رئيس التحرير: عادل صبري 12:10 مساءً | الاثنين 05 مايو 2025 م | 07 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

أنا أو جهنم الحمرا !

أنا أو جهنم الحمرا !
13 مارس 2018

أنا أو جهنم الحمرا !

سليمان الحكيم

 

قد يندهش الكثيرون من غمر الشوارع باللافتات التي تدعو للاستمرار السيسي رئيسا لمصر رغم كل السلبيات التي قد تنوء بحملها الجبال، والتى نتجت عن فترة حكمه الأولى، فكيف لرجل له كل تلك السلبيات ويحظى بمثل كل هذا التأييد؟

 

ولكنى أستثنى نفسى من الشعور بمثل هذه الدهشة لأننى أدرك أن المبالغة في حجم الدعاية للسيسى يتنافى طرديا مع حجم سلبياته. فلو كانت له ما يدعيه البعض من إنجازات لتولت عنه المهمة وأغنته وأنصاره المزعومين عن أية دعاية فضلا عن المبالغة فيها.

 

ولأنهم يدركون الحجم الكبير والخطير لكل سلبياته فأرادوا أن يغطوا عليها بالدعايا التي قد توحى للبعض من أهل الغفلة وقصيرى النظر بأن له إنجازات لا يرونها وإيجابيات لم يفطنوا إليها، لتبدو الدعاية له أمرا طبيعيا ومبررا.

 

هكذا أراد القائمون على حملة السيسي وهكذا كان مقصدهم، ولكن الذين قاموا بتنفيذ الحملات الدعائية في الشارع والذين حملت اللافتات المنتشرة في كل الشوارع بطريق الغمر أسماءهم، وضعت نوايا جميع هؤلاء وأهدافهم من وراء ذلك موضع الشك وسوء الطوية.

 

فأغلب هؤلاء ينتمون إلى الحزب الوطنى المنحل والذين رأوا فيها مناسبة لتبرئة أنفسهم من الولاء لمبارك وانتهاء عهدهم بفساده المفضوح، ومنح ذلك الولاء للسيسى ثمنا لتغاضيه عن فتح ملفاتهم ومواجهتهم بما حوته من روائح كريهة أو حصول بعضهم على براءة مصطنعة حان وقت سداد ثمنها له، خاصة وأن مشاركتهم في حملة السيسي جاءت تنفيذا للأمر المباشر الذي تلقوه من جهات أمنية تملك تحت أيديها الملفات الخاصة بتاريخهم القديم وما ارتكبوه من جرائم ومخالفات تستوجب العقوبة.

 

وإذا كان البعض قد ألح في دعوته للسيسى بتشكيل حزب سياسى جديد يكون ظهيرا شعبيا له، فإن السيسي – ولنصائح أمنية مخلصة. قد امتنع عن الاستجابة للأصحاب تلك الدعوات لأنه بات متأكدا من وجود مثل هذا الحزب بالفعل متمثلا في الحزب الوطنى الذي قدم نفسه طواعية لخدمة السيسي والعمل وفق مصلحته، بما لا يزال يحتفظ به من أموال ونفوذ يدين بهم للسيسى بتغاضيه عن ماضيه الأسود وعفوه عما سلف منهم من أعمال وممارسات مشينة.

 

هذا وقد شارك البعض ممن رأوا في استمرار السيسي حالة من الاستقرار التي تضمن لهم عدم المساس بمصالحهم إضافة إلى كثيرين من اللذين انضموا للحملة تجنبا "لوجع الدماغ" الذي قد يأتيهم من الامتناع عن المشاركة من حكومة نصبت نفسها لخدمة ولى نعمتها فتقوم باضطهاد هؤلاء بعد توجيه الاتهام المعروف والجاهز لهم بموالاة الإرهابيين والتعاطف معهم والاستجابة لدعوتهم "المشبوهة" بمقاطعة الانتخابات.

 

نحن إذن أمام حملة حكومية قائمة على الإكراه والجبر ولا مجال فيها للمنافسة والاختيار، فأما السيسي أو الطرد من جنته المزعومة والتعرض للأبشع أنواع التنكيل الذي قد يصل إلى حد سحب الجنسية حسبما يهدد بعض أنصاره!

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    أحدث المقالات

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    محمد إبراهيم

    تضامنا مع مصر العربية.. الصحافة ليست جريمة

    السيئ الرئيس!

    سليمان الحكيم

    السيئ الرئيس!

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    علاء عريبى

    يسقط المواطن ويحيا القولون الغليظ!

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    تامر أبو عرب

    عزيزي عادل صبري.. والاس هارتلي يُقرؤك السلام

    ما جريمة عادل صبري؟

    يحيى حسين عبد الهادي

    ما جريمة عادل صبري؟

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    أميمة أحمد

    عادل صبري.. المثقف الوطني وجه مصر

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    محمد إبراهيم

    نظرة على الانتخابات بعد انتهائها

    عادل صبري حفيد النديم

    سليمان الحكيم

    عادل صبري حفيد النديم

    عادل صبري وترخيص الحي!

    علاء عريبى

    عادل صبري وترخيص الحي!

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية

    السيد موسى

    عادل صبري رمز الصحافة المهنية