رئيس التحرير: عادل صبري 05:22 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

من ليبيا إلى اليمن.. هل «تصمت» المدافع بعد المصالحة الخليجية؟ (فيديو)

من ليبيا إلى اليمن.. هل «تصمت» المدافع بعد المصالحة الخليجية؟ (فيديو)

العرب والعالم

قتال في اليمن

من ليبيا إلى اليمن.. هل «تصمت» المدافع بعد المصالحة الخليجية؟ (فيديو)

أيمن الأمين 11 يناير 2021 11:07

بعد أيام من المصالحة الخليجية وفتح الأجواء الجوية والبرية بين قطر والبلدان الخليجية، بدأت الأنظار تتجه نحو الأزمات العربية العالقة، تحديدا في ليبيا واليمن، أكثر مناطق الخلاف بين دول الخليج وقطر.

 

فالأزمة الخليجية التي استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة، تركت عديداً من القضايا السياسية، والأمنية، والحقوقية، العالقة بين دول الأزمة، ومع تحقيق المصالحة، يتساءل البعض عما إذا حان وقت إغلاق تلك الملفات والعودة إلى ما كانت عليه الأمور في السابق.

 

وبدأت دول الأزمة، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، بعد توقيع اتفاق المصالحة خلال قمة العُلا التي عُقدت في السعودية، الثلاثاء 5 يناير، في استعادة العلاقات الدبلوماسية، وفتح الحدود البرية والجوية والبحرية فيما بينها، ثم الانتقال إلى معالجة الملفات الأخرى.

 

لكن تلك الملفات ربما ليس من السهل إغلاقها بجرة قلم، نظرا لحسابات المصالح والمكاسب بين تلك البلدان، خاصة أن دول الخليج باتت لاعباً رئيساً في المشهد اليمني والليبي.

 

 

ويتوقع محللون أن تنعكس المصالحة الخليجية التي أعلنت في الخامس من يناير 2021، بشكل كبير على عدد من الملفات التي تتقاطع فيها وجهات نظر الدول الموقّعة على بيان "العلا".

 

ومن المتوقع أن تكون الأزمة الليبية من بين القضايا الرئيسية التي ستتأثر بهذه المصالحة التي يختلف أطرفها بين داعم لحكومة الوفاق ومؤيد للجنرال خليفة حفتر.

 

ولم يفصح الفرقاء الموقعون على اتفاق المصالحة عن تفاصيل ما جرى التوافق عليه بشأن القضايا محل الخلاف، واكتفوا جميعاً بتأكيد أن الأزمة الخليجية أصبحت من الماضي.

 

ويتحدث أطراف الاتفاق عن خطوط إطارية وعناوين عريضة للمصالحة، ويؤكدون أن ما يجري حالياً هو النظر إلى المستقبل والتعاون لمواجهة التحديات.

 

 

المحلل السياسي التركي حمزة تكين يرى أن أي مصالحة، سواء خليجية أو إقليمية، ستنعكس بالطبع على بعض الملفات، مشيراً إلى أن "الأزمة الليبية فيها أطراف متداخلة بطريقة شرعية وأخرى بطريقة غير شرعية".

 

وفي تصريحات صحفية قال تكين: إن "التقارب التركي القطري مع السعودية سينعكس إيجاباً على القضية؛ لكونه سيخدم جانب الشرعية والقانون.

 

وتابع قائلاً: "رغم أن الأمور لن تتم بين يوم وليلة؛ لأن إيجاد تخريجات لبعض الأطراف الداعمة لحفتر سيأخذ وقتاً، لكن من المهم حالياً تحسين العلاقة مع السعودية لتحسين وضع الشرعية الليبية".

 

 

ويعتقد تكين أن "الليبيين يمكنهم التفاهم بعيداً عن حفتر"، مشيراً إلى أن "التحالف التركي-القطري في ليبيا سيجنح للسلم مع الإمارات إذا جنحت الأخيرة إلى ذلك".

 

ويعتبر مراقبون أن التفاهم القطري التركي في ليبيا واحد من أبرز النقاط الخلافية بين أطراف الأزمة المنتهية مؤخراً، وقد جرت المصالحة في وقت تشهد فيه الساحة الليبية تطورات جديدة بعد تهديدات أطلقها حفتر، 24 ديسمبر 2020، توعّد فيها بإخراج القوات التركية من بلاده.

 

 

على الجانب الآخر، ربما سيكون للمصالحة الخليجية انعكاسات مباشرة على اليمن، وأخرى غير مباشرة، إقليمياً ووطنياً، تعيد ترتيب الكثير من الأولويات المتعلقة بالبلاد، والتي رمت بها الأزمة الأخيرة إلى أدنى سلّم الأولويات الخليجية.

 

وتنهي حرب اليمن عامها السادس في مارس القادم، وسط تعقيدات مستمرة ومجاعة توصف بالأسوأ على مستوى العالم، وبرزت تلك التعقيدات بشكل واضح بعد الشرخ الذي حدث داخل التحالف العسكري الذي تقوده السعودية؛ بسبب التصدع داخل مجلس التعاون الخليجي، في يونيو 2017.

 

وبدأت الأزمة اليمنية يطول مداها عقب الخلافات التي نشبت بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، والتي دفعت على ضوء ذلك السعودية إلى إنهاء مشاركة دولة قطر من عضوية التحالف، وسحبت الأخيرة قواتها العسكرية.

 

 

كما أدى الانقسام في البيت الخليجي إلى انعكاسات سلبية واضحة على الحرب في اليمن من خلال تداخل الأدوار وتعارضها، والتي كان بإمكانها أن تكون موحدة في مجلس التعاون الخليجي إزاء كافة القضايا الخليجية، وفي مقدمتها الحرب في اليمن.

 

وإلى جانب ذلك تضغط الحرب الدائرة في اليمن أكثر فأكثر على اقتصادات دول الخليج المنتجة للنفط، وشكلت استنزافاً مالياً لدول الخليج، لا سيما مع تكاليفها الباهظة التي من الصعب تحملها في ظل أزمة أسعار النفط المتراجعة مؤخراً، فضلاً عن تداعيات جائحة كورونا.

 

في الغضون، يعتبر اليمنيون أن أي خلافات في دول الخليج تنعكس سلباً على بلادهم، سواء بوجود الحرب أو في أيام السلم، فقد تسببت حرب الخليج عام 1990 بعودة نحو مليون يمني مغترب إلى بلادهم، والتسبب بأزمة أثقلت كاهل الحكومة اليمنية آنذاك.

 

ومع إعلان المصالحة الخليجية عقب أزمة 2017، كان لافتاً الترحيب الكبير من الحكومة اليمنية و13 من الأحزاب والقوى السياسية بهذه الخطوة، وأعربت عن أملها أن تنعكس إيجاباً على دعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

 

 

وتعبيراً عن حالة اليمنيين يشير د. عادل المسني، الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن المصالحة الخليجية ربما تنهي أزمة استنزفت بلدان الخليج، "وتفتح الباب لمعالجة ملفات وصفت بالمعقدة كالملف اليمني".

 

ويؤكد عبر تصريحات صحفية، أن المصالحة "طوت مرحلة سيئة من العلاقات بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، في خطوة من شأنها أن تعزز من آفاق المصالحات وتفتح الباب لمعالجة كثير من الملفات، ومن ضمنها ما يحدث في اليمن".

 

وأضاف: "جاء موقف السعودية نحو حلحلة الأزمة مع قطر بالتزامن مع الإسراع في تشكيل الحكومة اليمنية، بما يشكل مؤشراً مهماً على التحول في الاستراتيجية السعودية استجابة للتحديات التي تهدد أمن الخليج من ناحية، وآخر متعلقاً بالتطورات الدولية المرتبطة بمجيء إدارة جديدة للبيت الأبيض".

 

وتابع: "أتصور أن المصالحة الخليجية عكست إرادة القيادة السعودية، وأجبرت الدول الأخرى المقاطعة لقطر على المضي خلفها، وبنفس القدر فيما يتعلق بتشكيل الحكومة اليمنية".

 

 

وأشار إلى أن "هذا يشكل تطوراً إيجابياً في الموقف السعودي من شأنه أن يضعف من شهوة إثارة النزاعات والحروب في مناطق توصف بالمهمة للأمن القومي السعودي مثل اليمن".

 

وبرأي المسني فإن السعودية "تنتهج مساراً لا يعجب الإمارات فيما يتعلق بعودة الحكومة وتمكينها على الأرض؛ من خلال تنفيذ الشق العسكري والأمني في عدن".

 

ويعتقد في حديثه أيضاً أن من مزايا المصالحة الخليجية "تفكيك التحالف السعودي الإماراتي أو إضعافه، والاتجاه نحو بناء تحالفات أوسع تأخذ بالاعتبار التحديات التي تواجه الخليج وليس رغبات البعض".

 

أما المحلل السياسي سيف مثنى فهو يعتقد أن المصالحة أتت نتاج سياسة أمريكية لسببين، أبرزهما "فوبيا إيران"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "يُعتبر الهاجس الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، واستكمال بنود صفقة جاريد كوشنر وترامب عبر إقناع الدول بالمصالحة".

 

واستبعد "مثنى"، "تغير قواعد اللعبة"، لكنه استدرك قائلاً: إن "التقارب بين قطر والسعودية يعني تخلي الأخيرة عن حليف استراتيجي، خاصة أن الإمارات ترى أن الحوثي لا يشكل خطراً عليها، وبالذات بعد إعلان الانسحاب من حربها عليه".

 

 

كما يعتقد أن المصالحة جاءت تخوفاً من الإدارة الأمريكية الجديدة التي قد تميل لإيران، "مما يعني تمدد الحوثي وبقاءه لاعباً إقليمياً في اليمن، وتصوير منطقة الشرق الأوسط على أنها دائماً بحاجة للتدخل الأمريكي لإبقائها تحت مسمى الدول النامية".

 

وتهدف المصالحة بشكل كبير، وفقاً لبيانات الدول الست- في تجسيد المصلحة العُليا لدول مجلس التعاون الخليجي، كلحمة واحدة وليس كدول فحسب، وموازنتها بحكمة وروية مع المصالح الأخرى، والتي تتمثل في أمن واستقرار المنطقة، والدفاع المشترك عنها من الطموحات التوسعية والقيادية لعدة دول.

المصالحة الخليجية
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان