رئيس التحرير: عادل صبري 09:15 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بخلاف الشائع.. علماء يحذرون من الجلوس بشكل مستقيم

بخلاف الشائع.. علماء يحذرون من الجلوس بشكل مستقيم

منوعات

علماء يحذرون من الجلوس بشكل مستقيم

بخلاف الشائع.. علماء يحذرون من الجلوس بشكل مستقيم

أحلام حسنين 22 مايو 2019 21:54

دائما ما ينصحنا الآخرون بأن نجلس بشكل مستقيم حتى لا نعاني من آلام في الظهر والعظام. ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك، إذ تؤكد دراسة حديثة أن الجلوس المعتدل يسبب إضرارا بالصحة، أما الجلوس المحدث وغير المنتظم لا يكون سيئا على الإطلاق، كما حذرت الدراسات من أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض السرطان والوفاة المبكرة.

 

فبعد أن عكف البعض على صناعة مقاعد خصيصة من أجل الجلوس بوضع مستقيم، جاءت الأبحاث لتنصح بالجلوس بشكل غير مستقيم، وتؤكد أن الجلوس المحدب يساعد في الحفاظ على شكل العمود الفقري لينا.

 

مشاكل "الجلوس المستقيم"

 

وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية على موقعها الإلكتروني، فإن عددًا كبيرًا من الدراسات يشير الآن إلى أن طريقة الجلوس التقليدية المستقيمة تتسبب في سلسلة من مشاكل الظهر، بل على العكس فإن التمايل وغياب الاستقامة يكون مفيدًا في تخفيف ألم المفاصل والعضلات.

 

وتوصل أخصائيو العلاج الطبيعي في مستشفى جامعة نورث تيز في "ستوكتون أون تيز" الذين أجروا التحقيق إلى أن بعض الترهل في الجلوس، يمكن أن "يوفر بديلا قيمًا للجلوس المستقيم" للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر.

 

وذهبت دراسات في أستراليا، نقلتها "العربية نت" إلى أنه عند الجلوس لفترات متصلة بشكل مستقيم، فإن الترهل يمكن أن يريح العضلات المتوترة في القلب والساقين.

 

وقد كشفت إحدى الورقات العلمية في 2018 أن مواقف الجلوس غير المعتدل، ساعدت على زيادة كمية السائل بين الأقراص الشوكية، ما قلل من التصلب، كما يعمل ذلك على زيادة ارتفاع العمود الفقري مع مرور الوقت.

 

فائدة الجلوس المحدب

 

ويقول أخصائي العظام في لندن غافن سميثوفقا لـ"العربية نت"، إن الأسلوب الثقافي السائد وحتى الصناعات بأكملها، كل ذلك يشعر الناس بأن الجلوس غير المستقيم كأنه يعني شعورًا بالذنب".

 

ويضيف: "لكن إذا كان الجلوس المستقيم ينشط العضلات في البطن والحوض والظهر، فإن الجلوس المتراخي يريح هذه الأعضاء".

 

وأوضح: "نظرًا لأن هذه العضلات نشطة بشكل مفرط في الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، فإن بعض الاسترخاء الدوري لهم مفيد".

 

وينصح: "إن التبديل بين المواقف المريحة والاسترخائية هو أفضل طريقة للجلوس على مكتبك".

 

كما يقول جاك تشيو، المتحدث باسم جمعية تشارترد للعلاج الطبيعي: "إن الجلوس الاسترخائي ليس عدواً للوضع الصحي، كما أن الجلوس في وضع مستقيم والوقوف ليس حلاً لمشاكل الظهر".

 

70 ألف وفاة بسبب الجلوس 

 

 

وكشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في أبريل 2019، عن نتائج جديدة وخطيرة، تفيد بأن الفترات الطويلة التي يتم قضاؤها في الجلوس ساهمت فى 70 ألف حالة وفاة في عام 2016 في المملكة المتحدة البريطانية فقط، وللمرة الأولى تضع رقما للتكاليف الصحية الناتجة عن ذلك وهو 700 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

 

ووفقًا لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أشار الباحثون إلى أن الكثير منا يقضون تسع ساعات في اليوم أو أكثر في الجلوس، وهذا ليس في العمل فقط - وفقًا لأرقام جديدة.

 

وقال الباحثون من جامعة كوينز بلفاست وجامعة أولستر في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع، إنه ينبغي اتخاذ تدابير للحد من السلوك المستقر بهدف تحسين صحة السكان وتخفيف العبء المالي على الخدمة الصحية.

 

وتشير الدراسة إلى أن الجلوس لفترات طويلة من الوقت، يؤدي إلى خطر الإصابة  بأمراض كثيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع 2 ، وأشكال معينة من السرطان مثل سرطان الرئة والموت المبكر من جميع الأسباب.

 

تضر بـ"الدماغ"

 

وأكدت الدراسة التي نُشرت في أبريل 2019،  أن الجلوس لفترات طويلة  يؤثر على الدماغ، إذ يؤثر على الحالة المزاجية والإدراك والذاكرة بالإضافة إلى زيادة خطر الخرف.

 

في السياق نفسه كانت قد حذرت دراسة أمريكية أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا، ونشروا نتائجها في دورية (PLOS ONE) العلمية، تعود إلى إبريل 2018، من أن الخمول البدني والجلوس لفترات طويلة، يؤثر بالسلب على صحة الدماغ، وخاصة المناطق المرتبطة بالذاكرة.

 

وأوضح الباحثون أن الدراسات السابقة كشفت أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة، لكن تأثيره على الدماغ لم يعرف بعد.

 

ولرصد تأثير الخمول البدني على صحة الدماغ، راقب الباحثون 35 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 45 إلي 75 عامًا.

 

ورصد الفريق مستويات نشاطهم البدني ومتوسط عدد الساعات اليومية التي كانوا يقضونها جالسين، بالإضافة إلى إجراء مسح للدماغ يقدم نظرة مفصلة على الفص الصدغي الإنسي، وهي منطقة دماغية تشارك في تكوين الذكريات الجديدة.

 

ووجد الباحثون أن الجلوس لفترات طويلة ارتبط مع ترقق منطقة الفص الصدغي، وذلك يؤثر على صحة الدماغ ، خاصة المناطق ذات الأهمية البالغة في تكوين الذاكرة.

 

ووجد الفريق أيضًا أن النشاط البدني، حتى عند مستوياته المرتفعة، غير كافٍ لتعويض الآثار الضارة المترتبة على الجلوس لفترات طويلة.

 

وقال الدكتور ديفيد ميريل، أحد أعضاء فريق البحث إن "ترقق منطقة الفص الصدغي يمكن أن يكون مقدمة للتراجع المعرفي والخرف لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن".

 

وأضاف أن "الحد من السلوك المستقر قد يكون هدفا محتملا لتحسين صحة الدماغ لدى الأشخاص المعرضين لمرض الزهايمر".

 

وكانت دراسة سابقة أظهرت أن الخمول البدني لفترات قصيرة يؤثر بالسلب على قوة العضلات والأطراف السفلية، التي تساعد الأشخاص على الحركة، وخاصة صعود الدرج.

 

السرطان والوفاة المبكرة

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الخمول البدني يمثل السبب الرئيسي الذي يقف وراء حدوث نحو 21% إلى 25% من حالات سرطاني القولون والثدي، و27% من حالات السكري، وقرابة 30% من أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

وكانت قد نبهت دراسة علمية في العام الماضي، إلى خطورة الجلوس لفترات طويلة، فبحسب  الدراسة التي أجراها علماء الجمعية الأمريكية للأمراض السرطانية، فإنه يوجد  علاقة بين انخفاض النشاط الحركي وخطر الموت بسبب مجموعة من الأمراض.

 

وبحسب موقع "العربية"، فإن باحثين أثبتوا، أن بقاء الإنسان جالسًا لمدة 6 ساعات على الأقل يوميًا، يزداد خطر وفاته بنسبة 19% مقارنةً بالذين يقضون أقل من 3 ساعات في وضع الجلوس".

 

وكشف الباحثون أن هذه العادة ترتبط بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والجلوكوز والإنسولين وضغط الدم. 

 

وتؤكد الدراسة على أن الجلوس لفترة طويلة قد يسبب مجموعة من الأمراض، هي السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، مرض السكري، أمراض الجهاز الحركي، أمراض الكلى والرئتين والكبد والجهاز الهضمي ومرض باركنسون وألزهايمر والاضطرابات العصبية.

 

الميل للانتحار

 

ولفتت الدراسة التي أجراها علماء جمعية السرطان الأمريكية، إلى وجود علاقة بين الجلوس لفترات طويلة والميل للانتحار، مستندةً إلى  بيانات عن 128 ألف رجل وامرأة أصحاء، جُمعت خلال 21 سنة، توفي منهم خلال هذه الفترة 49 ألفًا.

 

وقال باحثون في جمعية السرطان الأمريكية :"إن الجلوس قد يقتلك بنحو 14 مرضا، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكر، وأمراض الكلى المزمنة، ومرض الإنسداد الرئوى المزمن، وأمراض الرئة والكبد، والقرحة الهضمية وغيره من أمراض الجهاز الهضمى، فضلا عن مرض الشلل الرعاش والاضطرابات العصبية واضطرابات العضلات والعظام.. وقد ينتهى الأمر بالإنسان بالإنتحار".


وقالت الدكتورة ألبا باتل الباحثة الرئيسية ومديرة استراتيجية دراسة الوقاية من مرض السرطان :"إن الرسائل البسيطة هي أننا يجب أن ننتحرك أكثر.. فكلما انخفضت ساعات الجلوس، كلما كان ذلك أفضل، فكسر ساعة من الجلوس بدقيقتين من النشاط الخفيف يمكن أن يحسن مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، إلى جانب ضغط الدم".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان