رئيس التحرير: عادل صبري 03:59 مساءً | الاثنين 07 يوليو 2025 م | 11 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

التشاؤم سيد الموقف.. أجواء تيتانيك تخيم على زيارة ماكرون للبنان

التشاؤم سيد الموقف.. أجواء تيتانيك تخيم على زيارة ماكرون للبنان

العرب والعالم

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

التشاؤم سيد الموقف.. أجواء تيتانيك تخيم على زيارة ماكرون للبنان

بسيوني الوكيل 14 ديسمبر 2020 12:26

قبل نحو أسبوع من الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى لبنان، شبه وزير خارجيته جان إيف لودريان، الوضع في البلد العربي بالسفينة البريطانية تيتانيك، أثناء غرقها، الأمر الذي رأى فيه مراقبون نبرة تشاؤمية حيال محاولات ماكرون لمساعدة لبنان على الخروج من أكبر أزماته السياسية والاقتصادية.      

 

وفي مقابلة نشرتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أمس الأحد، وصف وزير الخارجية الفرنسي الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان بأنه يشبه غرق السفينة تيتانيك لكن من دون موسيقى.

 

وقال لودريان "لبنان هو تيتانيك بدون الأوركسترا... اللبنانيون في حالة إنكار تام وهم يغرقون، ولا توجد حتى الموسيقى".

 

ويعتقد أن أوركسترا تيتانيك استمرت في العزف، لأطول فترة ممكنة حتى غرقت السفينة في المحيط الأطلسي في عام 1912، في محاولة لمساعدة الركاب على الهدوء وسط الهلاك الوشيك الذي أودى بحياة كل الموسيقيين في نهاية الأمر.

 

ورأى مراقبون في تصريحات لودريان نبرة تشاؤمية قبل زيارة ماكرون إلى بيروت، الأمر الذي يعني أن باريس تتوقع مسبقا أن الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون من أجل التوصل لاتفاق ينهي الأزمة السياسية بين فرقاء لبنان، لن تؤتي ثمارها.    

 

وستكون تلك هي زيارة ماكرون الثالثة منذ وقوع انفجار هائل في ميناء بيروت دمر مساحات شاسعة من المدينة وأودى بحياة 200 شخص في أغسطس الماضي.

 

وكشفت تقارير صحفية أن برنامج الزيارة يتضمّن لقاءً مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون وممثّلين عن المجتمع المدني ومتضررين من انفجار المرفأ.

 

وبحسب المعلومات فإن ماكرون سيزور في اليوم الأول من زيارته للبنان الناقورة حيث سيلتقي قائد قوات الطوارئ الدوليّة ثمّ دير كيفا ليلتقي قائد القوات الفرنسيّة العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة.

 

وبدأ صبر ماكرون ينفد مع الساسة اللبنانيين المتناحرين، إذ لا تزال مشاحناتهم على النفوذ عائقا في طريق إصلاحات شاملة يقول المانحون إنها لازمة قبل إرسال مساعدات مالية مقررة تشتد حاجة البلاد إليها.

 

وفي مطلع الشهر الجاري، كرر ماكرون مطالبته السلطات اللبنانية بإجراء إصلاحات وذلك في افتتاح مؤتمر دولي ثان لدعم لبنان بعد مرور أربعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت وفي توقيت تتواصل فيه خلافات المسؤولين اللبنانيين.

 

وافتُتح المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو وترأسه كل من ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بحضور رؤساء دول ومنظمات دولية وصناديق متعددة الأطراف ومنظمات غير حكومية وفاعليات المجتمع المدني اللبناني.

 

وتحدث ماكرون عن حصيلة مؤتمر أول لمساعدة لبنان بعد انفجار المرفأ عقد في التاسع من أغسطس، ثم ندد بسلوك المسؤولين اللبنانيين الذين لم يفوا بتعهّداتهم تشكيل حكومة والبدء بإصلاحات هيكلية مشروطة بها المساعدات للبنان.

 

وأكد أنه سيزور لبنان مرة جديدة في ديسمبر الجاري لحثّهم مجددا على الوفاء بتعهّداتهم. وقال ماكرون "لم يتم الوفاء بالتعهدات"، مضيفا أن "كل المؤشرات تدل على أنها كانت مجرّد كلام".

 

وأشاد ماكرون بوفاء الجهات الدولية بالتعهّدات التي قطعتها في المؤتمر الأول الذي "جمع أكثر من 280 مليون يورو، ما ساهم في التصدي جزئيا للاحتياجات الفورية".

 

وأنشأ البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي صندوقا لمساعدة البلاد على التعافي بمشاركة المجتمع الدولي. وشدد ماكرون على أن "هذا الدعم لا يمكن أن يكون بديلا من تعهّد القوى السياسية اللبنانية تشكيل حكومة بأسرع وقت وتنفيذ خارطة طريق للإصلاحات، من دونها سيتعذّر إطلاق المساعدة الهيكلية الدولية".

 

وأكد ماكرون التمسّك بالوعود وبتنفيذ التعهّدات "سواء في ما يتعلّق بالإصلاحات أو بالتحقيق في الانفجار". ويرزح لبنان منذ عام ونيّف تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة.

 

وإلى جانب التدهور الحاد في قيمة العملة الوطنية والتضخّم المفرط، لا يزال لبنان منذ أكثر من ثلاثة أشهر من دون حكومة بعدما استقالت حكومة حسان دياب على خلفية الانفجار الذي دمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.

 

وبالتزامن مع تصريحات ماكرون حذر البنك الدولي من أن الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان جعلت الاقتصاد عرضة "لكساد شاق"، وصفه بـ"المتعمد" مع إخفاق السلطات في احتواء الانهيار، داعياً إلى تشكيل حكومة تنكبّ على تنفيذ برنامج إصلاح شامل على وجه السرعة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان