رئيس التحرير: عادل صبري 11:11 مساءً | الثلاثاء 08 يوليو 2025 م | 12 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

زار الكنيسة وحمل الكتاب المقدس.. نظرة على «التدين الترامبي» واضطرابات أمريكا

زار الكنيسة وحمل الكتاب المقدس.. نظرة على «التدين الترامبي» واضطرابات أمريكا

العرب والعالم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فيديو:

زار الكنيسة وحمل الكتاب المقدس.. نظرة على «التدين الترامبي» واضطرابات أمريكا

أحمد علاء 03 يونيو 2020 12:02

خلال حقبته الرئاسية الحالية أو حتى منذ ظهوره على الساحة، لم يعرف عن دونالد ترامب حرصه على أداء طقوس دينية، كما لم تُلتَقط له صورة في كنيسة ما، لكنّ الرئيس الأمريكي استدعى "تدينًا" خلال أزمة الاضطرابات التي تعصف بالولايات المتحدة في هذه الآونة.

 

وتعيش الولايات المتحدة في هذه الآونة، اضطرابات ربما تكون غير مسبوقة، على خليفية مقتل جورج فلويد وهو مواطن أمريكي من أصول إفريقية، قتل على يد الشرطة الأمريكية التي تمارس انتهاكات يبدو أنّها ممنهجة ضد المواطنين ذوي البشرة السمراء.

 

تسارعت الأحداث كثيرًا وشهدت الولايات المتحدة اضطرابات عديدة تضمّنت أعمال نهب واسعة، واستدعى الرئيس قوات الحرس الوطني التي تمّ نشرها في ولايات عدة، بغية فرض الأمن.

 

 

وتجدّدت أمس الثلاثاء، التظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة بعد ليلة إضافية من الاضطرابات وعمليات النهب والمواجهات التي شهدتها مدن أمريكية عدة، وذلك على الرغم من تعهّد الرئيس الأمريكي بإعادة النظام العام وإن اقتضى الأمر نشر الجيش.

 

وشارك آلاف المتظاهرين من السود والبيض في احتجاج سلمي في مانهاتن، قرب مقر شرطة نيويورك، هاتفين "جورج فلويد، جورج فلويد" و"أرواح السود قيّمة".

 

وشهدت مدينة مينيابوليس، التي انطلقت منها موجة الغضب الأخيرة، ليلة هادئة نسبياً بعد أعمال العنف التي سُجّلت مؤخرًا، وأعلنت شرطة المدينة توقيف عدد من الأشخاص لخرقهم حظر التجول.

 

 

ومن لوس أنجليس إلى فيلادلفيا، تواصلت الاضطرابات لليلة السابعة على التوالي في 140 مدينة على الأقل، وأُوقف المئات وسُجّلت إصابات في صفوف قوات الأمن والمحتجين.

 

ونفذت الشرطة الأمريكية، يوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة النطاق بحق المتظاهرين بعدد من الولايات و المدن، ومنها أوكلاند سيتى وواشنطن وأتلانتا، فى محاولة منهم للسيطرة على التظاهرات.

 

ولقي ما لا يقل عن خمسة أشخاص مصرعهم في الاحتجاجات والاضطرابات التى تشهدها أغلب المدن الأمريكية، وجاءت أغلب الوفيات فى مدينتى ديترويت وإنديانابوليس، وقد نفت قوات الشرطة تورط أى من أفرادها فى هذه الحوادث.

 

 

في خضم هذه الأحداث، استدعى ترامب جانبًا من التدين، حيث ظهر أمام كنيسة "سانت جون" القريبة من البيت الأبيض سيرًا على قدميه وسط حراسة أمنية رئاسية مشددة.

 

وأظهرت صورٌ نشرتها وسائل إعلام أمريكية، الرئيس ترامب واقفًا أمام الكنيسة لالتقاط الصور رافعًا نسخة من الكتاب المقدس عند باب الكنيسة، وهو يقول: "لدينا دولة عظيمة".

 

 

استدعاء ترامب لمظهر التدين يراه محللون أنّه يحمل دوافع سياسية، من باب أنّ الرئيس الأمريكي يريد توجيه رسالة للرأي العام الداخلي بأن الأمور ستعود لوضعها الطبيعي.

 

في الوقت نفسه، يبدو أيضًا أنّ ترامب حاول تعزيز موقفه من حركة "أنتيفا" اليسارية التي تعادي الأفكار الفاشية والنازية واليمين المتطرف والتي يتهمها بالوقوف وراء الاحتجاجات ومن ثم طالب بتصنيفها جماعة إرهابية.

 

 

ما أقدم عليه ترامب أحدث الكثير من ردود الأفعال، حيث لم تلقَ الزيارة ترحيبًا من القائمين عليها والذين تجاهلهم الرئيس. 

 

ونقلت وسائل إعلام عن الأسقف ماريان إدغار بودي، وهو من أبرشية واشنطن الأسقفية، القول إنّها "غاضبة" بعد أن زار ترامب كنيستها دون إشعار مسبق لتبادل "رسالة معادية لتعاليم يسوع". 

 

في سياق متصل، انتقد مايكل كاري كبير أساقفة كنيسة سانت جون استخدام ترامب الكنيسة التاريخية لالتقاط الصور. 

 

وقال كاري في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "لقد استخدم مبنى كنسياً والإنجيل المقدس لأغراض سياسية حزبية.. لقد ارتكب ذلك في وقت ألم وأذى عميق في بلادنا، وفعله لم يساعدنا".

 

 

وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإنّ ترامب يحيط نفسه على الدوام بمجموعة ضيقة من رجال الدين الإنجيليين الذين يمتدحون دعمه إسرائيل ومواقفه المحافظة اجتماعيا ولتعييناته القضائية حيث يرون أنه كانت هناك حملة ضد القيم المسيحية في البلاد بقيادة المحاكم اليسارية. 

 

وترجّح الصحيفة أنّ معظم علاقات ترامب الحالية مع القساوسة الإنجيليين قد تطورت فقط عندما فكر في الترشح للرئاسة.

 

وتضيف: "تطورت تلك العلاقة رغم أن ترامب غير متدين واشتهر عنه أنه لا يعرف أي آية من الإنجيل، ولا يتمتع بالقيم الأخلاقية أو الدينية التي يدافع عنها المسيحيون المحافظون، وتناقض شخصيته الكثير من القيم المسيحية، فقد تزوج ثلاث مرات، وكان يمتلك نوادي ليلية، وارتبط اسمه بفضائح واتهامات بالتحرش والإساءات الجنسية، وتوالت عليه الاتهامات والدعاوى القضائية التي تصوره بأن له علاقات خارج نطاق الزواج، وأنه متهم بالتحرش والإساءات الجنسية".

 

 

وظهرت مساعي ترامب لاستمالة الإنجيليين في تعيين وايت مستشارة روحية له فأصبحت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتلو الصلاة خلال مراسم تنصيب رئيس أميركي عند أداء ترامب اليمين عام 2017.

 

وتنقل الصحيفة عن وايت القول: "إنّ ترامب لديه علاقة شخصية مع الرب يسوع، إنه مفكر عميق". 

 

كما تقول في إحدى عظاتها على الإنترنت: "حين أطأ أرض البيت الأبيض، فإن الرب يطأ أرض البيت الأبيض، ولدي كامل الحق والسلطة لأعلن البيت الأبيض أرضاً مقدسة، لأنني كنت أقف هناك، وكل مكان أقف فيه هو مكان مقدس".

 

جورج فلويد
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان