللوحة، وقام بنقله للعربية د. سليم حسن »انظر موسوعته وكتاب الأدب المصري القديم«، يتبين لنا الاختلاف الكبير، سواء بين برستد وبتري، او بين حسن كمال وسليم حسن حيث جاء النص كالتالي: »ويقول الرؤساء مطروحين ارضا السلام/ ولم يعد يرفع واحد من بين قبائل البدو تسعة الأقواس رأسه/ التحتو قد خربت/ وبلاد خاتي أصبحت مسالمة/ وكنعان أسرت مع كل خبيث/ وأزيلت عسقلان/ وجيرز قبض عليها/ وبنوم أصبحت لا شئ/ وإسرائيل خربت وليس بها بذر/ وخارو أصبحت أرملة لمصر/ وكل الأراضي قد وجدت السلم/ وكل من ذهب جائلا أخضعه ملك الوجه القبلي والوجه البحري »ابن رع« محبوب »آمون« ابن الشمس »مرنبتاح« منشرح بالصدق/ معطي الحياة مثل »رع« كل يوم!

وإذا قارنا بين النصين فلنقف علي عدة اختلافات في قراءة النص الهيروغليفي عند برستد وبتري وفي قراءة النص الإنجليزي لدي حسن كمال وسليم حسن وأبسط هذه الاختلافات وأيسرها، أسماء المدن »التحتو« عند بتري هي »تحنو« عند برستد، وبلاد »خاتي« وهي الشام قرأها برستد »الحتيين« وارض كنعان التي أسرت ـ عند بتري ـ مع كل خبيث، نجدها ـ عند برستد ـ سلبت بأشد قسوة، وجيزر التي قبض عليها استولي عليها برستد لجلالته »مرنبتاح« وبالنسبة للنص الإنجليزي فيتضح الاختلاف في رسم أسماء المدن »جازر« كما كتبها حسن كمال، هي »جيزر« عند سليم حسن، و»يانوعام« لدي حسن، هي »بنوم« لدي سليم..

وللأسف هذه الاختلافات في قراءة النص الهيروغليفي والإنجليزي تجدها في سائر الأعمال علي سبيل المثال عند د. عبد الحميد زايد، ود. محمد بيومي مهران، وكلير لالويت »نصوص مقدسة« ترجمة ماهر جويجاتي..

علي اية حال، ما يهمنا في هذا الشأن، السطر الخاص بإسرائيل، فقد اثبت سليم حسن عدة اختلافات في قراءة السطر، حيث قال: وقد ترجم علماء اللغة والآثار الجملة التي جاء فيها ذكر إسرائيل بأوجه مختلفة ننتخب منها ما يأتي:

1ـ وإسرائيل قد أقفروا وبذرتهم قد انقطعت »برستد«.

2ـ وقوم إسرائيل قد صاروا قفراً، ومحاصيل قد ذهبت »جرفث«.

3ـ وقوم إسرائيل قد اتلفوا، وليس لديهم غلة او بذر »بتري«.

4ـ وإسرائيل قد محي وبذرته لا وجود لها »نافيل«.

وعلق سليم بقوله: »والواقع ان كلمة بذرة« في ترجمة كل من برستد ونافيل، تدل علي الخلف، وهذا ما نجده في اللغات الاخري، بمعني ان البذرة والنسل واحد، ولانزال نسمع حتى يومنا هذا، إذا انقطع نسل واحد من الناس فإنه يقال: قد انقطعت بذرته، واشار الي ان هذه الترجمة تخالف ترجمة بتري، وأضاف: يلاحظ ان في الأصل المصري تفصيلا في كتابة كلمة إسرائيل له أهميته، فحينما نجد في كتابة اسم قوم من الأقوام الذين ذكروا مع إسرائيل مخصصاً في نهاية الاسم دل ذلك علي البلاد الأجنبية، وهذا المخصص في كلمة إسرائيل غير موجود، بل كتب بدلاً منه مخصص يدل علي إنهم قوم أجانب، وأكد د. عبد الحميد زايد ان كلمة حبوب »بذر« تعني هنا »نسل« وفي الواقع هذا تفسير مبالغ فيه، لأن المخلص الذي كتب به كلمة حبوب هو عبارة عن حب من القمح ينتهي بثلاثة خطوط، وهي التي يكتب بها الجمع في اللغة المصرية القديمة، ولاحظ أيضا د. زايد ان المخصص الذي كتب به الإسرائيليون في لوح إسرائيل، يختلف عن المخصصات التي كتب بها بقية الجماعات التي هزمت، فجميع هذه الأسماء قد وضع لها المخصص الخاص بالبلاد الأجنبية، أما اسم إسرائيل فقد خصص برجل وامرأة وثلاثة خطوط رأسية خاصة بالجمع، وهذا المخصص علي هذه الصورة يشير إلي أقوام ولا يشير إلي منطقة من المناطق، واستنتج زايد ان إسرائيل قد ذكر علي انه أقوام عاشوا علي الحدود المصرية، وإنهم كانوا لا وطن لهم، ورجح إن تكون اللوحة »لوحة إسرائيل« قد نقشت بعد فترة قصيرة من خروج العبرانيين من مصر.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية