رئيس التحرير: عادل صبري 12:51 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

معركة ترامب وباول.. تفضح من جديد أكاذيب أمريكا لاحتلال العراق (فيديو)

معركة ترامب وباول..  تفضح من جديد أكاذيب أمريكا لاحتلال العراق (فيديو)

العرب والعالم

ترامب - صدام حسين - كولن باول

معركة ترامب وباول.. تفضح من جديد أكاذيب أمريكا لاحتلال العراق (فيديو)

أيمن الأمين 09 يونيو 2020 12:54

"وانكشف المستور.. بغداد بريئة من الكيماوي".. عبارة تحمل بين طياتها الكثير والكثير، لكن في التأمل بين سطورها نجد حقيقة الزيف والادعاءات الأمريكية تجاه العراق قبل 17 عامًا، فعندما يختلف اللّصوص تظهر حقيقة السرقة والمسروقات.

 

إنها سياسية "الاستعمار" إذا اختلفت المصالح انكشفت المخططات، هذا تحديدا ما حدث بين كبار الشخصيات الأمريكية "دونالد ترامب وكولن باول) خلال التصريحات الأخيرة التي تبادلا فيها وكيل الاتهامات .

 

فمن معالم أزمة النظام الأمريكي الراهن، حالة الفوضى التي يعيشها، وهو ما انعكس في مشهد تراشق لا سابق له بين كبار قادته، ولعل آخر حلقات ذلك المسلسل الدرامي الهجوم المتبادل بين كولن باول ودونالد ترامب.

 

فقد انضم كولن باول الشخصية الجمهورية المرموقة ووزير الخارجية ورئيس الأركان الأمريكي السابق لقيادات عسكرية بارزة منها رئيس الأركان السابق مارتن ديمبسى، ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، في الانتقاد العلني للرئيس دونالد ترامب، لانتهاكه الدستور، وذلك لتهديده باستخدام الجيش ضد المواطنين الأمريكيين، مما اعتبروه جميعا يبتعد عن الدستور ويضر بالعلاقة بين الشعب الأمريكي والجيش.

 

وأضاف باول، الجمهوري الذي عمل وزيرًا للخارجية الأمريكية إبان حرب العراق وقت حكم الرئيس جورج دبليو بوش، أن ترامب " يكذب فى أمور، ويفلت منها لأن الناس لن يحاسبوه، وختم تصريحاته بأنه سيصوت في نوفمبر المقبل لمنافسه الديموقراطي جو بايدن.

 

ترامب لم يتأخر في الرد كثيرا، فهاجم وزير الخارجية الأسبق، كولن باول، وكتب ترامب، عبر حسابه في تويتر، "كولن باول، متغطرس حقيقي كان مسؤولا بدرجة كبيرة عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية، أعلن لتوه أنه سيصوت لمتغطرس آخر، جو بايدن النعسان".

 

كولن باول

 

وأضاف: "ألم يقل باول إن العراق امتلك أسلحة دمار شامل؟ العراق لم يمتلكها، لكننا ذهبنا إلى الحرب".. ويشير ترامب لجلسة مجلس الأمن الشهيرة عندما وقف كولن باول وهو يمسك فى يده زجاجات يزعم كذبا أنها الكيماوي العراقي.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يصوت فيها باول لمرشح من الحزب الديمقراطي لأعلى منصب في البلاد، فسبق أن دعم وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، عندما واجهت ترامب في رئاسيات 2016.

 

أكذوبة التصريحات الأمريكية، بدأت تظهر للعلن من أصحاب الاتهامات أنفسهم بشأن الكيماوي العراقي، فقد كشفت مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش "قرارات مصيرية"، التي نشرها عام 2016، الأهداف الحقيقية لغزو العراق، حيث كذب التقارير الاستخباراتية حول امتلاك نظام صدام حسين آنذاك أسلحة دمار شامل، تلك الذريعة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ستاراً لاحتلال بلاد الرافدين والإطاحة بنظام صدام.

 

بوش وبلير

 

 

اعترافات "بوش" بالخطأ لم تكن الوحيدة، بل تبعها إعلان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، حليف بوش في تلك الحرب الغاشمة، تحمل المسئولية كاملة عن غزو العراق، قائًلا، "أتحمل المسئولية كاملة عن غزو العراق"، عقب إعلان نتائج تحقيق جون تشيلكوت الذي أكد مبالغة رئيس الوزراء البريطاني في الحجج التي ساقها لتبرير الغزو العسكري، الذي أدى إلى مقتل 179 جندياً بريطانياً بسبب معلومات مغلوطة، على حد وصف التقرير.

 

اعترافات "بوش وبلير" بالخطأ تطرح تساؤلاً مشروعاً حول تقديم أمريكا اعتذاراً عن غزو العراق وتدمير البنية التحتية له في حرب خلفت مئات الآلاف من الضحايا.

 

وبالرجوع إلى الأحداث الأخيرة بين باول وترامب، فإن التصريحات بينهما تكشف حجم التخبط والزيف الأمريكي الذي تقود به العالم منذ سنوات.

 

 

لم يكن العراق وحده الذي عانى من الولايات المتحدة الأمريكية، فالكثير من البلدان العربية لاقت نفس المعاناة، بحجة نشر الديمقراطية ومواجهة الإرهاب.

 

ماذا حدث في العراق؟

 

جدير بالذكر، أن الاحتلال الأمريكي للعراق- وبحسب مراقبين- كان بداية تمزق بلد ظل الأقوى لقرون عديدة، ونتج عنه انقسام وطائفية واقتتال لم يتوقف حتى الآن، وخلف وراءه خسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال 2006-2007.

 

ففي عام 2003، وقبل 17 عامًا، كانت بغداد على موعد مع محتل غربي، أراد عبر شرعية أممية زائفة ومؤامرات عربية أن يبدأ في تغيير المنطقة، بدأ باتهامات لبغداد بامتلاك أسلحة نووية، وإبادة لقرى كردية، أعقبه غزو وقصف وبارود أضاء سماء بلاد الرافدين، ومع مرور الأيام نهبت ثروات العراقيين وقطعت أوصالهم، وباتت الطائفية عنوانًا ليوميات بلاد ظلت لفترات طويلة أولى بلدان العرب.

 

 

وفي مارس 2003 ، تصدرت أمريكا المشهد وبقيت بريطانيا وأستراليا كصديقين داعمين ومشاركين، بحسب  قرار مجلس الأمن 1483 في 2003، وبحسب أيضًا التسمية التي أطلقت على التحالف، وهي "ائتلاف الراغبين بدعم من جبهات عراقية داخلية متمثلة  في بعض شيعة جنوب العراق والأكراد بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني، وشكلت القوات الأمريكية والبريطانية نسبة 98% من قوات الائتلاف.

 

 

 

 

مع نهاية شهر نوفمبر من عام 2003، استطاعت الولايات المتحدة الحصول على التأييد لحملتها لغزو العراق من 49 دولة، ووصل العدد الإجمالي لجنود الائتلاف 300،884 وكانوا موزعين كالتالي: الولايات المتحدة الأمريكية 250.000 جندي، المملكة المتحدة 45 ألف جندي بما يعادل 15% من نسبة القوات المشاركة، وكوريا الجنوبية 3 آلاف جندي بنسبة 1.1 % ، وأستراليا 2000 جندي، والدنمارك 200 جندي، وبولندا 184 جنديًا.

 

في الغضون، ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى "غير قتالية"، وكان هناك دعم ضئيل من قبل الرأي العام في معظم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.

 

قبيل بدء الحرب ساقت أمريكا للعالم بعض التبريرات لتضفي شرعية على غزوها للعراق، وهي  استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة بمزاولة أعمالها في بغداد..

 

 

وقبيل أيام من الغزو الأمريكي لبغداد، حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على إلقاء اتهامات ضد نظام صدام حسين، قالت فيها: إن النظام البعثي يمتلك أسلحة نووية وهو ما نفاه تقرير بعثة مفتشي الأسلحة النووية.

 

واعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجأة فكان التوقع السائد هو أن تسبق الحملة البرية حملة جوية كما حدث في حرب الخليج الثانية فكان عنصر المفاجأة هنا هي البدء بالحملتين في آن واحد وبصورة سريعة، وكان الغزو سريعا بالفعل فبعد حوالي ثلاثة أسابيع سقطت الحكومة العراقية.

 

 

وبعد أسابيع من القتال والاشتباكات بين عناصر المقاومة العراقية وجنود الغزو الأمريكي، حاصرت القوات البريطانية مدينة البصرة لأسبوعين قبل أن تستطيع اقتحامها، حيث كان التعويل على أن الحصار كفيل بإضعاف معنويات الجيش وفدائيي صدام مما سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث انتفاضة جماهيرية من قبل سكان المدينة..

لكن هذا التعويل لم يكن مثمرا واستطاعت القوات البريطانية اقتحام المدينة بعد معركة عنيفة بالدبابات اعتبرت أعنف معركة خاضتها القوات المدرعة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية وتم السيطرة على البصرة في 27 مارس بعد تدمير 14 دبابة عراقية. وفي 9 أبريل انهارت القوات العراقية في مدينة العمارة.

 

 

وبعد قتال استمر لأشهر، وفي صيف عام 2003، ركزت القوات متعددة الجنسيات في العراق على اعتقال ما تبقى من قادة حكومة البعث، وفي 22 يوليو، نفذت غارة من قبل اللواء الجوي الأمريكي 101 وجنود فرقة العمل 20 وقتل فيها أبنا صدام حسين (عدي وقصي) إلى جانب أحد أحفاده..

 

كما قتل واعتقل أكثر من 300 من قادة الحكومة السابقة، فضلا عن عدد أقل من الموظفين والأفراد العسكريين.

 

وفي 13 من ديسمبر من العام ذاته، اعتقل صدام حسين، في مزرعة قرب تكريت في عملية أطلق عليها "الفجر الأحمر"، تم تنفيذ العملية من قبل فرقة المشاة 4 وأعضاء فرقة العمل 121 في الجيش الأمريكي، وعثرت الاستخبارات على مكان صدام بواسطة أفراد عائلته وحراسه الشخصيين السابقين بحسب تقارير إعلامية.

 

 

وانتهى فصل كامل من تاريخ العراق الحديث وجيشه عندما أعدم الرئيس صدام حسين يوم عيد الأضحى فجر السبت 30 ديسمبر 2006، لتدخل البلاد في دوامة من العنف.

 

ومنذ سيطرة الاحتلال الأمريكي للعراق، لم تتوقف الدماء عن النزيف في بلاد الرافدين، وخلفت آلاف الجرحى والقتلى، بالتزامن مع تفشي الانقسام والطائفية.

 

 

جورج فلويد
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان