قال موقع " mena-watch" الألماني، إِنَّ العنصرية متجذرة في العالم العربي بشكل أعمق من الغرب، مُشِيرًا إلى أنَّ الفرق الرئيسي بين العنصرية في الغرب والعالم العربي، هو أنَّ الدول الغربية تعتبرها بمثابة "جريمة"، بينما لا تصنف كذلك في العالم العربي.

وبحسب الموقع الألماني، يستخدم المثقفون العرب احتجاجات مقتل جورج فلويد العنيفة للدعوة إلى إعادة تقييم للعنصرية العربية لتوعية المجتمع العربي بالعنصرية المتفشية وأشكال التمييز المختلفة.

واستشهد الموقع الألماني بمقال للصحفي الفلسطيني، عبد الغني سلامة، نشرته صحيفة "الأيام" اليومية الرسمية للسلطة الفلسطينية، حيث سلط من خلاله الضوء على مقتل جورج فلويد في عملية للشرطة الأمريكية في مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، مُوَضِّحًا أنَّ العنصرية في العالم العربي تعتبر قضية منسية.

وكتب سلامة يقول: "مأساة فلويد تعتبر فرصة لنا نحن العرب لدراسة أشكال العنصرية التي كانت موجودة في مجتمعاتنا منذ آلاف السنين، مثل العنصرية ضد السود، والتمييز ضد المرأة ، والأقليات ، والمعاقين".

ويشير الصحفي الفلسطيني، أيضًا إلى العنصرية ضد العمال الآسيويين والأفارقة، حيث يتعرض المضطهدون للضرب والاعتقال والحرمان من النوم والإذلال والحرمان من أجرهم.

ويشير سلامة أيضا إلى التمييز ضد المرأة في الدول العربية في العديد من البلدان.

"العنصرية" متجذرة في المجتمعات العربية منذ زمن طويل

وأوضح التقرير أنَّ العنصرية متجذرة في المجتمعات العربية من زمن طويل، لافتا إلى أنَّ اللون الأسود في الثقافة العربية يحمل دلالات سلبية ومتشائمة، ويتضح ذلك في أقوال شعبية يتداولها العرب مثل: "سَوَّدَ  الله وجهك".

ينطبق الشيء نفسه على التمييز ضد المعوقين، حيث لا توجد قوانين واضحة في الدول العربية لحمايتهم، وإن وجدت هذه القوانين لا تُنَفَّذ .

في حين أنَّ بعض قضايا التمييز المثارة معروفة ، نادرًا ما يتم تسليط الضوء على العنصرية ضد السود في العالم العربي.

وفي بعض الدول العربية مثل السودان وموريتانيا، تم استعباد السود في الماضي القريب. بجانب ذلك، عادت أسواق الرقيق في ليبيا في السنوات الأخيرة، بحسب الموقع الألماني.

واستطرد التقرير أنَّ من حالات العنصرية التي أبلغت عنها منذ سنوات بعض الصحف في أوروبا، أغنية للمطربة اللبنانية هيفاء وهبي، بإسم "بابا فين"، والتي تضمنت عبارة "القرد النوبي"، التي اعتبرها النوبيون مسيئة لهم..

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس 2019 ، أنَّ برنامج تم بثه على التلفزيون الليبي يعرض مقالب الكاميرا الخفية، كان يتضمن عنصرية واضحة ضد السود.

وأستشهد الموقع الألماني بالمسلسل الكوميدي "بلوك غشمرة"، الذي تم عرضه على التلفزيون الكويتي خلال شهر رمضان 2018، وكان أيضًا مثيرًا للجدل واحتوى على عنصرية ضد السود، وأشار إليهم بشكل انتقامي كالعبيد.

 وأردف الموقع: "في نقاش على شاشة التلفزيون اللبناني، قالت سيدة لبنانية إنها لن تأكل على طاولة واحدة مع خادمة منزلها السوداء".

 رابط النص الأصلي