سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على أزمة الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نفط سعودية، ما تسبب في تعطل نحو نصف إنتاج المملكة، معتبرة أن مواقف الإدارة الأمريكية هي السبب في هذه الأزمة التي زادت من مخاطر اندلاع الحرب في المنطقة.
جاء هذا في افتتاحية الصحيفة التي نشرتها على موقعها الإليكتروني تحت عنوان:" وجهة نظر جارديان في أزمة إيران والسعودية: أقصى قدر من الضغط يولد أقصى قدر من المخاطر".
وقالت الصحيفة إن:" الاعتداء على مصنع معالجة النفط في بقيق سواء كان بطائرة بدون طيار أو بصاروخ- الذي أوقف نصف إنتاج السعودية وتسبب في أكبر زيادة في أسعار النفط منذ غزو صدام للكويت قبل ثلاثة عقود- زاد بشكل كبير من مخاطر الحرب."
وعلى الرغم من نفي إيران تورطها في هذا الاعتداء الذي تبنته حركة أنصار الله الحوثية في اليمن إلا أن الصحيفة ترى أن الحوثيين لم يكن بمقدورهم تنفيذ هذه الهجوم دون دعم إيران.
وقالت الصحيفة إن سياسة أقصى درجة من الضغط التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع إيران كان من المفترض أن تجعلها تخضع للإرادة الأمريكية، ولكن بدلا من ذلك جعلت إيران أكثر عدوانية لأنه لم يعد أمامها إلا القليل لتخسره.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران كانت حريصة على إظهار أن شعبها لن يكون الوحيد الذي يعاني من الخناق الأمريكي المفروض على اقتصادها، معتبرة أن الأحداث الأخيرة أظهرت بوضوح ان المنطقة تواجه مخاطر الانزلاق في الحرب.
واستهدفت طائرات بدون طيار مرفقين من أرامكو السعودية في محافظة بقيق وهجرة خريص السبت الماضي.
وفي أعقاب الهجوم أعلن وزير النفط السعودي، عبد العزيز بن سلمان، أن الهجمات أدت إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبا.
ويمثل هذا الرقم انخفاضًا كبيرًا في القدرات، حيث تشير آخر الأرقام الصادرة عن أوبك منذ أغسطس 2019، إلى أن إجمالي الإنتاج السعودي 9.8 مليون برميل يوميًا.
وتنتج المملكة حوالي 10% من إجمالي المعروض العالمي البالغ 100 مليون برميل يوميًا، مما يعني أن هجمات صباح السبت، تسببت في خفض نحو 5% من الإنتاج العالمي حاليا.
بدورها أعلنت ميليشات الحوثيين في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات التي استخدمت فيها 10 طائرات مسيرة.
ويقاتل الحوثيون المتحالفون مع إيران الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الذي يدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا.
ويشن التحالف بشكل شبه يومي غارات جوية على مواقع للحوثيين، بينما يطلق الحوثيون صواريخ على المملكة.
وتشهد المنطقة تصاعدا في حدة التوتر بسبب العلاقات المضطربة بين إيران والسعودية.
وكانت كل من السعودية والولايات المتحدة قد ألقت باللوم على إيران في شن هجمات في الخليج على ناقلتين نفطيتين في شهري يونيو ويوليو الماضيين ، وهو ما تنفيه طهران.
وفي شهر مايو الماضي، تعرضت أربع ناقلات، اثنتان منها تحملان العلم السعودي، لأضرار جسيمة بسبب انفجار ألغام بحرية وقعت داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات في خليج عمان.