رئيس التحرير: عادل صبري 05:01 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة أمريكية: بعد 57 عاما من الانتظار.. الجزائريات يأملن في المساواة

صحيفة أمريكية: بعد 57 عاما من الانتظار.. الجزائريات يأملن في المساواة

صحافة أجنبية

الجزائريات يأملن في تحقيق المساواة مع الرجل

صحيفة أمريكية: بعد 57 عاما من الانتظار.. الجزائريات يأملن في المساواة

إسلام محمد 05 أبريل 2019 21:10

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاحتجاجات التي اندلعت في الجزائر لأول مرة 22 فبراير الماضي، اجتاحت البلاد عاصفة من الأمل والتضامن والتعبئة الجماعية، وشاركت النساء فيه بقوة.

 

وأضافت، كانت النساء في طليعة المظاهرات ولم يكن ذلك مفاجئًا بالنظر إلى المشاركة التاريخية للمرأة الجزائرية في السياسة، ولعبت المرأة الجزائرية دوراً حاسماً أثناء إنهاء الاستعمار، وخلال الحرب الجزائرية من 1954 إلى 1962 ، ساهموا في التمريض وإخفاء المقاتلين، والاتصال بين الجماعات والمشاركة في العمليات العسكرية.

 

وتابعت: ورغم أن مشاركتهم الحاسمة في هذه الفترة، وبعد فترة وجيزة من استقلال الجزائر، تحولت جبهة التحرير الوطني الحاكم سريعًا إلى نادي يستبعد النساء من مناصب السلطة، ورغم أن الدستور الجزائري يحظر التمييز على أساس "المولد أو العرق أو الجنس أو الرأي أو أي حالة أو ظرف شخصي أو اجتماعي آخر" ، فقد تبنت البلاد قانون الأسرة عام 1984، ويعزز القانون هيمنة الذكور على النساء، ويضفي الطابع المؤسسي على التمييز على أساس الجنس، ويحد بشكل أساسي من الحقوق والحريات الفردية للمرأة.

 

وخلال الحرب الأهلية في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن العشرين، والمعروفة باسم "العشرية الأسود"، كانت النساء الجزائريات أول أهداف الجماعات ألإرهابية التي أعلنت أن الحجاب إجباري، وغيرت هذه الفترة بشكل جذري وصول المرأة إلى الأماكن العامة، وكلفت أرواح الكثيرين الذين رفضوا تغطية أو الالتزام بالقواعد الأبوية الصارمة.

 

ولا تزال آثار هذه الفترة واضحة حتى اليوم، على سبيل المثال في يونيو 2018 ، تعرضت امرأة شابة كانت في طريقها، للهجوم من رجل أخبرها أن مكانها المطبخ وليس الشوارع، بعدما نشرت الشابة قصتها، سار مئات الأشخاص معها بالتضامن وحملوا لافتات تخبر المجتمع بأن "مكان المرأة هو المكان الذي تريده"، لكن هذا لم يترجم إلى تغييرات في السياسة أو القانون.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن مشاركة النساء في احتجاجات الشوارع اليوم ملهمة بشكل خاص، حيث انضمت النساء إلى المسيرات، ونشرت مجموعة، مؤلفة من نساء جزائريات من جميع الأجيال، إعلاناً يجادل فيه بأن بناء جمهورية جزائرية جديدة أمر لا يمكن تصوره دون ضمان المساواة في الحقوق لجميع المواطنين.

 

لكن هذا النهج "السلمي"، قوبل بالعنف عندما هاجم المحتجون الساحة، ووفقًا لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، تعرضت النساء المتظاهرات للاعتداء اللفظي ودُمرت علاماتهن لجرأهن على المطالبة بالمساواة، بجانب الهجمات الكراهية الصريحة، اتهم البعض هؤلاء النساء بتقسيم الحركة من خلال تقديم ادعاءات محددة ودفعن بأنه يجب على النساء الانتظار حتى يتم تحرير البلاد لمعالجة حقوق المرأة.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو النهج الخاطئ تماما، غالبًا ما تسمع النساء والفئات المستضعفة الحجة القائلة بأنه ليس الوقت المناسب لتقديم مطالب أثناء الضغط من أجل التغيير الثوري، لكن تأجيل مطالبات المرأة بالمساواة خاصة إلغاء قانون الأسرة لن يؤدي إلا إلى خلق تسلسل هرمي غير متكافئ من المظالم ومحو المخاوف المشروعة للمرأة بشأن مستقبل الجزائر. إذا لم يتم دمج مطالبهم في الحركة الآن ، فلن يروا أبداً النور.

 

وتنتظر النساء الجزائريات لمدة 57 سنة أن يعاملن على قدم المساواة، ومع التغيير في الهواء، لا يوجد وقت أفضل للدعوة إلى العمل، لقد عانت الجزائر بسبب إسكات النساء وإبعادهن عن المجالات السياسية والعامة بعد الاستقلال، ولا يمكننا تحمل ارتكاب نفس الخطأ عام 2019، ومع استمرار المقاومة، يجب أن تكون النساء جزءًا لا يتجزأ من التعديلات الجديدة.

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان