رئيس التحرير: عادل صبري 07:31 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعدما أنهت أمريكا دعمها للحرب.. إيران تمسك بمفتاح الحل في اليمن

بعدما أنهت أمريكا دعمها للحرب.. إيران تمسك بمفتاح الحل في اليمن

العرب والعالم

الحرب فاقمت المعاناة الانسانية في اليمن

بعدما أنهت أمريكا دعمها للحرب.. إيران تمسك بمفتاح الحل في اليمن

عمر مصطفى 07 فبراير 2021 16:05

بعدما أنهت الولايات المتحدة قبل يومين دعمها لحملة عسكرية متعثرة تقودها السعودية والإمارات في اليمن، يبدو أن إيران تتأهب للعب دور رئيسي في أي مفاوضات للحل في ذلك البلد العربي الغارق في الفقر والاقتتال، حيث يمسك حلفاؤها في جماعة الحوثي بزمام الأمور في العاصمة صنعاء وعدة محافظات رئيسية.

 

وذكر التلفزيون الإيراني اليوم الأحد أن مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يزور إيران حاليا للمرة الأولى لبحث الأزمة في اليمن وذلك بعد أيام من إعلان واشنطن إنهاء دعمها للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

 

ويلتقي جريفيث خلال زيارته التي تستغرق يومين مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين آخرين، بحسب التلفزيون الإيراني.

وكان تحالف بقيادة السعودية تدخل في الحرب الأهلية في اليمن عام 2015 لدعم القوات الحكومية التي تقاتل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، بعد أن أطاحت الجماعة بالحكومة المدعومة من السعودية من السلطة في العاصمة صنعاء، في صراع يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

 

من جانبه، قال مكتب جريفيث إن الزيارة تأتي في إطار مساعيه الدبلوماسية لدعم حل سياسي عن طريق التفاوض للصراع. وأضاف في بيان أن أولوية جريفيث المباشرة هي دعم اتفاق بين الطرفين المتحاربين لوقف إطلاق النار واتخاذ تدابير إنسانية عاجلة واستئناف العملية السياسية.

 

وقالت إسميني بالا المتحدثة باسم جريفيث إن الزيارة مقررة منذ فترة وإنها تأتي في وقت يحاول فيه المبعوث حشد مزيد من الدعم الدبلوماسي والإقليمي والدولي لمساعيه الرامية لإنهاء الحرب. وقالت وكالة أنباء الإيرانية إن "جريفيث سيتشاور مع المسؤولين الإيرانيين حول سبل تخفيف معاناة الشعب اليمني".

ورحبت إيران، أمس السبت، بقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن باعتبارها "خطوة صوب تصحيح أخطاء سابقة". ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قوله "وقف الدعم... للتحالف السعودي، إن لم يكن مناورة سياسية، يمكن أن يكون خطوة نحو تصحيح أخطاء الماضي".

 

وفي معرض التخلص من أكثر قرارات الرئيس السابق دونالد ترامب في ساعاته الأخيرة في السلطة تعرضا للانتقاد، قالت واشنطن يوم الجمعة إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة الحوثي ضمن التنظيمات الإرهابية.

 

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام في اليمن "يجب أن تنتهي". كما عين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم تيموثي ليندركينج مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى اليمن في مسعى لتعزيز الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الحرب.

 

وردا على القرار الأمريكي، جددت السعودية يوم الخميس التأكيد على "موقفها الثابت في دعم التوصّل لحلّ سياسي شامل للأزمة اليمنية"، مؤكدة على تطلعها إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن (...) في سبيل التوصّل إلى حل سياسي شامل في اليمن".

 

وكان بايدن قد أشار في خطابه المتعلق باليمن إلى أن السعودية "تواجه هجمات صاروخية وهجمات أخرى من قوات تدعمها إيران (...) سنساعد السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها".

في السياق الميداني، قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إنه اعترض ودمر طائرة مسيرة مفخخة اليوم الأحد أطلقتها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران باتجاه جنوب السعودية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية السعودية إن الطائرة المسيرة أطلقها الحوثيون "بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية".

 

ولم يعلن المتمردون اليمنيون المقربون من إيران عن مهاجمة أهداف في المملكة في الساعات الماضية. كما أنّ المالكي لم يحدّد ما إذا كان اعتراض الطائرة المسيّرة قد تم في الاجواء اليمنية التي تسيطر عليها طائرات التحالف الداعم للحكومة المعترف بها دوليا، أم في أجواء المملكة.

 

وتتعرض السعودية لهجمات متواصلة من قبل المتمردين المدعومين من إيران، خصم السعودية اللدود، لكن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون نادرا ما تصل إلى أجواء العاصمة السعودية التي تبعد نحو 700 كلم عن الحدود اليمنية. وفي يناير الماضي دمّرت القوات السعودية "هدفا جويا معاديا" فوق الرياض لكن لم تتضح الجهة التي تقف خلفه.

وأودت الحرب الطاحنة المستمرّة منذ ستّ سنوات في اليمن بعشرات آلاف الأشخاص وشرّدت الملايين، ما تسبّب بأسوأ كارثة إنسانيّة في العالم وفق الأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80 في المئة من سكان اليمن يحتاجون للمساعدات، وأن القرار الأمريكي بحظر جماعة الحوثي يجعل من إيصال المساعدات لهؤلاء أمرا مستحيلا، في ظل سيطرة الحوثيين على العديد من محافظات البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة رحبت بخطة واشنطن لإلغاء تصنيف الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية على أنها منظمة إرهابية "لأنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان